"التكتلات لجنسيات مختلفة غير سعودية تظهر حين يضطهد مدير أجنبي ليس موظفاً واحداً وإنما حلقة من الموظفين السعوديين ليبعدهم عن الوظائف التي تناسبهم دفاعاً عن أبناء جنسيته وهو أمر طبيعي فأبناء الوطن الواحد يتشاركون في مصالحهم". ذكر أيمن فيصل الذي عكف على العمل في مشاريع مع مدير من إحدى الجنسيات العربية هذه العبارة، وهو يشرح بغيظ:"قبل تطبيق نظام السعودة كان رئيسي في العمل يحاول اختيار موظفين غير سعوديين خصوصاً من الذين يشاركونه جنسيته في الوظائف الجيدة، لمنحهم الميزات والعلاوات، وفي المقابل كان يحرص على توظيف سعوديين غير أكفاء، حتى لا يضطر إلى تطويرهم وظيفياً، أو منحهم زيادة في المرتب، من دون أن يقدم لهم دورات تدريبية تطويرية حتى يثبت أن الأجنبي هو الأفضل". ويصف تجربته الشخصية في هذه الشركة:"نظراً لأن لدي عدداً من المعارف في هذه الشركة، لم يستطع المدير الأجنبي الإضرار بي بأسلوب مباشر، ولكنه حاول ذلك بأساليب ملتوية كمحاولة البحث عن أي جانب سلبي، كأن يرسلني إلى عمل خارجي حتى وقت متأخر، ثم إذا تأخرت يطلب من آخرين أن يتصلوا بي ليثبتوا أنني لم أداوم باكراً ثم يطلب منهم أن يقدموا شكوى بتأخري أمام الإدارة". ويتهم فيصل مديره بأنه يحاول نسب أي نجاح في العمل إلى نفسه، وفي حال ظهور أي شكوى أو خطأ فإنه يحاول تبرئة نفسه منه، وإلصاق التهمة به و"تهاونه". ويتنفس الصعداء وهو يشرح التغيير الجذري بعد تطبيق نظام السعودة:"أما بعد تطبيق نظام السعودة فتغير الوضع تماماً بتقلد سعوديين للوظائف في الإدارة، فحتى الترقيات والزيادات السنوية أصبحت تمنح لجميع الموظفين على السواء بناء على التقييم السنوي، وفي الوقت ذاته يستعان بالأجانب حالياً لغرض الحصول على الخبرة لفترة معينة لتأهيل الموظفين السعوديين والاستفادة منهم في ذلك". ويؤيد فيصل السعودة ابتعاداً عن ما يسميه ب"التكتلات لجنسيات مختلفة"، ويقول :"السعودة هي الحل لهذه المشكلات، لأنها تخلق بيئة عمل سليمة، خصوصاً وأننا سعوديون نشارك بعضنا بعضاً اللغة والجنسية، ونشترك في مصلحة واحدة من دون أجندة خفية". إلا أن فيصل يؤكد أهمية الاستعانة بالأجانب لتبادل الخبرات، ولكن ليس بصفة مستمرة، لافتاً إلى ضرورة أن تكون الكفاءة هي المقياس في التقييم سواء للسعودي أو لغير السعودي.