تحتفي المملكة -اليوم- بذكرى اليوم الوطني السابع والثمانين التي توافق الأول من الميزان من كل عام، الموافق 23 سبتمبر، وهي الذكرى الغالية التي أعلن فيها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وإطلاق اسم (المملكة العربية السعودية) عليها في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه، الموافق 19 سبتمبر عام 1932م، ابتداءً من يوم الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م / الأول من الميزان، وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة كبيرة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية، وحدد بعد ذلك يوم الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة. وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، بعد ملحمة جهادية لم يشهد لها التاريخ مثيل، أرسى خلالها المغفور له قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم -، ليؤسس دولة عظيمة تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرة السلام والخير والدعوة المباركة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل ومستقبل مشرق لأبناء شعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع. ويحتفل الوطن اليوم بذكرى اليوم الوطني المجيد تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظهم الله -، والجميع يستشعر بكل فخر واعتزاز ما تحقق لهذا الوطن من مجد وعز وتمكين في شتى المجالات، إلى جانب الإصلاحات الاقتصادية، والمنجزات الوطنية، والرصيد المتزايد من التقدير والمكانة الدولية التي وصلت إليها بلادنا بفضل حنكة وحكمة القيادة الرشيدة. وعاماً بعد عام يستعيد أبناء المملكة ذكرى توحيد البلاد، وهم يعيشون واقعاً جديداً ومسيرة حافلة من المنجزات التنموية والاقتصادية والمكانة السياسية والإقليمية والدولية، تعززها نعم الأمن والاستقرار والحكمة التي تميز قادة هذه البلاد في التعاطي مع الأحداث والمتغيرات، حتى أصبح الوطن أُسرة واحدة من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، مجسداً لحمة وطنية فريدة تترسخ يوماً بعد آخر، لتترجم قيم النبل والوفاء والوطنية لدى أبناء هذا المجتمع وتعكس الانموذج الفريد في العلاقة بين المواطن وقيادته الرشيدة أدام الله عزها. وتشهد صفحات التاريخ، ماتحقق على أرض المملكة من ملاحم بطولية قادها الملك المؤسس طيب الله ثراه ورجاله المخلصين، استطاع فيها جمع القلوب على هدف واحد، وتوحيد الشتات، وإعمار الأرض، وإرساء قواعد وثوابت راسخة لوطن شامخ لاتهزه العواصف. وقد كانت "رؤية الملك عبدالعزيز" التي أرادها لوطنه أن يكون موطناً للعدل والحكمة يتفيأ ظلال الأمن والاستقرار والتنمية على الدوام، أرادها الملك عبدالعزيز دولة قوية لاتهزها التحديات، دولة مؤثرة في القرار العالمي، اذا تحدثت الكل يستمع، وإذا أرادت فعلت، واذا وعدت اوفت، دولة صادقة وفيّة مع اشقائها تسعى للخير والسلام للعالم اجمع.. هذه "رؤية الملك عبدالعزيز" عندما أسس أركان وطنه، وهذه بالفعل هي بلادنا المملكة العربية السعودية وستظل وتبقى كذلك. 87 عاماً والوطن أقوى في لحمته وولائه وإخلاصه وفي وعيه لحقيقة ما يجري من أحداث ومؤامرات تستهدف امنه واستقراره، وقد أثبتت الاحداث تلو الاحداث والمواقف تلو المواقف معدن أبناء هذا الوطن الرقم الصعب الذي يراهن عليه أمام كل التحديات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم.. واليوم وكل يوم يتعاهد أبناء هذا الوطن جميعاً على الحفاظ على "منجز" المؤسس طيب الله ثراه، وعلى صيانة هذه "المعجزة" التي ما كانت لتتحقق لولا فضل الله، ثم حكمة وحنكة وإخلاص الرجال الذين قيضهم الله في مرحلة حرجة من التاريخ ليقولوا كلمتهم ويعلوا راية الوطن خفاقة ويوحدوا القلوب على قلب رجل واحد حتى تحقق لهم ما أرادوا، وأصبحنا اليوم ننعم بما تحقق من تضحيات لن ينساها التاريخ.. (تفاصيل موسعة داخل العدد..)