يزداد غضبي على النساء يوماً بعد يوم، أرفع راية الغضب من أقصاها إلى أقصاها، المرأة التي توهمناها شعراً وتنفسناها حباً، ورسمناها في خيالنا الرملي، صوراً ناصعة النقاء والرقة والطهر، ألعنها اليوم كافراً بها، وبخديعتها الكبرى، ووهمها الطاغي، الموغل في كذبه، والمبين لشخصيات سادية دموية مدمرة، إذا ما تملكت واستحكمت، قد يثور البعض لهذه المقدمة، لكنني أحيله وقبل أن يطرح أسئلته المعروفة سلفاً إلى التاريخ، الذي يجهض أية محاولة لأية ثرثرة لا طائل منها، فبدءاً من أخت قابيل وهابيل، التي تسببت في أول جريمة عرفتها البشرية، وأول حال قتل للنفس على سطح الأرض، وانتهاءً بأربع نساء يحكمن السياسة الخارجية للعالم الآن، مسيطرات ببرود مستفز على كثير من الأحداث، صورة مقيتة وغبية ومستفزة لما يمكن أن تقوم به المرأة، في كواليس صياغة جغرافياتنا من جديد، الأولى"مارغريت بيكيت"وزيرة الخارجية البريطانية، مهندسة التعدين وابنة النجار، المستمدة ثقافتها المتشددة والمتزمتة من أمها الايرلندية الكاثوليكية التي تحولت إلى راهبة، اعتزلت الحياة التي يجب في نظرها أن تتطهر من كل من ليس ايرلندياً أو كاثوليكياً، عارضت الحرب على العراق، ثم بعد انطلاق الحرب بعام ورؤيتها لحجم الدمار الهائل الذي ألحق بهذا البلد وافقت، وكأنها كانت في انتظار قراءة عنوان عريض يمكنها أن تستند عليه حال ارتدادها إلى دمويتها وعنفها. الثانية"كوندوليزا رايس"وزيرة الخارجية الأميركية، لم تشفع لديها أصولها الأفريقية المتواضعة تلمس معاناة كثير من الشعوب، الذين أوقعهم سوء طالعهم في دائرة نفوذها ونفوذ دولتها، هي المسؤولة عن كثير من القرارات الأميركية المرتبطة بالأمن الداخلي والخارجي لدولتها، وهو دور لا يمكن لعاقل أن يلومها على القيام به، لكن ليس بمثل هذه الدموية والتجبر، وليس بمثل هذه الروح المتعسفة المتعالية البعيدة عن أرض الواقع، إنها توظيف سيئ لقدرات البشر في القتل والتخريب، بمصطلحات قانونية وإعلام داعم ومساند وصل حتى إلى مخادعنا، تتنكر دائماً لأصولها السوداء وتهرب من أي سؤال يوجه إليها في هذا الخصوص، حينما سألت ذات مقابلة على شاشة"إن. بي. سي"في موضوع تعويض العبودية في أميركا قالت بشيء من الاستهتار"علينا أن ننسى هذه الفترة"متنكرة لعذابات أجدادها ومنتقمة في الوقت نفسه في شخوص كثير من الشعوب غير الأميركية، هكذا على الأقل تبدو. المرأة الثالثة في بلاط صاحبة العصمة"السياسة العالمية"، هي وزيرة خارجية إسرائيل"تسيبي ليفني"محامية تولت وزارة العدل، تكون فكرها ووعيها داخل أروقة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي"الموساد"، والدها رفيق درب"مناحم بيجين"الإرهابي الذي قاد منظمة"الارغون"، السرية التي كانت تشن عمليات إرهابية ضد العرب والفلسطينيين قبل قيام إسرائيل عام 1948م، المؤمنة حد التعصب بمقولة إسرائيل الكبرى، الممتدة من المحيط إلى الخليج، إذا ما دققنا النظر إليها في مؤتمراتها الصحافية المنعقدة داخل الحزب، سرعان ما سنكتشف وجود خريطة خلفها رسمت عليها حدود إسرائيل الكبرى، ليس غريباً كونها وزيرة للعدل لفترة امتدت للعام، أن تسمح بارتكاب كل هذه المجازر في لبنان وفلسطين، فهو العدل الإسرائيلي المقيت. الرابعة هي مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي"بنيتا فالدنر"، التي ترى وتسمع كل ما يحاك في لبنان وتباركه صمتاً، حتى وإن كانت تدينه قولاً لا فعلاً، نموذج للمرأة الماء، التي تتلون وتتشكل مع كل إناء توضع داخله، سهلة كالهواء تستنشقها، وصعبة كهضم وجبة دسمة في معدة منهكة متعبة. فإذا ما كان قرار الحرب والسلم في لبنان أو في منطقتنا بيد هؤلاء، فما الذي يمكن فعله حيالهن، ليت مفكري ومنظري ومفتيي حزب الله يرشدونا عما يمكن فعله، بعد أن دُمر لبنان على يد نساء أربع، ضاعت بينهن أرواح أبنائنا وأخواتنا وشبابنا. [email protected]