واشنطن – «نشرة واشنطن» - مع ازدياد الوعي بتغير المناخ في الدول المضيفة للسفارات الأميركية حول العالم، ومع التفويض الجديد من الرئيس الأميركي باراك أوباما لتخفيض انبعاثات الغازات المسببة الاحتباس الحراري بنسبة 28 في المئة خلال العقد المقبل، انضمت سفارات الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم إلى هذا المجهود. وفي حين لا يطبّق الأردن برامج بلدية لإعادة تدوير النفايات، علمت السفارة الأميركية في عمّان بوجود شركة مبادرة صغيرة اسمها «إنتتي غرين» (الركن الأخضر)، التي تعتقد أن هناك سوقاً لإعادة التدوير في البلد ذي الطبيعة الصحراوية. وأصبحت السفارة الأميركية أحد أول زبائن الشركة العام الماضي. وأرسلت السفارة إلى محطة إعادة التدوير التابعة للشركة العام الماضي 30 طناً من الورق والكرتون وأربعة أطنان من البلاستيك و2.5 طن من العلب المعدنية وثلاثة أطنان من الزجاج. وساعدت هذه الشحنات الشركة في بدء عملياتها واستقطاب زبائن جدد، بما في ذلك سلاسل الفنادق الكبيرة في البلاد. وتشمل المبادرات الخضراء الأخرى في السفارة في عمّان بركة للسباحة مدفأة بالطاقة الشمسية، وشراء سيارتين هجينتين والسعي للحصول على اعتماد مؤسسة القيادة في الطاقة والتصميم البيئي («ليد»)، التي تمنح شهادات بالمعايير الدولية للمباني المستدامة. وساهمت السفارة الأميركية في الأردن في تشكيل «المجلس الأردني للمباني الخضراء»، الذي يتلقى دعماً من «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية»، وصمم طبقاً للنموذج الأميركي. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اطلقت مبادرة «الديبلوماسية الخضراء» بمناسبة الاحتفال بيوم الأرض العام الماضي، ودعت كل الموظفين في الوزارة إلى المساعدة في تخفيض تأثيرها الكربوني. وقررت القنصيلة الأميركية في غوانغزو في الصين في كانون الثاني (يناير) الماضي أن تعيد النظر في طلب تأشيرة الهجرة وعمليات توزيع البريد، بهدف إنقاذ الأشجار وتوفير الحِبر والاقتصاد في استعمال الطابعات الكهربائية. وتتوقع القنصلية أن توفر 645 ألف صحيفة ورقية و887 ألف صفحة مطبوعة في العام الجاري. وأجرى فريق «فلنيوس الأخضر» في السفارة في ليثيوانيا دراسة على الموظفين الذين يستخدمون المواصلات، ووجد أن 50 في المئة من موظفي السفارة يأتون إلى عملهم ويغادرونه إما مشياً على الأقدام أو على الدراجات الهوائية أو كمجموعات في سيارات أو يستقلون وسائل المواصلات العامة، ووضع هدفاً جديداً يسعى إلى رفع هذه النسبة إلى 65 في المئة. إلى ذلك، عثر موظفو السفارة في أكرا (غانا) على شركة للمنتجات الورقية تبعد 30 كيلومتراً عن السفارة تصنع ورق المراحيض من ورق المكاتب. ووافقت تلك الشركة بأن تتسلم كمية من الورق أسبوعياً من السفارة على ان تزوّدها ببعض ورق المرحاض مجاناً. ولم تكن هذه أول مرة تعمد فيها السفارة في أكرا إلى الابتكار، إذ صعق أحد الموظفين، جورج دلغادو، في أيلول (سبتمبر) عام 2009 عندما اطلع على التكلفة الباهظة للكهرباء التي تستهلكها السفارة شهرياً. وكانت ثمة شكوى من أن أعلى استهلاك للسفارة من الكهرباء يتم أثناء وجود الموظفين خارج المبنى بعد انتهاء العمل. وبات منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 200 حارس يحافظون على أمن السفارة على مدار الساعة يقومون «بجولات تفتيشية أمنية خضراء»، للتأكد من ان مصابيح الإضاءة مطفأة وأجهزة الكمبيوتر مغلقة. وإذا وجدوا أي إضاءة أو جهاز لم يطفأ بعد إغلاق المكاتب فإن بطاقة أمنية صغيرة خضراء، مصنوعة من ورق قابل لإعادة التدوير، تترك على جهاز صاحبه للتنبيه وتذكيره بوجوب إغلاق جهازه قبل الخروج من العمل.