واشنطن - «نشرة واشنطن» - أصبحت «الهندسة المعمارية الخضراء» نهجاً مطلوباً على نطاق واسع من جانب الأفراد والمؤسسات في أميركا والعالم واستجابت الجامعات الأميركية لهذا الاتجاه، فوضعت مناهج دراسية للتصميم المستدام في برامجها لدراسة الهندسة المعمارية. وأشارت أستاذة الهندسة المعمارية في «معهد شيكاغو للفنون» ليندا كين الى أن أساس الهندسة المعمارية «الخضراء»، على رغم أن الوعي العام حولها حديث العهد نسبياً، يعود إلى سبعينات القرن الماضي عندما بدأت طليعة من المهندسين التقدميين تصميم مبان «متفاعلة شمسياً»، تستمد طاقتها من مصادر متجددة. وأشارت إلى أن المبادئ الطبيعية القديمة في التهوئة واستخدام ضوء الشمس للإنارة، هي المبادئ ذاتها التي تستخدم حالياً في بعض خطط التصميم الحديثة. وأوضح الاستاذ في «جامعة بول» الحكومية في مونسي (ولاية إنديانا الأميركية)، وولتر غروندزيك، أن عدداً قليلاً من الكليات «كان يدرّس مبادئ الاستدامة منذ 30 أو 40 سنة، أمّا حالياً فهناك عدد متزايد من الكليات التي تقدم مناهج لدراسة التصاميم ذات الكفاءة في الطاقة وفي استخدام المواد المستدامة. وقدّر أن «10 في المئة من معاهد تعليم الهندسة المعمارية في الولاياتالمتحدة بدأت تحسّن أداء مهمتها في ترسيخ مفاهيم الاستدامة لدى الطلاب». وتوقَّع أن تكتسب حركة التصاميم المستدامة «زخماً» في السنوات المقبلة، عندما يدخل سوق العمل مهندسون معماريون جدد أكثر التزاماً بالحفاظ على البيئة. واردفت كين أن المسألة «كلها مسألة تغيّر الجيل، فإن الكليات باتت تستجيب لمطالبة الطلاب بمزيد من التوسّع في تعليم مبادئ الاستدامة المعمارية». وأبرز مَثل على ذلك، الرسم التصميمي الهندسي لتحويل مبنى «برج سيرز» في شيكاغو إلى «أخضر»، يظهر فيه سطح ناطحة السحاب مكسواً بالألواح الشمسية والمولدات التوربينية الرياحية، ومبنى ناطحة السحاب «إمباير ستيت» الشهيرة في نيويورك التي خضعت أخيراً إلى عملية تحوّل مكوّنة من مراحل عدة، لتصبح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. وتقدم كليات أميركية مناهج دراسية للإعداد للقيادة في مجال التصميم للطاقة والبيئة وإعادة تجهيز المنشآت القائمة، في شكل يخفض انبعاثاتها من الكربون، ونظاماً خاصاً لتقويم تصاميم الاستدامة المتفوقة ومكافأتها. وأشار غروندزيك إلى لغط كبير بين تعابير ك «الأخضر» و «المستدام»، وأوضح أنهما على علاقة وثيقة لكنهما ليستا مترادفتين. ف «الاستدامة» هي «القدرة على العيش ضمن إمكاناتنا البيئية»، والمشروع المستدام لا يمكنه أن يلوّث، ولا يمكنه الاعتماد على مصادر طاقة غير متجددة. اما «الخضرة» فهي خطوة نحو «الاستدامة»، لكنها ليست خالية تماماً من انبعاثات الكربون. وقالت كين: «إن هذا الزمن مثير حقاً، فعندما قدمت إلى «معهد شيكاغو للفنون» في عام 1985 لم يكن أحد مهتماً بالتصميم المستدام، أمّا الآن فالفنانون والمهندسون والمصممون والعلماء باتوا كلهم مهتمين، ما يجعلنا نشعر بأننا عند منعطف من التغيير في عالم الهندسة المعمارية».