مقاطع من قصيدة "راشيل وأخواتها" نزار قباني عشر سنوات بين المجزرتين، مجزرة قانا الأولى في العدوان الاسرائيلي عام 1996 ومجزرة قانا الثانية في عدوان 2006. كأنما كتب على هذه القرية الوادعة أن تفدي بدمها الوطن. عشر سنوات والجروح لم تندمل بعد حتى تعود آلة الحرب الاسرائيلية لتقتل الأطفال والنساء المختبئين في ملجأ ظنوه آمناً. انها المجزرة تتكرر. تكاد تكون صورة طبق الأصل: عشرات المواطنين التجأوا عام 1996 الى مقر للأمم المتحدة فأبادتهم الصواريخ والقنابل الاسرائيلية. وعشرات المواطنين قتلتهم الصواريخ الاسرائيلية في الملجأ أمس. الصور نفسها، أطفال مزّق الحديد أجسادهم الطرية، ونساء وعجّز أخمدت أنفاسهم تحت الركام. مقاطع من قصيدة "راشيل وأخواتها" نزار قباني دَخَلُوا قَانَا على أجسادِنا يرفَعُونَ العَلَمَ النازيَّ في أرض الجَنُوبْ... ويُعيدُونَ فُصُولَ المِحْرَقَةْ... هِتْلرٌ أَحْرَقهُمْ في غُرَفِ الغَاز... وجاؤوا بعدهُ كي يُحْرِقُونا... هِتْلرٌ هجَّرهمْ من شرق أوروَّبا وهُمْ من أرضنا قد هَجَّرونا... هِتْلرٌ لم يجد الوقت لكي يَمْحَقهم ويُريحَ الأرضَ منهمْ... فأتوا من بعدِهِ... كي يَمْحَقُونا!! دَخلُوا قَانَا... كأفواج ذئابٍ جائعَةْ... يُشْعلونَ النارَ في بيت المسيح... ويدوسونَ على ثَوْبِ الحسين... وعلى أرض الجنوب الغاليه...قَصَفوا الحِنطةَ, والزيتونَ, والتبغَ, وأصواتَ البلابلْ... قَصَفُوا قَدْموسَ في مركبهِ قصفوا البحرَ... وأسرابَ النَوَارِسْ قصفوا حتى المَشَافي والنساءَ المرْضِعَاتْ... وتلاميذَ المدارسْ... قصفوا سِحْرَ الجنُوبيّاتِ واغتالوا بساتينَ العُيُون العَسَليَّهْ!.. ... ورأينا الدَمْعَ في جفن عليٍّ وسمعنا صوتَهُ وهو يُصلّي تحتَ أمطار سماءٍ داميهْ... كشفَتْ قَانَا السَتَائرْ... ورأينا أمريكا... ترتدي معطفَ حاخَامٍ يهوديٍّ عتيقْ وتقودُ المجْزَرَهْ... تُطْلقُ النارَ على أطفالنا دونَ سَبَبْ... وعلى زوجاتِنا دونَ سَبَبْ. وعلى أشجارِنا دونَ سَببْ. وعلى أفكارِنا دونَ سَبَبْ... فهل الدستورُ في سيِّدةِ العالم... بالعِبْريِّ مكتوبٌ... لإذلال العَربْ؟؟پ ما الذي تخشاهُ اسرائيلُ من إبْن المقفَّعْ؟ وجريرٍ... والفرزدَقْ؟ ومن الخَنْسَاء تُلْقي شعرَها عِند باب المقَبَرهْ... ما الذي تخشاهُ من حَرْقِ الإطاراتِ... وتوقيع البَيَانات... وتحطيمِ المتاجرْ؟ وهي تدري أنّنا... لم نكُنْ يوماً ملوكَ الحَرْبِ... بل كُنّا ملوكَ الثرثَرَهْ!!. نحنُ شعبٌ من عجينٍ كلّما تزدادُ اسرائيلُ إرهاباً وقَتْلاً... نحنُ نزدادُ ارتخاءً... وبرودا... وطنٌ يزدادُ ضيقاً. لغةٌ قُطْريةٌ تزدادُ قُبْحَاً. وَحْدَةٌ خضراءُ تزدادُ انْفصًالاً. شَجَرٌ يزدادُ في الصيفِ قُعُوَدا... وحُدُودٌ كلّما شاءَ الهوى... تمحو حُدُوَدا!!...".