تتجه وزارة التربية والتعليم نحو خلق بيئة إسلامية"معتدلة"تسير عمل المراكز الصيفية بعيداً من أي مظاهر تطرف أو مغالاة وذلك من خلال وضع بعض الضوابط والمعايير التي تحكم آلية العمل في هذه المراكز خلال العام الدراسي الحالي. ومن أبرز هذه الضوابط التي جاءت على لسان المدير العام لإدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد سعيد أبو راس من خلال خبر ظهر على موقع الإدارة على شبكة الانترنت أن يكون العامل في مراكز الصيف الطلابية رجلاً تربوياً يتمتع بالمرونة والوسطية ولديه القدرة على توجيه ورعاية الشباب وفق المنهج الإسلامي المعتدل وحمايتهم من الأفكار الضالة والمنحرفة. وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن المراكز الصيفية كانت وربما لا تزال حقلاً خصباً لتكريس ثقافة التشدد والغلو وإقصاء الآخر, يخلع آخرون هذه التهمة عن المراكز الصيفية ويؤكدون أنها مكان تربوي يحتضن الطلاب خلال إجازة الصيف ويوجه سلوكهم ويزرع فيهم حب الخير وثقافة الانتماء وينمي مواهبهم وقدراتهم. ويقول عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفة إن المراكز الصيفية أسيء استخدامها من قبل فئة معينة تستهدف زرع ثقافة متشددة في نفوس الطلاب وحشو عقولهم بأفكار لا تمثل الاعتدال الذي يقوم عليه الدين الإسلامي ولو كان ذلك بحسن نية ودون قصد، ويلفت إلى أن بعض المراكز شهدت في سنوات سابقة تدخلاً فجاً في تشكيلها ووضع آليات العمل بها من قبل أشخاص غير سعوديين منهم من المحسوبين ضمن أقطاب حركة الإخوان المسلمين المشهود لهم بالتشدد. وذهب آل زلفة إلى أن بعض القائمين على المراكز الصيفية يكرسون لدى المتلقين من الشباب ثقافة الموت لا ثقافة الحياة وذلك من طريق تعليمهم كيفية غسل ودفن الموتى وزرع مبدأ"كيف تكون محارباً"بدلاً من"كيف تكون مواطناً". وطالب آل زلفة بضرورة إعادة النظر في أوضاع المراكز الصيفية مع سيطرة القطب الأوحد وغياب تعدد المشارب الثقافية، متسائلاً عن دور هذه المراكز في احتضان وتوجيه المواهب الشابة في مجالات الأدب والثقافة والشعر والفنون التشكيلية وغيرها؟. ولكن عضو هيئة التدريس في جامعة الطائف الدكتور جميل اللويحق يجزم أن المراكز الصيفية لا علاقة لها بأي منهج متطرف ويؤكد أن كل القرائن والأدلة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن فئة المتطرفين وأرباب الفكر التكفيري لم يكن للمراكز الصيفية أي دور في احتضانهم أو نشأتهم. ويرى أن الضوابط التي وضعتها الوزارة ليست بالأمر الجديد سوى أنها وضعت للمزيد من التحوطات والتأكيد على مسألة الاعتدال في كل التعاملات، مشيراً إلى أن برامج هذه المراكز تخضع لمنهج رسمي ورقابة حكومية وتهدف إلى إشغال الطلاب بالنافع والمفيد عبر برامج هادفة وبريئة ومتنوعة وليس كما يعتقد البعض. ويستند اللويحق على خبرته الممتدة إلى عشر سنوات في العمل على المراكز الصيفية، مؤكداً أن المشاركة في هذه المراكز ليست مقصورة على فئة دون الأخرى وإن كانت يغلب عليها سمة التدين وهو الأمر المستحب، يقول"لا أحد يستطيع إثبات أي تهمة موجهة للمراكز الصيفية بما في ذلك أن هناك مواصفات معينة تفرض على المشاركين فيها". وبالعودة إلى الشروط والضوابط التي وضعت أخيراً لتطبيقها على القائمين على مراكز الصيف فقد اشترطت وزارة التربية والتعليم أن يكون العامل من منسوبي وزارة التربية والتعليم وعلى رأس العمل ويتصف بالاستقامة وحسن الخلق وأن يكون متميزاً في أداء عمله التعليمي والتربوي ولا يقل عمله في التعليم عن سنتين وأن يكون اجتاز الدورة التأهيلية لمشرفي الأندية الصيفية. وتهدف وزارة التربية والتعليم من تنظيم البرامج الصيفية وفقاً لمدير تعليم الطائف محمد سعيد أبو راس إلى استثمار وقت الفراغ لدى الطلاب خلال إجازة الصيف بما يثري معارفهم ومهاراتهم وينمي شخصياتهم ومواهبهم انطلاقاً من أهمية الشباب وضرورة العناية بهم ورعايتهم من الأفكار الضارة والمنحرفة. وتقام هذه البرامج في المراكز والأندية والمدارس أو المنشآت التربوية المهيأة تحت إشراف معلمين مؤهلين تربوياً .