الاحتفاء باليوم الوطني يمثل مناسبة خاصة، لذكرى معجزة وملحمة تاريخية لرجل نحت اسمه على أرض التاريخ، ألا وهو البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، صاحب الإنجاز الفريد الموحد لهذا الكيان الشامخ، في 23 من أيلول سبتمبر من كل عام محطة وطنية، يقف عندها كل مواطن بفخر واعتزاز، يسترجع فيها التاريخ أوضاع الجزيرة قبل التوحيد وبعدما تحقق من نمو وتطوير... وأحداث واكبتها، وكيف تم التعامل معها بحنكة وروية وبعد نظر، بدءاً من المغفور له القائد عبدالعزيز ومروراً بأبنائه البررة الذين تعاهدوا على مواصلة دفع عجلة التنمية الشاملة. والآن ندخل مرحلة متواصلة للتاريخ، يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وولي عهده الأمين سلطان، مرحلة إصلاح وتطوير في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والأمنية. نقف اليوم في الذكرى ال74 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية من الأمن والأمان، بعد أن كانت أصقاع الجزيرة تعج بحروب القبائل، وطرق الحجاج مليئة باللصوص وقطاع الطرق الذين يهاجمون المعتمرين والقاصدين إلى بيت الله، فكان للمغفور له أن تسلح بشريعة الله، واضعاً نصب عينيه تأسيس دولة تحمل شعار التوحيد وتقوم على العدالة والمساواة، وعلى هذا النهج المستقيم شهد فجر الخامس من شوال 1319ه بداية حقيقية لقصة كفاح أسفرت عن استقرار سياسي وتوطين البادية والعدل بين الناس ونشر العلم الصحيح وتحسين أحوال المعيشة الاقتصادية. وها نحن الآن، نعيش مراحل من تطور الأمن، وأصبح له قطاعات مختلفة وتخصصات عدة تعمل بشكل متكامل أشبه بخلية نحل على مدار ال 24 ساعة، يقودها رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز، وخلفه العين الساهرة نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وبفض الأمانة المتوارثة التي حملوها منذ عهد المؤسس، طيب الله ثراه، أصبح المواطن والمقيم يعيش فترة أمنية مسبوقة... على رغم وقوع بعض الأعمال الإرهابية، إلا أن السياسة الأمنية أتت بثمارها بشكل ملاحظ من انحدار الفكر التكفيري وحصره في زاوية ضيقة كعنق الزجاجة، وقلب طاولة الفكر على أهله، فهاهم المغرر بهم يعودون إلى رشدهم وضالتهم... وهاهي القيادة تضم لصدرها جميع أبنائها العائدين من غوانتانامو وتقف معهم في لحظات وطنية، تؤكد لحمة الإنسان السعودي، قيادة وشعباً ووطناً واحداً وروحاً واحدة، متفقين على الخير والحب والسلام. * مستشار بوزارة الداخلية.