أوضح رئيس وحدة الرعاية المستمرة في مجمع الأمل للأمراض النفسية المرشد يوسف اليوسف أن"علاج المدمن عند دخول المستشفى يمر بمراحل عدة، تبدأ من الاستقبال والتقويم المبدئي من جانب الطبيب ووصف الدواء له، ثم يتم تحويله إلى قسم الأعراض الانسحابية. وهنا تختلف الحالات، لكن المدة تتراوح بين خمسة وسبعة أيام. وبعدها يتم تحويله إلى الأقسام التأهيلية لمدة 20 يوماً. وبعدها يُحول المريض إلى الرعاية المستمرة". وخلال ذلك يحتاج المتعافي إلى"سكن إذا كانت أسرته ترفضه، أو هي بيئة غير صحية يجب الابتعاد عنها". وتدريجياً يسكن أكثر من شهر في بيت"منتصف الطريق". وكانت المدة للسكن في"البيت"ثلاثة أشهر، ثم مُددت إلى أربعة"ولولا الضغط وزيادة الطلب على السكن، لكنا جعلناها ستة أشهر. لكن الطاقة الاستيعابية للبيت هي 79 شخصاً، وهناك حالياً 80 شخصاً". ويؤكد اليوسف أن"من أدمن لمدة 15 إلى 20 سنة يحتاج إلى وقت طويل نوعاً ما ليتعافى فيه، إضافة إلى علاج طويل ومستمر ومتابعة وحضور برامج متواصلة من الصباح إلى المساء في مركز الرعاية". وأضاف"في بيت منتصف الطريق يعتمد المتعافي على نفسه، بعد أن كان يعتمد على المخدر، وكي يساعد نفسه، نترك له حتى مهام النظافة الداخلية للمنزل". وشعار البيت كما يعلنه هو"المعنى والهدف في إعادة بناء حياة المتعافي"، ومن شروط القبول فيه"أن يكون مرض الإدمان هو التشخيص الأول له، وأن تكون لديه الرغبة الصادقة في التعافي، وممن أكملوا العلاج في المجمع، وأن يكون المتعافي مُحولاً من الأقسام الداخلية، ومتعاوناً مع الفريق العلاجي في حضور البرامج العلاجية"، كما يشترط أن يكون المتعافي"ملتزماً بأداء الصلوات وحسن السيرة والسلوك، ولا يقل عمره عن ال20 عاماً، وأن تكون حاله النفسية والمرضية مستقرتين". وتسعى إدارة الرعاية، من خلال تعاونها مع مكتب العمل، إلى"تسهيل حصول المتعافين على العمل، وكذلك من خلال برنامج الأمير محمد بن فهد للتوظيف". وعن أسباب العودة إلى الإدمان أو ما يُعرف ب"الانتكاسة"، لخصها اليوسف بأنها"عدم استبصار المشكلة، وعدم متابعة الشخص المدمن للبرنامج والاضطرابات النفسية التي لها دور، إذ أن البعض لا يرتاح نفسياً إلا إذا تعاطى المخدر، ولا يجد سهولة في التأقلم مع مشاعره وأحاسيسه، فيجد أن أفضل حل هو العودة إلى المخدرات". ولفت أن هذه الفئة تضم"بخاصة أولئك الذين يدمنون المواد الطيارة، مثل الصمغ والدهان، وهؤلاء من صغار السن عادة، ولدينا قسم متخصص بهم في المجمع".