يتوقع أن تكون مواجهة الليلة، التي تجمع فريقي الشباب والهلال على نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، مباراة تكتيكية بحتة، خصوصاً أن مدربي الناديين عبداللطيف الحسيني للشباب، وكليبر للهلال، سيعتمدان كثيراً على محاولة السيطرة على منطقة المناورة، وذلك برمي الكثير من اللاعبين في هذه المنطقة المهمة، وهو ما يؤدي لانحصار اللعب كثيراً داخل منطقة الوسط، وبالتالي تكثر الأخطاء التكتيكية والفردية، وتصبح الخطورة على أحد المرميين ضعيفة، في ظل وجود مهاجم واحد في كلا الفريقين. فالشباب، وعقب تولي الحسيني زمام الإشراف على الفريق إثر الاستقالة المفاجئة من مدربه التونسي أحمد العجلاني، ركز مدربه خلال المعسكر الإعدادي في مدينة العين على وضع التكتيك المناسب لهذه المباراة، وأصبح يدعم هذا التكتيك بتطوير العوامل النفسية التي اهتزت عقب خسارة الفريق الأخيرة من فريق العربي الكويتي، ولجأ الحسيني خلال المناورات المكثفة إلى الاعتماد على الحارس محمد خوجة، وامامه رباعي دفاعي مكون من سند شراحيلي وصالح صديق والدوسري وزيد المولد، والأخير أعطي بعض المهمات الهجومية ومحاولة التوغل والمفاجأة بحسب وجود الكرة، خصوصاً أن الظهير الأيمن في الفريق الهلالي الخثران لا يملك السرعة والقوة اللتين يتميز بهما المولد، وسيزج الحسيني بخماسي في منطقة الوسط الموينع، الحقباني كمحوري ارتكاز، وأحمد عطيف في الجهة اليمنى، ونشأت أكرم في الجهة اليسرى، ووضع الغاني أترام أمام هذا الرباعي، وترك المهاجم فيصل السلطان وحيداً في المقدمة، وهذه الطريقة يحاول بها الشبابيون عدم منح الفريق"الأزرق"أي مساحات داخل المستطيل الأخضر، وهو ما يجعل مراقبة اهم أوراق التفوق الهلالي اقل صعوبة، خصوصاً الثلاثي الخطر الشلهوب وكماتشو وجوفاني، والسعي كذلك لعزلهم عن الخطر أيضاً ياسر القحطاني، الذي سيكون تحت أنظار ثلاثي الدفاع صديق والدوسري وشراحيلي، وستكون هناك أدوار للاعبي الوسط أحمد عطيف ونشأت أكرم باستخدام المهارات الفردية التي يتميزان بها في المناطق القريبة من منطقة ال 18 لإمكان الوصول لمرمى الدعيع من إحدى الكرات الثابتة، ويهدف الحسيني من وضع الغاني أترام في هذا المركز إلى أهداف عدة، أهمها ربط المهاجم السلطان في منطقة الوسط، وكذلك لإمكانات أترام المهارية في التوغل بين مدافعي الهلال تفاريس والمفرج، وكذلك وضع محوري الهلال في قلق دائم نتيجة للمراقبة التي ستفرض عليهما. كل هذا الطموح والرغبة الشبابية في السيطرة على مجريات المباراة ستواجه صعوبة في الحال المعنوية الكبيرة التي يعيشها لاعبو الهلال ونشوة الانتصارات التي لا تفارقهم، وإذا كانت الطريقة الهجومية التي يتمتع ويتميز بها الفريق"الأزرق"اختفت إلا أن هذا التغيير جلب بطولات الموسم الماضي وبطولتي هذا الموسم، والآن يوجدونا ويتنافسون على الثالثة، واعتمد كليبر عقب توليه تدريب الفريق في رسم التكتيك الذي كان يعتمد عليه باكيتا، وهو مشابهة للطريقة الشبابية، إلا أن تحركات لاعبي الوسط الشلهوب وكماتشو وجوفاني بحرية تامة وانسجام كبير ترجح كفتهم في عمل الفارق، ويتميز الفريق"الأزرق"بإجادة الضغط على حامل الكرة في منطقة الوسط، ويأتي التوجه للياقة العالية والروح المعنوية للاعبيه، خصوصاً خالد عزيز وسلطان البرقان في ارتكاز وسط الهلال، وكذلك للتحرك والمشاغبة التي يسببها القحطاني لمدافعي الفرق المنافسة، وتعتبر الجهة اليسرى الهلالية منطقة الخطر، بوجود كامل الموسى والشلهوب، لما يملكانه من مهارة وسرعة وتحرك من دون كرة، وهذا ما جعل الحسيني يمركز شراحيلي في هذه المنطقة ليكون مراقباً للشلهوب، ووضع أحمد عطيف في جهة الموسى ليسبب له الكثير من الحرج، سواء في السرعة او المهارة، وأصبحت أهم الواجبات الدفاعية لفريق الهلال هي تنظيف المنطقة أولاً بأول، خصوصاً قلبي الدفاع تفاريس والمفرج، تفادياً لأي إحراجات يقعون فيها من مهاجمي الفرق المنافسة، وهو ما يحصل مع لاعب موهوب وسريع كفيصل السلطان، وان كان الظهير الأيمن الخثران لا يجيد التعامل مع هذا المركز جيداً إلا أن أداءه في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد أقلق الحسيني ولاعبيه. ومباراة بهذه القيمة والأهمية ستلقي بظلالها على حساب المستوى الفني، وبمساعدة مدربي الفريقين ورسمهما للمنهجية التكتيكية التي ستعتمد على هفوات الآخر، والبحث عن الكرات الثابتة التي ستكون لها كلمة كبرى في لقاء الليلة، وربما تعيدنا إلى أحداث مباراتهم في الموسم الماضي، وخطف الهلال الكأس من"الليث"من كرة كماتشو الثابتة. وربما يتميز فريق الهلال بوجود لاعبي خبرة وحسم على دكة البدلاء كسامي الجابر والجمعان والعنبر وخليل، إلا أن هذا التميز يذهب لحيوية الشباب وحماستهم بوجود الكويكبي والشمراني ومجرشي وعبده عطيف"المصاب"وحسن معاذ.