أقام النادي الأدبي في المنطقة الشرقية مساء يوم أمس أمسية جمعت الشاعرين، من جزيرة فرسان بجازان الشاعر حسين سهيل، ومن قرية التوبي بمحافظة القطيف مدير تحرير مجلة الواحة، الشاعر عدنان العوامي، وأدارها الشاعر محمد الحمادي. وشهدت الأمسية حضور الأوفياء والمخلصين لأبوة الخليل بن أحمد الفراهيدي بأوزانه الشعرية، فيما تغيب جمهور وأصحاب القصيدة النثرية، كما قال مقدم الأمسية، مؤكداً على أن مقاعدهم ظلت فارغة، رغم حضورهم في أول فعالية يقيمها النادي الأسبوع الماضي. كما تغيبت النسوة عن الحضور الفعلي، فمقاعدهن كانت خالية إلا من ثلاثة؛ لكن روح المرأة كانت حاضرة في نصوص الشاعرين التي لولاها لم تكن حاضرة في القاعة. وعرف الحمادي، حسين سهيل بقوله : “نحلق بين جزيرة فرسان الملهمة التي أنجبت لنا شاعراً يأخذنا للبعيد، نسافر معه في هذه الجزيرة الهادئة نغوص في الشعر بلغة البحر وجنون الموج والتفاصيل المختلفة بما في جازان وجزيرة فرسان من تميز”، وأشار إلى دواوينه الثلاثة ” أشرعة الصمت؛ للأقمارباب؛ كسرات فرسانية”. أما العوامي ففضل الحمادي أن يعرفه ب “القطيف حكاية البحر والنخيل أنجبت لنا شاعراً يفتح بوابة البحر وينثر الرطب على ملامح الوجوه القديمة” مستعرضاً ديوانه اليتيم ” شاطئ اليباب” الذي صدر عام 1421ه ، وتحقيقه لديوان أبي البحر الشيخ جعفر الخطي. وكان الشعر شاهداً وشهيداً بمشاركة عريف الأمسية بإلقاء بعض المقاطع من قصائدهما كتحريض للذاكرة. وألقى الحمادي بعض الأبيات من قصيدة “لؤلؤة القلب الضائعة” التي كتبها العوامي في تأبين ابنه الراحل. العوامي فضل أن يبدأ بقصيدة ” الحصاد”، وألقى قصيدة كتبها منذ زمن بعيد، حسب قوله، بعنوان “من وحي بلاد عربية بعيدة” وعدة قصائد متفرقة من بينها “رفت فرف الألق؛ اليتيم”. وفضل السهيل مجاراة الحمادي في القصائد التي حرضه عليها بإلقاء بعض أبياتها ، يقول السهيل: الأزرق الممتد فوق سواحلي بيني وبينك قصة وحوار والشاطئ الرملي ألف حكاية فوق الجبين .. وفي اليدين سوار ما مسّني عشق كعشق جنونه من مهجة الصبح الضحوك يثار أبداً يعانق ساحلي ويلفني في حضنه فيثور بي تيار يا لائمي عذراً إذا سكن الهوى في مهجتي وتعطّشت أنهار وألقى السهيل عدد من قصائده ” لغة الغيم للجزر؛ تراتيل؛ حوار المكان؛ ماء وطين؛ أنت كل جهاتي؛ بين الحلم والجنون؛ من فصول الوداد؛ حقول الرخام؛ فواصل لا ترى؛ جدارية الحلم والوقت والأمكنة”. وطالب الحضور العوامي أن يلقي قصيدة ” من ذكريات شرفة منسية”، وتفاعل الحضور معها. يقول العوامي في القصيدة : أميرتي ، لم يعد شباك نافذتي.. مراهقاً عاصف الأشواق متقدا.. لكنه الآن مهجور فلا أحد ..يلقي إليه سلاماً أو يمد يدا..ففارس الأمس مشغول بعزلته..يقضي الليالي والأيام منفردا..أراحه منذ عهد من متاعبه..فلا يزاحم ” سلمى ” أو يثير” هدى”..أميرتي! لا تمري قرب نافذتي.. إن السلام على أهل القبور سدى وقدم العوامي بعضاً من قصيدته التي تطفل بها، حسب قوله، على مساجلة تمت بين الدكتور الراحل غازي القصيبي والشاعر خليفة السماعيل الذي هجا القصيبي في قصيدة بعنوان “رسالة الاستقدام الأخيرة” ورد عليه القصيبي بقصيدة نشرها في إحدى الصحف المحلية عام 2005 بعنوان” دفق السلسبيل” بينما عنون العوامي قصيدته ب “الملحمة الزاجلة في توظيف اليد العاملة”. وكانت المداخلة الوحيدة للشاعر زكي السالم الذي وجهها للعوامي، متسائلاً عن وقت صدور ديوانه الثاني حيث احتفل المثقفون مؤخراً بمرور عشرين عاما على ديوانه ” شاطئ اليباب”.