ليس هناك ما هو أكثر إثارة للضحك والغيظ من تغريدة المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي حاول من خلالها امتصاص غضب السعوديين الباحثين عن وظيفة في أعقاب انتشار مقطع مصور على وسائط التواصل الاجتماعي يتحدث فيه وافد يعمل مديرا لشؤون الموظفين بأحد المستشفيات لأحد الشباب مشيرا إلى أنه لا توجد وظائف في المستشفى، المتحدث باسم وزارة العمل وعد في تغريدة له باتخاذ الوزارة الإجراء اللازم حيال الأمر، وأضاف في تغريدة أخرى: «إن المستشفى مخالف للنظام، وقد تم تطبيق العقوبات والغرامات بحقه في وقت سابق، ووضعه تحت المتابعة». والمثير للضحك والغيظ معا في التغريدة الثانية للمتحدث باسم وزارة العمل ما أشار إليه من أن المستشفى موضوع من قبل «تحت المتابعة»، إذ كيف بقيت إدارة شؤون الموظفين منوطة بغير مواطن وهي من الوظائف التي اشترطت وزارة العمل سعودتها، كيف بقيت كذلك والمستشفى «تحت المتابعة»، ولو لم تثر مواقع التواصل قضية ذلك المستشفى لبقي الوضع على ما هو عليه بينما متابعة وزارة العمل تنام ملء جفونها تحلم ببرامجها في سعودة الوظائف وإيجاد فرص عمل للعاطلين. وإذا كان مستشفى «تحت المتابعة» استطاع أن يخالف أنظمة وزارة العمل فماذا يحدث في مؤسسات وشركات أخرى لم توضع تحت الملاحظة والمتابعة وليست لها سوابق استوجبت تطبيق العقوبات ضدها كما حدث مع ذلك المستشفى من قبل. التغريدة المضحكة المثيرة للغيظ عن متابعة وزارة العمل تؤكد شيئا واحدا على المواطن أن يدركه، وهو أنه هو الرقيب الأول والأخير، وهو المتابع المخلص حين تفتقر أجهزة المتابعة إلى الإخلاص، وعليه حين يكتشف ما يتعارض مع الأنظمة أن يرفع صوته عاليا معلنا ما اكتشفه لعل الأجهزة الرقابية لبعض المؤسسات تفيق من غفوتها لتؤكد بما يحفظ لها ماء الوجه: اطمئنوا الوضع تحت المتابعة!!