هل أنا عربي مخلص لديني ولقوميتي ولوطني الكبير؟ أم أن انتسابي لعروبتي وديني انتساب مزيف؟ هل انا متخاذل؟ هل انا منفصل عن حاضري واعيش في الماضي؟ هل انا رجعي، هل انا متخلف عن الركب؟ اسئلة اسألها لنفسي دائماً لماذا لا نكون نحن الفنانون سعوديين مثل الفنانين العرب نصول ونجول في المقابلات ونصفق لكل انتصار تحرزه امتنا العربية؟ لماذا لا نخرج الى الشارع ونهتف لفلان؟ لماذا لا نحرق اعلام الاعداء؟ عاصرت عبدالناصر، حاولت التصفيق والهتاف له لكن مع الاسف مع اقتراب قناعتي بعد ان سمعت بعض الاغاني الحماسية لأم كلثوم وهي تقول:"لا لا هوادة لا تفاهم في القتل... اليوم لا بترول بعد ولا قنال"وسمعت عبدالحليم وهو يغني"ابنك يقولك"وعبدالوهاب وهو يغني"دقت ساعة العمل". ولكن سرعان ما ذهبت قناعتي أدراج الرياح، فسقطت القدس والضفة الغربية في يدي إسرائيل، لأن تخطيط عبدالناصر للحرب كان سيئاً. ولكن بصيصاً من الأمل عاودني في الهتاف والتصفيق جاءني من جديد، فقرر عبدالناصر التنحي عن منصبه، ويا فرحة ما تمت، إذ عاد للحكم ولمحاربة اسرائيل بالعصا والحجر والشومة وصفق الناس ولم استطع التصفيق. مرت الايام وجاءت الثورة الايرانية وصفق الناس لأنها ستدمر اميركا واسرائيل معاً وأردت ان اصفق"مع الخيل يا شقرا"الا انني فوجئت بانهم يريدون افساد الحج وتدمير الاماكن المقدسة في مكةالمكرمة فتوقفت عن التصفيق. ثم جاء دور البطل الهمام والصنديد المقدام شجاع الامة ابي عدي صدام يريد كما يقول حماية الجبهة الشرقية، واقتنعت بالتصفيق قبل احتلال الكويت وصفق كل الناس الا انا لم اصفق لا اعلم لماذا؟ وخرج صدام مهزوماً مدحوراً بعد ان جلب العار والجوع والحصار وصفق كل الناس على رغم ما يشاهدون، والوفود الفنية من فناني بعض الدول العربية تصل الى بغداد للتهنئة بالانتصار ولكنني لم اصفق ولم اهتف. ثم جاءت الحرب اللبنانية وبدأ حزب الله يطلق صواريخه على اسرائيل، وصفق الناس وجاء الفنانون مساندون لحزب الله، وخرج الناس يهتفون ويصفقون ويحرقون الأعلام ورأيت أحد الفنانين السوريين يقول:"إن حزب الله أمل الأمة العربية ورمز الكرامة العربية، لان صواريخه دكت حصون إسرائيل، عجباً إن صواريخ صدام ضربت إسرائيل لماذا لم يقل عنها"ذلك الفنان السوري"ما قاله عن صواريخ حزب الله. لقد اقتنعت بالتصفيق والهتاف لحزب الله، ولكنني توقفت عندما سمعت إشاعة لا ادري عن صحتها أن القتلى اللبنانيين أكثر من 1500 قتيل والجرحى أكثر بكثير والأيتام أكثر والأرامل والخراب والدمار أكثر وأكثر. وختاماً لماذا كلما أردت التصفيق والهتاف أتوقف ? هل أنا متخاذل ? هل أنا غير عربي أم متآمر؟ هل ما قام به آبائي واجدادي من المشاركة في حرب 48 أكذوبة؟ هل حملات التبرعات السابقة وازدحام المواطنين السعوديين حدثت في بلد آخر؟ هل حملة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والمستشفيات المتنقلة وال50 مليون دولار وال500 مليون دولار والبليون دولار عبارة عن حلم رأيته وابحث له عن تفسير؟ هل أنا عربي، هل أنا مسلم؟ الأجدر بنا عدم التبرع وعدم حمل هموم امتنا وعدم الفخر بعروبتنا، كان المفترض أن نسير في ركب الحضارة ونخرج إلى الشارع ونهتف لفلان ونشتم فلاناً ونمزق الأعلام ونحرقها ثم نعود إلى منازلنا، عندنا نساؤنا وفي جيوب بعضنا غنائم تتبادل الطرائف والنكات والاتصال ببعض المحطات الساقطة لنمجد أبطال الدمار بهذا نحافظ على عروبتنا. عبدالرحمن الخطيب فنان سعودي