متى تستيقظون يا"شعب الله المختار"؟ وننسى المأساة والمجازر والاحتلال والتهجير والتدمير والقصف والذبح والسفك والتيتم ونزوح الشرفاء وألف حكاية عربية ولبنانية وفلسطينية. حكاية مجازر"قانا"تعتبر تكراراً لما حدث قبل عشر سنوات هنا وعلى هذه الأرض، تُقتل البراءة، وتسحق الطفولة، وتودع جثث الصغار تحت ركام مخازن الطحين. مأساة وأين السؤال من إجابات تاريخ الصهاينة؟ قصف وتدمير للبنية التحتية للبنان... ماذا تقول الكلمات فقد ضاعت سطورها واختفت نقاط حروفها والمسعفون يتراكضون لإيجاد المذبوحين في مجلدات تاريخ لبنان، كذلك يعيدنا التاريخ إلى"قانا"قبل عشر سنوات. وها هم اليوم يلتقطون طفلتي وطفلتكم وأقلامي خائفة من البوح والحديث عن مشروع السلام مع إسرائيل. منظمات السلام تقف صامتة. من أين تبدأ؟ وكيف تدين وتشجب وتتهم؟ وعلى من ترمي بالتهمة؟ على إسرائيل أم على الدفاع عن النفس أم الانسحاب من مزارع شبعا؟ أسئلة تطرحها على نفسها ولا تجد المجيب، وهذا هتلر الدنيا الجديدة يضحك وتضرب أسنانه بعضها ببعض فرحاً وبهجة، والسنيورة وبري ينددان، لا معاهدات ولا نقاش ولا تسوية قبل توقف صواريخ أميركا الذكية، يا لها من ذكريات سيسطرها التاريخ، لا رحمة ولا رجاء في سبيل الحصول على أرض الميعاد. والسؤال لمن هذه الأرض الزكية؟ من قبور تجتمع فيها جثث صغيرة قبل عشر سنين، وهاهي اليوم ترجع لمواطن السابقين مرة أخرى من آبائهم وأصدقائهم، وأنا وأنتم واقفون نقول متى يجمعنا نهر الأردن؟ أنكون نحن أهله أم تأتي"قانا"ثالثة ورابعة ولعلها عاشرة؟ ولا نكون من شهداء نهر الأردن وأشجار الزيتون وأرضها تلفظ الغرباء. نناشد أمة صهيون لماذا تجعلين الدنيا كلها تكرهك؟ وقد كان جار الحبيب يهودياً ولماذا لا تقولين كما قال ذلك اليهودي:"لم أر مثل هذا الرجل الطيب". إنه لوعد قريب ولموعد ليس ببعيد، تقتلون وتحرقكم أحقادكم بيد ربي ورب أطفال لبنان، لم تبق دماء في عروقنا حتى ننزفها، ولا كلمات في أفواهنا حتى نصرخ، ولا مدافع في أيدينا حتى نقصف بها، ولا حيلة لنا حتى نكذب ونخدع ونحرق. مات السلام وأجهض قبل ولادته للسيد صهيون ورب السيدة إسرائيل، لقد غضب واقتربت ساعة الرحيل، وجمع شتات الأشلاء عشرة أيام أو أربعة عشر يوماً كما قال السيد أولمرت، والصديقة رايس تردد لا وقف قبل عقد اتفاقات مشروع السلام والجولان والمجموعة الدولية لإرسال شحنات رجال الحماة وقوافل المساعدات الطبية والإغاثة ترشق وتقصف قبل الوصول إلى مرافئها. كم تكفيكم من الجثث حتى ترتووا بدماء أطفالنا، ويشبع خيال مساحات أراضيكم؟ أنين شعبي عربي... وحفلات بعلبك الرومانية مهددة بالانقراض لو علم الرومان القدامى لقتلوا"ترليونات اجثث"الطامعة وحرقت وطمرت تحت أنقاض سخافة حائط المبكى كما يقول رب السامية ورب السيدة والسيد صهيون. ريم عبدالعزيز