المتابع لمسيرة فريق الهلال ومنذ تسلم المدرب البرازيلي باكيتا يلحظ التغيير في منهجية الفريق التكتيكية أو الأسلوب المتعارف عليه للفريق في طريقته الهجومية التي يتميز فيها عن غيره، وبفضلها تحققت البطولات وتمكن"الزعيم"في التفوق على منافسيه ميدانياً ونفسياً ليجبرهم على اللجوء للأسلوب الدفاعي والبحث عن الكرات المرتدة لعل وعسى أن يتمكنوا من الوصول لمرماه في أي لحظة نتيجة فتح ملعبه وتكون لهم الغلبة في نهاية المباراة بفضل هذا الحل الصعب. فالأسلوب والمنهجية التي نظمها واعتمد عليها باكيتا في بداية الموسم وجدت احتجاجات أنصار الهلال وعدم رضاهم لاعتقادهم أن أفضل طريقة للفريق الأزرق هي الهجوم والهجوم فقط. لم يلتفت المدرب الهادئ والواثق لهذه المطالبات بل أصر على أن يتبع الأسلوب الأمثل والذي يرى أنه يناسب العناصر الموجودة في الفريق لينتهج طريقة تبدو للمشاهد والمتابع أنها دفاعية بحتة بإيعازه للمخضرم سامي الجابر بالتمركز وحيداً بخط المقدمة وإعطائه التوجيهات بالتمركز بين قلبي دفاع الفريق المنافس وبالأخص الوجود مع"القشاش"ليبحث عن أي هفوة في تمركز المدافع ليستغل ذكاءه الفطري في التحرك من دون كرة ويكون له أمكان تهديد مرمى المنافس مع أي تمريرة متوقعه من اللاعبين صاحبي اللمسات الفنية الرائعة وصاحبي تمريره"الهدف"البرازيلي كماتشو والموهوب الآخر محمد الشلهوب القابعان خلف الجابر ولم يجد المدرب صعوبة في تكليف الشلهوب بالتمركز في الجهة اليمنى أحياناً كثيرة لرغبته في بقاء كماتشو خلف الجابر لقوة تسديداته أولاً وإجادته الاحتفاظ بالكرة في شكل جيد يبحث عن الأخطاء القريبة من المرمى التي يجيد التعامل معها ببراعته البرازيلية في التسديد المباشر وتحقق للهلال الكثير من الأهداف بفضل هذه الذكاء البرازيلي، ويقف خلف هذا الثنائي لاعبا ارتكازمحورين الغامدي وعزيز مهامهم الأساسية تتركز في غلق العمق الهلالي بقوه بمسانده قلبي الدفاع وربطهما بصانعي اللعب والمهاجمان"الوهميان"الشلهوب وكماتشو وقد نجحا كثيراً في هذا التكليف ليتحرر الشاب الواعد مشعل الموري أو فهد مبارك في أن تكون له مساندة كبيرة للجهة اليمني هجومياً ودفاعياً، وكانت التوجيهات الواضحة لخط الدفاع هو بقاء الثلاثي الظهير الأيسر الخثران وقلبي الدفاع البرازيلي تفاريس والمفرج في مناطقهم الدفاعية وعدم تركهم لمنطقة الخطر الهلالية في أي الأحوال إلا مع الكرات الثابتة التي يجيد لاعبو الهلال التعامل معها بكل إتقان وبخاصة أن تفاريس استطاع أن يحسم الكثير من المباريات بفضل إجادته التعامل مع هذه الكرات الثابتة وسجل اسمه في سلم هدافي الدوري. ويعتمد باكيتا في منهجيته التكتيكية على ورقة رابحة في خط الدفاع ألا وهو وجود احمد الدوخي لاعب الأدوار الدفاعية والهجومية في آن واحد. وأجاد الشلهوب كعادته التعامل مع هذه الأدوار واستغل المساحات المتروكة والمتاحة ليتوغل في كثير من الكرات ويرسل كراته العرضية المتقنة والتي سببت الكثير من الخطر على دفاعات وحارس الفرق المنافسة. إذاً القراءة الجيدة للمدرب باكيتا أجبرته على إتباع هذا الأسلوب وهذه الطريقة ليجد النجاح أمامه وسيلازمه في جميع المشاركات وأن المدرب عمل الطريقة المناسبة بحسب العناصر الموجودة في صفوف الفريق والبحث عن الطريق السهل للوصول لمرمى المنافسين كالكرات الثابتة التي جلبت نقاط مهمة لمسيرة الفريق.