اختار الشاب خالد محمد أن يطلق لقب"قرار الشؤم"على قرار وزارة العمل رقم"1/793"، فهذا القرار سيحرمه وآلاف الشبان السعوديين وظائف، ويلحقهم بقوائم العاطلين عن العمل. ويقضي القرار، الذي بدأ تطبيقه مطلع الأسبوع الجاري، بتأنيث محال الملابس النسائية"سيعالج بطالة النساء، ولكنه سيتسبب في بطالتنا نحن الشبان"، هكذا يرى خالد القرار. قبل أربع سنوات، حصل خالد على شهادة البكالوريوس في تخصص"التسويق"من إحدى الجامعات السعودية، ولأنه لم يجد فرصة عمل في أي من الشركات التي تقدم لها، كما لم يجد وظيفة حكومية في فروع وزارة الخدمة المدنية، التي راجعها بحثاً عن وظيفة، اختار أن يعمل بائعاً في محل ملابس نسائية في أحد المجمعات التجارية في مدينة الخبر. وبعد عام من العمل، يجد خالد وآلاف الشبان السعوديين أنفسهم مضطرين، بموجب قرار وزارة العمل، إلى ترك الوظائف، التي باتت تؤمن لهم مصدر الرزق الوحيد، لتحل مكانهم الفتيات. ويقول:"أشعر بالهزيمة"، مضيفاً أن"هذا القرار ظلمنا نحن الشبان، على رغم إيجابياته المتمثلة في توفير فرص عمل للفتيات، إضافة إلى جوانبه الاجتماعية الأخرى". غير بعيد عن المحل الذي سيضطر خالد إلى تركه، يعمل البائع إبراهيم محمد، الذي يقول:"أعمل في هذا المحل منذ نحو أربع سنوات، وتمكنت خلال تلك الفترة من الحصول على راتب جيد، ولكنني سأفقد كل ما حصلت عليه من خبرة ووضع مالي جيد نسبياً"، وبحسرة يضيف"هل تُحل مشكلة شريحة من المجتمع على حساب أخرى؟!"وفي مقابل حزن الشبان الذين سيفقدون وظيفة"بائع في محل ملابس نسائية"، تبدي فتيات فرحتهن بتطبيق القرار، الذي سيخرجهن من عالم البطالة، ويتيح لهن فرصة العمل وزيادة دخلهن وشغل أوقات فراغهن بعد أشهر وسنوات من البقاء في المنازل بعد التخرج في الثانوية أو الجامعة. وتتراوح رواتب العاملات في المحال بين 1400 إلى 2500 ريال. وتقول مروة التي بدأت عملها في أحد محال الملابس النسائية:"أشعر بالسرور بهذه التجربة، التي منحتني فرصة إثبات قدراتي في العمل". وعلى صعيد المحال التجارية، بدأت محال عدة، خطوات عملية مبكرة لتأنيث وظائفها، فمحال"بدون اسم"وظفت أربع فتيات سعوديات، إضافة إلى موظفتين مصرية وسورية، بعد أن تم تدريبهن نظرياً لمدة خمسة أيام. ويقول عصام الحربي مدير الموارد البشرية في شركة"أنوار المتحدة للتجارة"، التي تملك محال"أيتام للملابس النسائية":"بدأنا اختيار الفتيات بالتنسيق مع مكتب التوظيف، وحددنا شروطاً للموظفات، مثل أن تكون شهادة مديرة المعرض لا تقل عن الثانوية، وأن لا تقل شهادة البائعة عن الكفاءة". وتوقع أن تكتمل عملية التأنيث في محالهم في غضون شهر. واشترطت محال أخرى إجادة المتقدمة اللغة الإنكليزية. ويقول مشرف أحد فروع"أسماء للملابس النسائية"محمد مجاهد:"الإنكليزية شرط أساس للتوظيف، وكذلك قبول الدوام على فترتين". إلى لذلك، لم يتمكن فرع وزارة العمل في المنطقة الشرقية من تطبيق الخطة الزمنية التي رسمتها الوزارة لتنفيذ القرار، وتبدأ الخطة في حصر المحال، ابتداءً من شهر شعبان الماضي. وكشف مصدر في الفرع أن"عدم اكتمال متطلبات العمل في القرار قد يتسبب في تأخر تطبيقه خلال الأيام القليلة المقبلة". ويقضي القرار بالبدء في برامج التدريب وتهيئة طالبات العمل، اعتباراً من غرة شهر محرم الماضي، وفق برنامج زمني يعده صندوق تنمية الموارد البشرية، بالتنسيق مع أصحاب العمل والغرف التجارية ومؤسسات التدريب، يليها الشروع في ترتيب أوضاع المحال التجارية، وتهيئتها لاستقبال الموظفات السعوديات وتوظيفهن، اعتباراً من غرة شهر صفر الجاري، مع إمكانية ان يتم ذلك قبل التاريخ المحدد، إذا رغب أصحاب العمل ذلك. وبدأ المكتب في رصد رغبات العمل في محال بيع الملابس النسائية، اعتباراً من شهر شوال وحتى نهاية ذي القعدة الماضيين.