أكدت مصادر في هيئة التحقيق والادعاء العام، أن زوجة أب بلقيس التي ترقد في مستشفى عرعر جراء تعذيبها وتهشيم رأسها، أقرت بجريمتها. وقالت المصادر نفسها ل"الحياة"إن الهيئة ستحيل زوجة الأب إلى المحكمة. فيما أبدت إمارة منطقة الحدود الشمالية استعدادها للتكفل بنقل الطفلة بلقيس بطائرة إخلاء طبي لتلقي العلاج في أي مستشفى داخل السعودية، أكد مصدر طبي"وفاة الطفلة دماغياً". وتزامن ذلك مع تلقي هيئة حقوق الإنسان السعودية أمس رسالة مكتوبة من والدة الطفلة، تسرد فيها ما تعرضت له من عنف على يد زوجة أبيها. وكانت والدة بلقيس طالبت إمارة منطقة الحدود الشمالية بنقل ابنتها من مستشفى عرعر بواسطة طائرة الإخلاء الطبي إلى مستشفى آخر، وقالت الأم، وتدعى فاطمة، إنها تلقت اتصالاً هاتفياً من الإمارة يؤكد التجاوب مع طلبها، بناء على توجيه أمير المنطقة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد. إلا أن الطبيب المشرف على علاج بلقيس أثبت أن حالها الصحية تحول دون نقلها إلى أي مكان. فيما أكد مصدر طبي في العناية المركزة في مستشفى عرعر، فضل عدم ذكر اسمه، أن بلقيس"توفيت دماغياً". وأوضح المصدر نفسه أن حال الطفلة لم تشهد تحسناً يذكر منذ دخولها المستشفى، فإضافة إلى كونها تشكو من نزيف داخلي تمت السيطرة عليه، توجد تهشمات في الجمجمة ونواح متعددة من الجسم من جراء الضرب الوحشي. وأشار إلى أن"التطور الوحيد تمثل في تحريك يدها، إلا أن الطبيب المشرف على الحالة نفى أن يكون ذلك مؤشراً إيجابياً، لكون الطفلة في حال غيبوبة وفقدان تام للوعي". وذكر المصدر أن الطبيب المعالج وصف حركة اليد تلك بأنها"غير إرادية يقوم بها الجسم عند استلقائه فترة طويلة". وأضاف أن الطفلة التي أدخلت إلى المستشفى يوم الثلثاء الماضي تعرضت قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع لنزيف داخلي نتيجة لضربها، من دون أن ينتبه أحد. وقال:"بلقيس متوفاة دماغياً، وعلاجها الآن هو علاج تحفظي، علماً بأنه يستحيل أن تدب في جسمها الحركة من جديد". واستطرد مؤكداً أن الطفلة بلقيس"لا تحتاج إلى إخلاء طبي، فحالها ميئوس منها". وأفادت مصادر في هيئة التحقيق والادعاء العام ل"الحياة"أن زوجة الأب أنكرت في بادئ الأمر التهمة، ثم اعترفت. من جانبها، طلبت لجنة المتابعة والرصد في هيئة حقوق الإنسان من والدة الطفلة كتابة بلاغ بما وقع لابنتها، واستجابت الأم على الفور وأرسلت إلى الهيئة خطاباً من ثلاث صفحات عبر الفاكس أمس، سردت فيه ما نما إلى علمها من تفاصيل التعذيب الذي تعرضت له بلقيس. ووعد عضو اللجنة خالد المنصور بأن تحظى هذه القضية باهتمام هيئة حقوق الإنسان، علماً بأن والدة بلقيس تؤكد أنها سبق أن تقدمت بشكوى إلى الهيئة ولم تحظ باهتمام يذكر. وأكد المنصور أن الهيئة ستهتم كذلك بالشكوى الأولى الخاصة بقيام زوجة والد بلقيس بحرقها بسكين وكسر يدها. ورأت ضرورة محاكمة زوجة الأب أولاً على الجريمة الأولى وهي حرق الطفلة بالسكين وكسر يدها، على أن يلي ذلك النظر في جريمة تهشيم جمجمة الطفلة وكسر عظامها.