تتجه الأنظار مساء اليوم صوب استاد الملك فهد الدولي في الرياض حيث يقص الشباب السعودي والسد القطري شريط المنافسة على خطف بطاقة المجموعة الرابعة في دوري أبطال آسيا التي تضم إلى جانبهما فريقي العربي الكويتي والقوة الجوية العراقي. على أرض الواقع أكد لاعبو الفريقين سابقاً قدراتهم الفنية والمهارية على تقديم لقاء يحمل الكثير من القوة والإثارة عقب تصدرهما البطولتين المحليتين في بلديهما، إذ حافظ الشباب على صدارة بطولة دوري خادم الحرمين الشريفين إثر الفوز الأخير على فريق الاتحاد في جدة بهدفين في مقابل واحد، وتمسك فريق السدّ بصدارة دوري"المحترفين"القطريين بتغلبه على منافسه الشمال بهدفين في مقابل هدف. وستكون الفرصة سانحة لأن يتمكن أحد الفريقين من خطف أول ثلاث نقاط ليعزز موقفه في صدارة هذه المجموعة الصعبة، خصوصاً أن التأهل إلى الدور الثاني لا يحتمل إلا مقعدا واحداً من أربعة. ولهذا فمن المتوقع أن يحرص كل مدرب على عدم الاندفاع باكراً للهجوم على حساب مناطق الدفاع، وربما يلجأ كل منهما إلى تغيير المخططات التكتيكية في الحصة الثانية من المباراة. ويزخر الشباب والسد بمجموعة وافرة من اللاعبين أصحاب المستويات الكبيرة، ما يجعل التوقع قائماً بأن يلجأ مدربا الفريقين التونسي أحمد العجلاني والأوروغواني جورج فوساتي إلى فرض رقابة لصيقة على أهم مفاتيح اللعب في الفريقين كالعراقي نشأت أكرم والغاني غودين أترام والأخوين عطيف والمهاجم فيصل سلطان في فريق الشباب أو البرازيلي فيليبي والأكوادوري كارلوس تينيريو والنشط على ناصر وماجد محمد في السدّ. ومن المتوقع أن يزجّ العجلاني بتشكيلة مكونة من محمد خوجة في حراسة المرمى في وجود رباعي الدفاع صالح صديق وعبدالمحسن الدوسري كقلبي دفاع وأحمد البحري في الظهير الأيمن وزيد المولد في الجهة المقابلة كأفضل تشكيلة لهذا الخط الذي يعول عليه العجلاني في الحد من الخطورة الهجومية التي يتمتع بها السدّ في وجود الخطير جداً تينيريو. ويتمركز يوسف الموينع وأحمد عطيف كمحوري ارتكاز على أن تعطى الحرية لعبده عطيف ونشأت أكرم لمساندة مهاجمي الفريق أترام وفيصل السلطان، بخاصة أن المباراة الأخيرة أمام الاتحاد وكذلك التمارين الاستعدادية قبل هذه المباراة خلقت انسجاماً واضحاً بين اللاعبين، ما جعل العجلاني يدخل هذه المباراة بتفاؤل كبير. وباختلاف تكتيكي عن الشباب سيلجأ فوساتي إلى الاعتماد على الطريقة المحببة ل"الزعيم"القطري في وجود الحارس محمد صقر في حماية مرمى الفريق على أن يوجد ثلاثي العمق الدفاعي، على أن توكل مهمة القيام بدور"الليبيرو"إلى المحترف العماني محمد ربيع والمساكين عبدالله كوني وعبدالله آل بريك والظهيرين الوهميين المخضرم محمد غلام يميناً والنشط علي ناصر يساراً. وسيكون الاعتماد على الخبيرين وسام رزق وجفال راشد في منطقة المناورة كلاعبي ارتكاز منطقياً من قبل المدرب فوساتي الذي يبدو أنه قرأ فريق الشباب جيداً، واتجه نحو السيطرة على منطقة الوسط التي ستكون ميزان التفوق لكلا الفريقين. وستترك الحرية كاملة للثلاثي الهجومي فيليبي وتينيريو وماجد محمد في التنقل بين مناطق الشباب الخطرة كما هو حاصل في مباريات السد ضمن الدوري القطري. ومن المرجح أن يستعين فوساتي بالموهوب حسين ياسر ورقة رابحة يستخدمها وقت الضرورة خلال المباراة. إذاً كل هذه المعطيات تعطي مدلولات قوية على أن شوطي المباراة سيحملان الكثير من التدخلات التكتيكية من مدربي الفريقين وهو ما سيطبقه اللاعبون على المستطيل الأخضر. الهلال - العين يستهل الفريق الهلالي مشواره الآسيوي مساء اليوم عندما يحل ضيفاً على نظيره فريق العين الإماراتي على ملعب طحنون بن محمد في القطارة ضمن منافسات المجموعة الثانية التي تضم إلى جواره فريقي الميناء العراقي وماشال الأوزبكي. ويسعى مدرب الهلال البرازيلي كاندينو إلى الخروج بنتيجة إيجابية تحفظ توازن الفريق في مسار البطولة، ويدرك تماماً صعوبة خصمه في مباراة الليلة، واطلع على بعض مباريات العين من خلال أشرطة الفيديو، ولن يبالغ في أي حال من الأحوال بالاندفاع بأسلوب هجومي على رغم اكتمال عناصره بعد انضمام الدوليين كون الإخفاق في أي مباراة يصعب تعويضه، فالتأهل سيكون لصاحب المركز الأول فقط، لذا فإن الحرص والحذر هما العنوان الدائم لكل فرق المجموعة، وإن كانت كل المعطيات تؤكد أن المنافسة على بطاقة المجموعة الثانية محصورة بين الهلال والعين. والنزال الأول يحدد ملامح المتصدر، خصوصاً حال تحقيق أحدهما النقاط الثلاث، وذلك عطفاً على تواضع إمكانات فريقي الميناء العراقي وماشال الأوزبكي. الهلال أنهى استعداداته بمواجهة قوية أمام منافسه التقليدي النصر وكسب الموقعة ما جعل روح لاعبيه في أحسن أحوالها. ويعتمد كاندينو على فرض الهيمنة على منطقة المناورة، مستفيداً من كوكبة النجوم التي تضيء منطقة الوسط بقيادة البرازيلي كماتشو كونه صانع لعب ومنفذاً بارعاً للكرات الثابتة، إضافة إلى حيوية محمد الشلهوب على الطرف الأيسر ويقظة عبداللطيف الغنام على محور الارتكاز والتحركات الدائمة لعمر الغامدي حتى باتت أهم عناصر الفريق، فيما يقف الثنائي المخضرم سامي الجابر وياسر القحطاني في خط المقدمة، وهما مصدر إزعاج وقلق لدفاعات الخصم، وسط مساندة جيدة من طيري الجنب عبدالعزيز الخثران وخالد عزيز، ولعل عودة الخثران للظهير الأيسر ستتيح الفرصة لكاندينو للاستفادة من إمكانات كامل الموسى في متوسط الدفاع إلى جانب البرازيلي تفاريس، وهذا يجعل الخطوط الخلفية للأزرق أكثر تماسكاً وصلابة ومن خلفهم الحارس محمد الدعيع. ولدى كاندينو دكة احتياط مزدحمة بالأوراق الرابحة التي تستطيع تغيير مجرى اللقاء فهناك البرازيلي جيوفاني وأحمد الصويلح ومحمد العنبر وعبدالله الجمعان، الفريق الأزرق مرشح لتجاوز عقبة العين وتحقيق نتيجة إيجابية في بداية المشوار الآسيوي. في المقابل يدخل العين المباراة مدعوماً بعاملي الأرض والجمهور، ومن المزايا التي يتمتع بها المضيف كثافة الحضور الجماهيري عندما يلعب على أرضه، وهو فريق مدجج بالنجوم وله صداقة حميمة في السنوات الأخيرة مع البطولات الآسيوية، وأنهى الفريق استعداداته بلقاء ودي مع فريق الظفرة وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، واطمئن من خلاله مدربه محمد المنسي على جاهزية فريقه ووضح اعتماده على الشق الهجومي في وجود الثنائي فيصل علي وشهاب أحمد ومن خلفهما خط وسط يقوده المخضرم سبيت خاطر وصانع اللعب البرازيلي كيلي وغريب حارب. وتمتاز غالبية عناصر الفريق بالصفة الدولية وهذا يزيد من قوة الخطوط، كما أن هناك البديل الجاهز ما يعزز من أجندة المدرب محمد المنسي الذي نجح في استعادة الهوية الفنية للفريق، ما جعل الجماهير العيناوية تعلق آمالاً عريضة على تحقيق النسخة الرابعة من الاستحقاق الآسيوي، وبقي أن نقول إن الفريقين سبق أن التقيا مرتين في الاستحقاقات الآسيوية وكسب العين كلتا المواجهتين ويسعى للوصول إلى الفوز الثالث.