أكد المدير التنفيذي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض د. محمد القحطاني، أن برنامج الرعاية الطبية المنزلية يخدم أكثر من 750 مريضا نفسيا، لافتا إلى أن البرنامج ساهم في خفض نسبة الانتكاسة للمرضى النفسيين لأقل من 3%، وهي الأقل عالميا. وقال د. القحطاني في حوار مع (اليوم): إن علاج المدمنين يتم ببرامج علاجية يقوم على إعدادها نخبة من الأطباء السعوديين ممن أتموا تدريبهم في برامج علاج الإدمان في الدول المتقدمة، مشيرا إلى أنه لا توجد أرقام محددة عن حالات الانتكاسة للمدمنين لعدم وجود نظام مركزي بين مستشفيات الأمل وعلاج الإدمان والمستشفيات الخاصة بالمملكة لمتابعة المرضى بعد خروجهم من المجمع بعد إتمام العملية العلاجية. برامج علاجية وبين أن المجمع استقبل خلال يونيو الماضي (3594) مريضا نفسيا ومدمنا على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، منوها إلى ان عدد الحالات التي تم استقبالها في قسم الطوارئ (2584) حالة، منها (304) حالات جديدة، وعدد المواطنين الذين تم استقبالهم من بين هذه الحالات (2372)، وعدد المقيمين (212) حالة، عدد الذكور السعوديين (1971) والسعوديات (401)، فيما كان عدد الذكور المقيمين (127) والنساء (85). وتاليا نص الحوار.. بداية ماذا عن البرامج والمبادرات الجديدة خلال العام الجديد؟ * يسعى مجمع الأمل للصحة النفسية دائما لتطبيق برامج ذات جودة نوعية مميزة لخدمة المرضى والمستفيدين بما يسهم في حصولهم على خدمات متكاملة تكون سببا في تعافيهم وعدم انتكاستهم، ومن أبرز الجهود التي تنفذ في هذا الخصوص إلى جانب البرامج العلاجية والتأهيلية، لدى المجمع برنامج الرعاية الطبية المنزلية والذي يخدم أكثر من 750 مريضا نفسيا بمدينة الرياض ويساهم البرنامج منذ إنشائه في خفض نسبة الانتكاسة للمرضى النفسيين لأقل من 3% وهي أقل من النسب العالمية، وكذلك خدمة الرعاية النهارية وبرامج الأنشطة والترفيه وعيادة البداية، واستقبال الحالات الجديدة في العيادات الخارجية خلال أول أسبوع بعد حضور المريض للطوارئ. وأردف: كما يعمل المجمع الآن وبدعم من شركة سابك على إنشاء مبنى جديد للرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق بسعة سريرية 126 سريرا، على أرض مساحتها 8 آلاف متر مربع وجه بتخصيصها الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظ الدرعية. حدثنا عن مجمع الأمل؟ * المجمع يخدم المرضى النفسيين ومرضى الإدمان من الرجال والنساء والأطفال، ووصلت سعته الإجمالية إلى 665 سريرا، منها 170 تم تخصيصها لبرامج التأهيل والرعاية المستمرة (مركز الإخاء ومنزل منتصف الطريق)، و54 للحالات التي عليها تحفظ أمني، و20 للمرضى النفسيين للإقامة القصيرة في قسم الإسعاف والطوارئ. ويقدم المجمع خدمات علاجية وتأهيلية وتوعوية، كالخدمات العلاجية الإسعافية للمرضى في قسم الإسعاف والطوارئ وخدمات المتابعة والعلاج بالعيادات الخارجية، وخدمات التنويم للحالات التي تستدعى التنويم، كما ينفذ المجمع خدمة الطب المنزلي للمرضى غير القادرين على الحضور للمجمع حيث تقدم لهم الخدمة العلاجية في منازلهم من قبل فرق علاجية من المجمع تضم أطباء وأخصائيين نفسيين واجتماعيين بالاضافة للتمريض والخدمة يستفيد منها الرجال والنساء. تدخلات علاجية ما التقنيات المستخدمة في العلاج؟، وكم من الوقت يحتاج المتعاطي للشفاء بصورة نهائية؟ * يقوم المجمع على علاج المدمنين ببرامج علاجية يقوم على إعدادها نخبة من الأطباء السعوديين ممن أتموا تدريبهم في برامج علاج الإدمان في الدول المتقدمة مثل كندا والولايات المتحدةالأمريكية وبريطانيا. وتشمل البرامج عيادة البداية والتي تهدف إلى استقبال المرضى المدمنين ممن لديهم رغبة في العلاج ولا يحتاجون للتنويم ويتم خلالها عمل جلسات إرشادية وتوجيهية في كيفية التعامل مع الإدمان والسيطرة على الرغبة في التعاطي بالإضافة للتدخلات العلاجية عند الحاجة وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع ويتم في العيادة عمل الفحوصات اللازمة والمقاييس للتعرف على مدى ملاءمة المريض للاستمرار في العيادة ويتم التحويل للعيادة بصورة مبدئية عن طريق الإسعاف والطوارئ والعيادات الخارجية، ومن ثم يتم تحويلهم لبرنامج الرعاية اللاحقة لاستكمال البرامج التأهيلية لمنع الانتكاسة، وتعتبر الجزء الأخير من الخطة الإستراتيجية لعلاج الإدمان التي يسعى المجمع لتطبيقها وهي تنقسم لثلاث مراحل، في كل مرحلة 20 مريضا. وكذلك لدينا منزل منتصف الطريق والذي يتسع ل90 نزيلا، ويستقبل فقط المرضى المحولين من أقسام التنويم بالمجمع أو الرعاية اللاحقة وفق معايير طبية محددة للقبول، منها أن يكون لدى النزيل الدافعية والاستعداد للانضمام والاستمرار في العملية التأهيلية، ويضم الفريق المعالج في المنزل أعضاء من مختلف التخصصات كإرشاد علاج الإدمان والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمرشدين الدينيين والممرضين تحت الإشراف الطبي، وتقديم نشاطات جماعية وفردية لحث المرضى على الاعتماد على الذات وضبط النفس، ويتخللها برامج وأنشطة دينية كرحلات الحج والعمرة ومحاضرات ولقاءات مع أصحاب الفضيلة المشايخ لتعزيز الوازع الديني، وزيارات تثقيفية وترفيهية، ويهدف المنزل لمساعدة المتعافي في التغيير من شخص مدمن إلى إنسان سوي من الناحية الجسدية والنفسية والروحية والاجتماعية والمهنية. نحتفي بالمتعافين كم عدد المتعافين من المخدرات سنويًا، وعدد الراغبين في الالتحاق بالمجمع سنويًا من الجنسين؟ * علاج الإدمان مراحله طويلة ومتعددة وتعتمد اعتمادا كبيرا على المريض ودافعيته للتعافي والمجمع فقط يساعدهم في ذلك، والمجمع يقيم حفلا سنويا لتخريج عدد من المتعافين ممن أتموا جميع المراحل العلاجية والتأهيلية والتدريبية ليصبحوا أعضاء فاعلين بالمجتمع. ولقد استقبل المجمع خلال يونيو الماضي (3594) مريضا نفسيا ومدمنا على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وبلغ عدد الحالات التي تم استقبالها في قسم الطوارئ (2584) حالة، منها (304) حالات جديدة، وعدد المواطنين الذين تم استقبالهم من بين هذه الحالات (2372)، بينما بلغ عدد المقيمين (212)، وعدد الذكور السعوديين (1971) والسعوديات (401)، فيما كان عدد الذكور المقيمين (127) والنساء (85). وعدد الحالات التي استقبلتها العيادات الخارجية (1010) حالات، منها (59) حالة لمقيمين، حيث تم استقبال (298) حالة في عيادات الإدمان، شملت (288) حالة ذكور و(10) حالات إناث، واستقبلت الأقسام النفسية (712) حالة، شملت (307) حالات ذكور و(405) حالات إناث. الدعم الأسري ضرورة وقال: هناك حالات يتم علاجها بالمجمع لا تلتزم بالخطة العلاجية وكذلك لا تراجع العيادات الخارجية ولا يرغبون في الالتحاق بالبرامج التأهيلية، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانتكاسة عدم وجود الدافعية والرغبة الصادقة في التعافي وأحيانا ضعف الدعم الأسري وكثير من حالات الإدمان تأتي مرغمة على العلاج إما من قبل أسرتهم أو الجهات الأمنية ولا تكون لديهم الرغبة الصادقة في العلاج والتخلص من هذه الآفة مما يتسبب في عدم التزامهم بما تم إعطاؤهم من نصائح إرشادية بالبعد عن كل ما يجعلهم يعودون إلى الإدمان مرة أخرى. ما الخدمات التي تقدم للمتعافى بعد الخروج من المستشفى وشفائه بنسبة 100%؟ * أبرز الخدمات تتمثل في المتابعة في العيادات الخارجية والاستمرار في البرامج التأهيلية مثل الرعاية اللاحقة ومنزل منتصف الطريق وهي فعالة جدا للحالات التي لديها رغبة ودافعية للتخلص من الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية والعودة للمجتمع عضوا نافعا دون الاعتماد على هذه المواد. كم عدد الأقسام في المستشفى، وهل لديكم نية للتوسع بفتح فروع في بعض المناطق مستقبلا؟ * بالمجمع توجد أقسام علاجية وتأهيلية وترفيهية وإرشادية، كأقسام علاج الإدمان، وعلاج الأمراض النفسية، إضافة إلى الأقسام الطبية المساعدة مثل الأشعة والمختبر وعيادة الأسنان والعناية المركزة والباطنة والعلاج الطبيعي وهناك قسم للصدمات الكهربائية والإسعاف والطوارئ والعيادات الخارجية ومكافحة العدوى، كما يحتوي المجمع على أقسام للتأهيل الطبي قبل خروج المريض ومنها العلاج بالعمل وقسم الرعاية النهارية والترفيه، ويضم المجمع مركز التوجيه والإرشاد الأسري الذي يساهم في الوقاية من الوقوع في المخدرات والمؤثرات العقلية والتعرض للاضطرابات النفسية والتدخل المبكر لحماية الأبناء منها. نلتزم بالسرية ما نسبة السرية في المعلومات والوثائق لدى المجمع، وكم يستقبل هاتف الاستشارات من المكالمات يوميًا؟ * السرية مبدأ أساسي يقوم عليه المجمع، حيث يتميز بالمحافظة على السرية الكاملة لمعلومات المرضى المستفيدين بشكل كامل وملفات المرضى تكون في صورة إلكترونية لا يستطيع الاطلاع عليها إلا المختصون. وفيما يخص هاتف الاستشارات الأسرية فهو يستقبل بمعدل 38 استشارة هاتفية يوميا ويجيب عن أكثر من 10 استشارات إلكترونية عن طريق الموقع الخاص بالمجمع على الشبكة العنكبوتية. المجتمع وسوق العمل، كيف ينظران للمتعاطي الآن، وما الواجب تجاه المتعاطي؟ * نظرة المجتمع وأسواق العمل للمتعاطي ما زالت يشوبها كثير من الخوف والتردد رغم تعافي المدمن وتسلحه بالعلم والمعرفة والدورات التدريبية اللازمة، وكلنا أمل أن تتم إتاحة الفرصة للمتعافى من جديد ليثبت أنه إنسان آخر، وألا نقسو عليه ونحمله فوق طاقته حتى لا يعود لما كان عليه من إدمان. ونشير إلى أن هناك مبادرات ممتازة تقوم بها مؤسسات حكومية مثل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومشروعها (نبراس) والذي يعد لبنة ممتازة في مكافحة المخدرات وكذلك جهات أهلية تدعم هؤلاء المتعافين ومن ضمنها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومؤسسة باب رزق جميل لخدمات المجتمع لدعم المشاريع الصغيرة والتوظيف. د. محمد القحطاني عمل في المستشفى العسكري بالرياض، وبعد ذلك انتقل إلى وزارة الصحة، في عام 1999م حصل على زمالة جامعة الملك سعود في علم الأمراض، عمل مديرا للمختبرات وبنوك الدم بوزارة الصحة، ومديرا للخدمات الطبية بمجمع الأمل من عام 1430 هجرية، والآن يعمل مديرا تنفيذيا للمجمع، وعضوا في العديد من اللجان في القطاعات الحكومية. مدير مجمع الأمل يتحدث ل(اليوم) (تصوير: فارس السعد) الإدمان مرض مزمن والتدخل العلاجي ضرورة الإدمان من الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى تدخلات علاجية ومتابعة مستمرة في رحلة الشفاء والتوقف عن التعاطي، وكذلك العودة إلى العمل المعتاد دون الحاجة للتعاطي، وأن نسبة الانتكاسة عالميًا تعتبر عالية جدًا، وتقل هذه النسبة في حال خضوعه لبرامج تأهيلية ودعم ذاتي بعد العلاج، وكلما زادت هذه المدة قلت نسبة الانتكاسة. لا توجد أرقام محددة عن حالات الانتكاسة نظرًا لعدم وجود نظام مركزي بين مستشفيات الأمل وعلاج الإدمان والمستشفيات الخاصة بالمملكة لمتابعة المرضى بعد خروجهم من المجمع بعد إتمام العملية العلاجية.