بين"تراتيل في حضرة القديسة"، و"الحب في زمن لا يعرف الحب"، و"أناني أنا"، تألق شاعر الرومانسية الشاب محمد الحمادي مساء الأربعاء الماضي، في مسرح مركز الخدمة الاجتماعية في محافظة القطيف، الذي استضاف أمسية نظمتها لجنة"التنمية المحلية"في بلدة البحاري، التي ينتمي إليها الشاعر الذي لم ينتج غير قصائد الحب. وعلى رغم أن الحضور كان أقل من المتوقع، إلا أن الشاعر عكس نمطاً جديداً في إظهار الحب غير المعتاد في مجتمع محافظ، على رغم أنه تمكن من تقديمه في قالب شعري مقبول، وإن خرج عن نطاق محافظة الألفاظ المستخدمة في النصوص، ما عكس تفاعلاً في المسرح الذي غلب على حضوره الشبان. وقال الحمادي في قصيدة"التونسية": قد جئت أبحث عن هوى محبوبتي/ في أي وادٍ يا ترى تلقاني همساتها الغناء تسكن خاطري/ وملامح من طيفها الفتان وتفاعل الحضور مع القصيدة التي أنستهم هموم الأسهم، كما قال شبان كثر، لتجعلهم يشعرون بالحياة والحب من جديد، أما قصيدة"المعزوفة الخرساء"، فشدد فيها الشاعر على مطالبة الحبيبة بفعل أي شيء، وقال مخاطبا إياها: اكتبي أي كلام.. ابعثي أي جوابْ/ لستُ أقوى لفراقٍ.. فتعالي نور عيني/ فلقد حار فؤادي.. ولقد ضجّ العتابْ واختار الشاعر نهاية موفقة لختام أمسيته بعنوان"الشهوة الجامحة"التي قال في مطلعها: في الشبابيكِ على مفترق الوقتِ وفي رحلة أحلامي أراكِ/ تنظرين الأحمق القابعَ في دهليزه المظلمِ يغتال سناكِ وكتب الشاعر هذا النص في دمشق، أو لنقل في فتاة من دمشق بحسب ما قاله غير قارئ لديوانه الوحيد"فلسفة الحب"، المطبوع في دار الكفاح للنشر والتوزيع داخل السعودية. وعلى رغم قوة أشعار هذا الشاب، الذي رأى فيه بعض الحضور أنه من الشعراء الذين يعول عليهم في محافظة القطيف خصوصاً، والبلاد في شكل عام، بيد أن هناك عتباً من الشاعر على الجمهور، الذي بخل في إعطاء أي مداخلة قد يستفيد منها. وقال ل"الحياة":"كان الأجدر أن أسمع نقداً، أو رأياً". وكان لهذا الصمت من الجمهور ما يبرره، إذ قال مقدم الأمسية المذيع في القناة الأولى السعودية حسن أبو علي:"يبدو أن جميع الحضور شعراء، ولم يكن فيهم ناقد، لذا من الطبيعي أن يرتاحوا لما سمعوا من شعر".