نفذت"المقاومة الاسلامية"في لبنان تهديد الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصر الله بالرد على مقتل الراعي اللبناني ابراهيم يوسف رحيّل 17 عاماً، الاربعاء الماضي على يدي قوات اسرائيلية، فقصفت بعد ظهر امس مواقع اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة. واعترف الجيش الاسرائيلي باصابة احد جنوده، فيما أطلق لبنان تحركاً ديبلوماسياً واسعاً لدى مجلس الأمن احتجاجاً على قتل اسرائيل رحيل، خصوصاً ان قوات الطوارئ الدولية أقرت بأنه قتل داخل الاراضي اللبنانية ولم يتجاوز الخط الازرق المرسوم بين لبنان واسرائيل التي حملتها الاممالمتحدة مسؤولية"تصعيد خطير". وخرق هجوم"المقاومة الاسلامية"الهدوء الحذر الذي ساد منذ خطف رحيّل بعد نجاة رفيق له تمكن من الهرب منذ الاربعاء الماضي. وجاء التصعيد الامني بعد 24 ساعة على اعلان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في البرلمان اللبناني الخميس"اننا لم نسمِ ولن نسمي المقاومة بغير اسمها"، كمخرج ادى الى عودة وزراء حركة"أمل"و"حزب الله"الخمسة عن اعتكافهم عن حضور جلسات مجلس الوزراء، بعد أكثر من 6 اسابيع طالبت خلالها قيادة الثنائية الشيعية بنص يؤكد التزام الحكومة بدعم المقاومة بصفتها ليست ميليشيا. وأكدت"المقاومة الاسلامية"في بيان انها"هاجمت بالأسلحة الصاروخية والمدفعية موقع الاحتلال الصهيوني في رويسات العلم، وهو الموقع الذي ارتكبت فيه جريمة قتل الفتى رحيّل"، فحققت"اصابات مباشرة في دشم الموقع وتحصيناته وتجهيزاته". وأفاد مصدر عسكري اسرائيلي ان جندياً اسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة بسبب قصف الموقع في مزارع شبعا. وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيحاي ادرعي لوكالة"يونايتد برس انترناشيونال"ان القوات الاسرائيلية"ردّت بالمدفعية على النيران التي أطلقها مقاتلو"حزب الله"، وان حجم الاشتباكات"محدود". وأمل بأن تنتهي بسرعة. ورداً على هجوم المقاومة، قصفت المدفعية الاسرائيلية الثقيلة اطراف عدد من القوى الحدودية، في حين شنت حربية اسرائيلية غارات. وأطلقت مرابض المدفعية الاسرائيلية رشقات رشاشات ثقيلة في اتجاه 3 قرى في محيط المزارع وسط تحليق طائرات اسرائيلية فوق قرى مرجعيون حاصبيا في العرقوب. كما استعمل الاسرائيليون قنابل عنقودية في قصفهم محيط قرى كفرشوبا وكفرحمام ومحيط مزرعة السلامية، وتصدت المضادات الارضية التابعة ل"المقاومة الاسلامية"للطيران الاسرائيلي. وكان السنيورة أبلغ قياديين من"حزب الله"ان الحكومة ستجعل قتل الشهيد رحيّل قضية في الاممالمتحدة، وستسعى لدى دولة قطر ممثلة المجموعة العربية في مجلس الأمن الى استصدار بيان عن المجلس يدين ما قامت به القوات الاسرائيلية، خصوصاً ان الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي اجتمع امس مع رئيس البرلمان نبيه بري، أشار الى مسؤولية اسرائيل. وقدم بيدرسون باسم انان التعازي لعائلة رحيل، وشدد على ان"أي خرق يجب ان لا يبرره خرق آخر"، واصفاً قتل رحيل بأنها"مأساة حقيقية وتصعيد خطير من الاسرائيليين على الخط الازرق". وأشار الى"ان الاممالمتحدة تدعو دائماً كل الاطراف الى احترام الخط الازرق". واكد بيدرسون ان رحيل"قتل داخل الاراضي اللبنانية، واسرائيل تتحمل مسؤولية الحادث"، لافتاً الى"ان رحيل ومن خلال كل المعطيات، لم تكن لديه أي نيات مبيتة للقيام باعمال عسكرية مخلة بالاستقرار". وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي:"أخذنا علماً بقلق بالغ بنتائج التحقيقات الاولية"التي اجرتها قوة حفظ السلام الدولية في جنوبلبنان. وأفادت عن مقتل راع لبناني شاب برصاص الاسرائيليين، داخل الاراضي اللبنانية. اننا ندعو كل الاطراف الى التهدئة وضبط النفس واحترام الخط الازرق في شتى الظروف". واستدعى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ سفراء الدول ذات العضوية الدائمة وغير الدائمة لدى مجلس الأمن، وسلمهم مذكرة خطية بالشكوى اللبنانية ضد اسرائيل تطالب دولهم بالتعبير عن"الادانة الشديدة لمقتل الفتى اللبناني رحيل". وطالب صلوخ بتصرف مناسب من المجتمع الدولي يدين هذا العمل بحزم، لان اطلاق النار جاء من قوات الاحتلال الاسرائيلي. وقال ان لبنان"سيطالب مجلس الامن باصدار بيان بهذا الاعتداء ونحتفظ بحقنا في دعوة المجلس الى الاجتماع وفقاً لنتائج الاتصالات".