تواصل الرحلة الاستكشافية المشتركة لدرس الشعاب المرجانية، أعمالها التي بدأت منذ 4 سنوات، عبر نشاطات علمية على طول ساحل البحر الأحمر في السعودية، في الفترة من 4 إلى 28 نيسان (أبريل) الجاري، وذلك بالتركيز على سواحل جزر فرسان من على متن سفينة الأبحاث المعروفة ب«الظل الذهبي»، التابعة لمؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات، التي تتعاون في إنجاز هذه المسوحات المهمة مع كل من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة، والمعهد الوطني للشعاب المرجانية في الولاياتالمتحدة، والصندوق الدولي لصون الطبيعة. وتعتبر هذه البعثة الاستكشافية الأولى من نوعها، التي تهتم بدرس هذه الشعاب بصورة علمية منذ عام 1951، عندما قام جاك كوستيو بزيارة الموقع على متن السفينة «كاليبسو». وقال مؤسس ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز: «إن هدفنا من هذه الدراسات هو القيام بعمل إيجابي، يُمكّن الجهات التي تعنى بإدارة الموارد الطبيعية من الحفاظ على الشعاب المرجانية العالمية، وذلك من خلال الإفادة من نتائج أبحاثنا في إدارة النظام البيئي بصورة فاعلة». وأضاف: «ان نتائج هذا البرنامج الكبير ستساعد المملكة، على وجه الخصوص، في تحديد المناطق ذات التنوع البيولوجي الكبير، ما سيمكّن من تطوير خطط إدارية فعالة للمحافظة على هذه الموارد، التي لا تقدر بثمن لجيلنا الحالي والأجيال المقبلة». ونظراً للموقع المميز لجزر فرسان، وما تحويه من شعاب مرجانية تتميز بوجودها في مواقع بعيدة عن الشاطئ، فان هذا الأمر سيسهم في بقائها محمية بصورة جيدة من أخطار التلوث والمؤثرات الأخرى، التي تجهد الشعاب المرجانية القريبة من السواحل، التي تتعرض إلى صيد الاسماك المكثف. ويؤمل في هذه المرحلة تقويم الحال الصحية للشعاب المرجانية، ومدى تأثرها بالعوامل المجهدة، التي تؤثر في الشعاب المرجانية، والتي تقع على مقربة من المناطق المتطورة، وتعاني من الضغوط. كما يؤمل أن تفضي هذه الأبحاث العلمية إلى معلومات أساسية حول البيئات البحرية والأنواع الرئيسية للأسماك، والعوامل التي تحفز صحة الشعاب المرجانية، وذلك في ضوء ما يعاني منه العالم في ما يعرف بالتغيّرات المناخية، وتعتبر هذه المعلومات معلومات ذات أهمية قصوى، لدعم جهود المحافظة على الشعاب المرجانية في أنحاء العالم كافة. وأعلن الأمين العام للمؤسسة قائد الفريق البحثي الدكتور فيليب رينو، أن هذه البعثة ستكمل ما تم القيام به في المراحل السابقة لبرنامج دراسة البحر الأحمر، الذي بدأته مؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة في المحيطات منذ عام 2006، والتي شملت جزر فرسان (في أقصى جنوب المملكة)، ورأس قصبة (في شمال البحر الأحمر)، وساحل الوجه (في أواسط الساحل الشمالي). ويتطلع الجميع إلى نتائج هذه الدراسات المستفيضة لسواحل البحر الأحمر في السعودية، والتي ستؤدي إلى إصدار خرائط بيئية للشعاب المرجانية، والبيئات البحرية للمياه الضحلة المرتبطة بهذه الشعاب المرجانية على امتداد الساحل الشمالي للبحرالأحمر قرب خليج العقبة، وحتى الحدود الجنوبية مع اليمن، من خلال استخدام تقنيات الأقمار الاصطناعية، وأجهزة الاستشعار عن بُعد المحمولة جواً. وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة خالد بن سلطان للمحافظة على الحياة البحرية في المحيطات الكابتن فيليب رينو، «ان أهمية الرحلة الاستكشافية لشواطئ جزر فرسان تكمن في أن هذه المنطقة من البحر الأحمر، فريدة من نوعها من الناحية الجيولوجية، فضلاً عن أنه لم يسبق أن تم تنفيذ مسوحات فيها بهذا الحجم منذ المسح، الذي قام به كاستيو في خمسينات القرن الماضي». يذكر أن المؤسسة تخطط بعد عودة الفريق البحثي لبدء الرحلة الاستشكافية العالمية، التي تستمر ثلاث سنوات، وذلك تحت مظلة برنامج «عالم بلا حدود»، الذي يتبناه الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وسيبدأ في عام 2010، ومن أهدافه الرئيسية تقويم الحال الصحية، ومدى مرونة النظم البيئية للشعاب المرجانية حول العالم، بهدف رفع مستوى التوعية في ما يتعلق بحال المحيطات العالمية. وستروّج البعثة للمعرفة العالمية، وذلك من خلال طرح العديد من البرامج التعليمية والخاصة بعلوم البحار في كل بلد يستضيف هذه البعثة، انطلاقاً من منطقة الكاريبي في ربيع 2010.