ماما أبغى ألبس زي بابا"هكذا خاطب أيهم 5 أعوام والدته عند واجهة أحد المحال التجارية، وبدأ يردد على والدته هذه العبارة، وغيرها من العبارات التي تدل على رغبته الملحة في تقليد أبيه. وربما ساعد أيهم في مطالبته ما شاهده من عرض متقن لملابس رجالية صغّرت مقاساتها لتناسب أعمار الأطفال الصغيرة، اجتذبته فيها صورة الرجل ب"كشخة"الأناقة ومظاهر الرجولة من خلال"مانيكانات"صغيرة ارتدت الزي السعودي التراثي من بعض المناطق السعودية، ما حفّز أيهم في الإصرار على طلبه بارتداء أحد تلك الأزياء لأول أيام العيد. ومع أن ما لفت نظر أيهم كان مشابهاً لمظهر والده بالثوب السعودي و"المشلح"خلال أيام العيد، إلا أن والدته وجدتها فرصة ليرتدي أيهم أحد الأزياء التراثية المعروضة، لتعريف الطفل بأهمية التراث الذي تصدر تلك الواجهات، واعتبرت والدة أيهم أن تقليعات الأطفال لهذا العام هي الملابس التراثية. ولأن أصحاب المحال والأسواق التجارية يعتبرون موسم العيد هو أول موسم يتصدر لائحتهم في تسويق بضائعهم، ذهبوا يفكرون في كيفية تسويق تلك المنتجات التي تجذب الأنظار في بيع ملابس العيد، والجميل أن تراث بعض المناطق السعودية امتزج في تلك الواجهات، فظهر الزي الحجازي المؤلف من الثوب"التحريري"الذي يشتهر في المنطقة على أحد"المانيكانات"بأزراره الحريرية المكورة، وخيوطه الحريرية الغليظة التي تظهر في مقدمة الثوب وعلى الأكمام، و?"العِمّة"التي توضع فوق الرأس التي بدت بألوان عدة، وظهر السروال الطويل المشغول من طرفه السفلي بأشكال نسيجيه عدة، كما"الصديري"بجيوبه الداخلية والخارجية، وقد تدلت منه الساعة اليدوية التي حلت ساعة اليد بديلاً منها في الوقت الراهن. أما المانيكان الآخر، فكان يرتدي الثوب النجدي"المرودن"بأكمامه الطويلة، تعتليه"الدقلة"التي عرفها أيهم من قوله"ماما هذا الثوب يشبه ما يلبسه الراقصون في العرضة النجدية"، وقد اعتلى"الدقلة"حزام جلدي وضع فيه الخنجر، كما عرض الثوب الأبيض السعودي التقليدي والغترة البيضاء و"العقال"بألوان متعددة، مع نظارة شمسية أوحت للطفل بالرجولة في طريقة ارتدائه، فيما يعلو"المشلح"يد المانيكان. وتقول أم جميل وهي إحدى السيدات التي قررت تغيير زي ابنها جميل 9 سنوات"أهتم في كل عام بشراء ملابس العيد لابني جميل، على أن تكون من الأزياء الخليجية كالعمانية أو الإماراتية على سبيل المثال"، وقد أحبت أم جميل أن تحمل ملابس جميل لهذا العام الطابع التراثي السعودي، معتبرة"أن المحال التجارية هي من تصنع تلك الموضة وتسوق لها". في حين رأت السيدة علوية، التي ذهبت لشراء الثوب والشماغ والمشلح كعادتها لابنها عبدالرحمن، أن هذا الزي يناسب ابنها في أول أيام العيد، موضحة أن الملابس الغربية مثل البنطلون والقميص أسهل ما يمكن ارتداؤه للأطفال في سنهم الصغيرة، وإن كانت غير تراثية. أما والدة أيهم فقد اختارت الملابس التراثية النجدية بحسب رغبة ابنها، بعد أن قام هو باختيار"العمة"الحجازية التي راحت توضحها له والدته"بأن هذه الملابس تراث للمناطق السعودية، وكل زي لا يمكن أن يختلط مع زي آخر حفاظاً على نكهة وتراث منطقته"، في حين اشترت له الغترة البيضاء لمنظر أجمل، على ما قالت ل"الحياة".