واشنطن – «نشرة واشنطن» - بعد انقضاء ستة أشهر على افتتاح «مركز سفير» في الضفة الغربية، أُعجب عدد من الطلاب الثلاثة آلاف الذين يتابعون بانتظام نشاطات ما بعد المدرسة في هذا المركز، بهذا المرفق المؤلّف من طبقتين. والمركز الذي تملكه وتديره الجمعية الفلسطينية للعناية بالطفل التي لا تبغي الربح، انتقل إلى المبنى الجديد في كانون الأول (ديسمبر) عام 2010. إنه مكان أفضل وصحي أكثر بالنسبة إلى العدد الكبير من الأطفال الذين يتابعون البرامج التعليمية التي يقدمها المركز، الذي موّلَت بناءه الحكومة الأميركية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتنوي دعم إنشاء مبانٍ أخرى خضراء على مدى السنوات الخمس المقبلة، لتكون نماذج تحتذى في الضفة وغزة اللذين يواجهان مشاكل في الموارد. رعاية أميركية وستُشيّد هذه المباني كجزء من برنامج طموح بقيمة 100 مليون دولار، لتحسين الظروف المعيشية وتشجيع تنفيذ مشاريع للبنية التحتية صديقة للبيئة ومستدامة اجتماعياً في كل الأراضي الفلسطينية. وترعى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضاً من خلال هذا البرنامج، مبادرة زملاء في الهندسة الخضراء للذين تخرجوا حديثاً في الجامعات، وتنظيم ورش عمل للمسؤولين المحليين في الحكومة الفلسطينية وممثلي الصناعة، ودعم التواصل العام في شأن الحفاظ على الطاقة وغيرها من القضايا البيئية. والبند الأول على قائمة الأعمال الواجب تنفيذه هو إنشاء مركز جديد للمجتمع الأهلي في شمال الضفة الغربية، ويليه بناء مدرسة خضراء لكي تصبح المبنى الأول الذي يستوفي معايير «القيادة في الطاقة والتصميم الملائم للبيئة» في المنطقة، وأحد المباني الأولى في العالم العربي الذي يستوفي هذه المعايير. مفاهيم خاطئة والمصلحة من ذلك، في رأي كاري جورغنسن داينر المختصة بالمباني الخضراء لدى شركة «سي إتش إف إنترناشونال» شريكة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في برنامجها لتطوير البنية التحتية للمجتمعات الأهلية، هي في أن الفلسطينيين كما «الناس في أي مكان آخر في العالم، كانت لهم في البداية مفاهيم خاطئة حول المباني الخضراء». واعتبرت أن «التحدي الكبير كان القلق في شأن التكلفة وجعل الناس يتقبلون ذلك، وحاولنا تأكيد أن المبنى الأخضر لا يعني بالضرورة استعمال تكنولوجيا مكلفة. ويمكن أن يكون شيئاً بسيطاً بمعرفة اتجاه واجهة المبنى أو حمايته من الشمس». ولاحظت داينر، أن «المعارضة بدأت تتلاشى، بعدما أدرك القادة المحليون أن مزايا التصميم الأخضر ستقتصد في أموال مجتمعاتهم الأهلية على المدى الطويل». وأشارت إلى أن تكاليف الكهرباء «انخفضت في مركز سفير إلى النصف وكذلك استعمال المياه بمقدار الثلثين في الأشهر الستة الأولى من تشغيله. ووفر هذا الاقتصاد في النفقات الأموال لشراء أجهزة كمبيوتر، وبرامج كمبيوتر إضافية، واستخدام موظفين جدد وتلبية حاجات ملحة». وذكرت داينر، أن المباني الخضراء المبنية بمواد محلية أوجدت فرص عمل محلية أكثر ومجتمعات محلية سليمة أكثر، ما أثار الحماسة لتشييد أبنية مستدامة بيئياً في المنطقة. كما كانت فكرة العودة إلى بعض التصاميم الذكية للمباني التي أتقنتها الأجيال السابقة في الشرق الأوسط، كتزويد فناء داخلي لتأمين التهوئة الطبيعية في أيام الصيف الحارة».