يستعد فريق دولي من العلماء لوضع أول خرائط ورقية ورقمية عالية الوضوح للبيئة البحرية لمحمية جزر فرسان السعودية، برعاية مؤسسة خالد بن سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الحياة الفطرية، وبالاشتراك مع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، والمنظمة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، وسيبدأ الفريق عملية مسح للجزر ومحيطها بعد غد، تستمر حتى 24 أيار مايو المقبل. وسيتم تضمين تلك الخرائط في خطط إدارة النظام البيئي البحري، لتوفر معلوماتها التوجيه الأمثل لمتخذي قرارات الحماية والإدارة، وذلك بحسب تصريح الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الدكتور عبدالعزيز أبو زنادة، وأوضح أبو زنادة أن تلك المعلومات ستدرج كذلك ضمن خطط أوسع نطاقاً للمحافظة على تنوع الأحياء البحرية في البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن. وتضطلع الهيئات الثلاث المتعاونة في درس"فرسان"بأدوار متداخلة يكمل بعضها بعضاً في المحافظة على البيئة البحرية والساحلية، على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي. وسيعني المشروع بتقويم بيئات المياه الضحلة بمحمية جزر فرسان وما جاورها، من الخط الساحلي عبر السعودية المتاخم لمدينة جازان، ووضع خارطة لتلك البيئات، وسيتولى فريق البحث عملية مسح لحصر أنواع الثروة السمكية وأعدادها، لتوثيق الأنواع الأساسية منها نوعاً وكماً. وتعد عملية الحصر الأساسية هذه على درجة عالية من الأهمية في رصد وقياس المتغيرات في أعداد الأسماك الموجودة في البيئات محل البحث، التي قد تحدث نتيجة لأية إجراءات إدارية تتخذ في محمية جزر فرسان على إثر مشروع البحث هذا. وستركز إحصاءات الأسماك على الفصائل التي تربي في أحواض اسماك الزينة والفصائل الرئيسية، التي تؤدي وظائف معينة كسمك الببغاء وسمك السرجون، والفصائل ذات الأهمية التجارية، الهامور والبركودا والحمرا. وستغطي الدراسة كذلك مسح أشجار المنغروف والأعشاب والطيور البحرية وأماكن تعشيش السلاحف. ويشتمل المشروع على حملة توعية شاملة ذات طابع عالمي، تركز على بيان أهميته للمجتمع العلمي عموماً وللجمهور خصوصاً، لزيادة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة البحرية. وسيستخدم في عملية التقويم ورسم الخارطة لتلك البيئات حساس تصوير ورسم وظيفي محمول جواً، يعمل بالتزامن مع الأعمال الميدانية للتحقق من دقة المعلومات على الأرض. وسيقوم فريق من الباحثين الدوليين المتخصصين بعمليات مسح عدة للبيئات وتنسيق عمليات التصوير الجوي بالحساسات. وتعد عملية المزامنة بين المسح بحساسات المسح الطيفي المحمولة جواً ومسح الموقع على الطبيعة، من الطرق المعتمدة في مطابقة التصوير الطيفي من علو والارتقاء بمستوى دقته. وأشار أبو زنادة إلى أن هذه الجزر تزخر بسمات بيئية فريدة، تحرص السعودية على حمايتها من الآثار البيئية الضارة، موضحاً أن هذا"يفسر الهدف الرئيسي للدراسة والمتمثل في وضع أول خرائط ورقية ورقمية حديثة عالية الوضوح، لبيئة محمية جزر فرسان البحرية".