أصبح التعليم غاية يتم تحقيقها بطرق ووسائل مختلفة ومبتكرة. ومع صعوبة الالتحاق بالجامعات الحكومية للحصول على شهادات للدراسات العليا، بدأ الطلاّب يسعون إلى بدائل للدراسة التقليدية ومنها برامج التعليم عن بعد، التي لا تزال تحت الدراسة لدى وزارة التعليم، لم تعتمد شهاداتها بعد. فما هي طرق التعليم عن بعد؟ وما الذي يدفع هؤلاء الطلبة إلى محاولة الحصول على هذه الشهادات وإن لم تكن رسمية؟ الملتحقات بنظام التعليم عن بعد اختلفت آراؤهن، ما بين طالبة تدرس عن بعد وتجد صعوبة في ذلك، تحاول جاهدة التغلب عليها لتعذّر دراستها بأي طريقةٍ أخرى، وبين أخرى تريد أن تبدأ بهذا البرنامج آملة منه في الكثير. كما أن هناك من استفاد كثيراً من هذا النظام الدراسيّ ووجده مناسباً أكثر من أي نظام آخر. ندى دمنهوري خريجة جامعة أم القرى، تخصص رياض أطفال، تدرس حالياً تخصص إدارة عامة للحصول على درجة الماجستير عن طريق التعليم عن بعد، وذلك على رغم أن الدراسة عن بعد غير معترف بها كشهادة جامعة من وزارة التعليم! تقول ندى دمنهوري:"اخترت دراسة الماجستير عن بعد لأنني أردت الحصول على الدراسات العليا في مجال مختلف عن تخصصي، كمجال إداري يتيح لي إمكان التوظف في أحد المصارف مثلاً. فمعظم المؤسسات التعليمية تتطلب تقديراً مرتفعاً ليستطيع الطالب إكمال دراسة الماجستير، وأنا لم أجد فرصة في مكان آخر، فاخترت التعليم عن بعد. ثمّ إن دراسة الماجستير غير معترف بها في الدوائر الحكومية أما في المجال الأهلي فهو مقبول". وتتمنى دمنهوري لو تصبح الشهادة معترفاً بها حكومياً، ما يمكنها من استثمارها في مختلف الأماكن. وعن صعوبات التعلم عن بعد تقول دمنهوري:"من المحتمل أن تكون أكبر صعوبة هي التعوّد في البداية على عدم حضور أي محاضرات ومحاولة الاعتماد على النفس والاستناد إلى قراءة الكتب، وأنا أحاول أن أفهم المواد بنفسي قدر الاستطاعة". ميرفت بنجر تخرّجت للتوّ من جامعة الملك عبدالعزيز في قسم الاقتصاد، وتخطّط لإكمال دراسة الماجستير فوراً في أحد التخصصات الإدارية. تقول بنجر:"أودّ إكمال دراستي لأن هذا طموحي منذ الصغر، ولأنني أرى أن الجميع أصبحوا يحصلون على شهادة البكالوريوس بسهولة". وتوضح"اخترت الدراسة عن بعد لأنني لا أستطيع أن أدرس عن طريق جامعة الملك عبدالعزيز إلا بعد فصل دراسي كامل، لعدم وجود فرصة لي حالياً، كما أنه يصعب عليّ السّفر إلى الخارج وحدي". وتضيف:"حتى وإن كانت الشهادة غير معتمدة من وزارة التعليم، سأخوض هذا المجال الذي سأستفيد منه في الوظائف الأهلية، آملة أن يتاح تقبّل مجال الدراسة عن بعد بشكل أكبر". وعن توقّعاتها لاستيعابها طريقة الدراسة عن بعد تقول بنجر:"أتوقع أن أواجه بعض الصعوبات، لأن فيها اعتماداً على الذّات أكثر من أي مجال آخر، خصوصاً أننا تعوّدنا التلقين والحصول على المعلومات بسهولة، لكنني أرى أن بإمكان الإنسان النجاح إذا صمّم، فإذا بحثت عن المعلومة بنفسي ستترسّخ أكثر في ذهني، وإذا أضفنا ذلك إلى المعلومات السابقة الموجودة لديّ، ستكون النتيجة ذخيرة معلومات تفيدني في التحصيل العلمي". أمّا صفاء باعشن فتخرّجت من المرحلة الثانوية وتعلّمت اللغة الإنكليزية في أربعة معاهد مختلفة، ثم درست للحصول على درجة الدبلوم في تخصص صيانة الشبكات في معهد النيوهورايزن، ثم بدأت الدراسة في الجامعة العربية المفتوحة في قسم التقنية المعلوماتية منذ سنتين. تقول باعشن:"اخترت الدراسة عن بعد لأنّني خطّطت للعمل والدراسة في الوقت نفسه". وتضيف:"بإمكاني في نظام التعليم عن بعد اختيار الأوقات التي أريدها، سواء الصباحية أو المسائية وبتكلفة رمزيّة. وحينما سمعت عن هذه الجامعة سررت على رغم أن شهادتها غير معتمدة. وعن انطباعها لطريقة التعلم عن بعد تقول باعشن:"وجدت نفسي أستمتع بالاعتماد على نفسي والبحث عن المعلومة وقراءة المقالات المختلفة. كما أن وسائل التدريس مختلفة، فإذا أردت الاستفسار عن معلومة أستطيع أن أتحاور مع المحاضرة عبر التشات". وتخلص إلى القول:"الفكرة بالنسبة لي ممتعة، وأنا أؤمن أن وسائل التعليم قد تختلف، لكن الغاية واحدة وهي التعلّم".