توفي شخصان وأصيب أربعة آخرون من موظفي شركة"أرامكو السعودية"أمس، في حادثة تسرب غاز وقعت في حقل"قطيف 1"غربي منطقة"الجعيمة". وبدأت الحادثة الساعة التاسعة و45 دقيقة صباحاً، إثر تسرب غاز من نوع كبريتيد الهيدروجين"H2S"في وحدة الغازات المشبعة condensate stripper في معمل الغاز. ووقعت الحادثة فيما كان الموظفان السعوديان عبد العزيز الزهراني وفواز العتيبي، يقومان بمهام أعمالهما الروتينية، على أحد خطوط الغاز في الموقع، عندما قاما بفتحه، حيث لم يكن به غاز. وعلمت"الحياة":"إن السبب الأولي للحادثة يعود إلى أنهما اعتقدا سبب عدم وجود غاز في الخط يعود إلى إغلاقه. بيد أن الغاز كان متجمداً في الأنبوب، ما تسبب في اندفاعه في كميات كبيرة، وأدى إلى وفاتهما على الفور، إثر استنشاقهما الغازات في نسب مرتفعة". وبينما اعتبر ذلك"أحد الاحتمالات وأقربها إلى الوقوع"، إلا أن التقرير الذي سيرفعه المسؤولون عن الحادثة بعد التحقيقات سيوضح حقيقة الأمر. وتقوم"أرامكو"بفرض إجراءات سلامة صارمة على موظفيها، حفاظاً على سلامتهم في الدرجة الأولى، ثم مكان العمل". اما بالنسبة للمصابين الآخرين، وهم كل من خليفة الصالح، وحسين الشمري، وفالح اليامي، وأياد الصليل، فتعرضوا إلى الإصابة أثناء محاولتهم إنقاذ زميليهما، حيث استنشقا الغاز المتسرب، وتم إنقاذهم، ونقلهم إلى مستشفى"أرامكو السعودية"في رأس تنورة، وان حالة ثلاثة منهم مستقرة، فيما لا يزال الرابع في العناية المركزة، إلا أن الأطباء قالوا إن حالته"مستقرة". ويعد"حقل القطيف"الذي وقعت فيه الحادثة أحد أهم حقول النفط في المملكة، وشهد العام الماضي افتتاح أعمال تطوير فيه، بلغت كلفتها نحو 4.5 بليون ريال، كونه يعزز طاقة الإنتاج السعودية بنحو 800 ألف برميل يومياً، منها 500 ألف برميل من الزيت العربي الخفيف و300 ألف برميل من الزيت العربي المتوسط، والأخير سينتجه حقل أبو سعفة، إضافة إلى 370 مليون قدم مكعبة قياسية يومياً من الغاز المصاحب. ويبلغ طول"حقل القطيف 1"60 كيلومتراً، ويمتد ستة كيلومترات على شاطئ الخليج. ومن خلال الأعمال التطويرية التي شهدها الحقل أكد استمرار هيمنة السعودية على أسواق النفط العالمية. وتمتلك السعودية ربع الاحتياط العالمي من النفط الخام، الذي يقدر بنحو 261 بليون برميل، فيما تقدر احتياطاتها الثابتة من الغاز بنحو 224.2 تريليون قدم مكعبة قياسية، أما إنتاجها من الغاز فيتجاوز سبعة بلايين قدم مكعبة يومياً. الغاز القاتل في مصافي النفط يعد غاز كبريتيد الهيدروجين H2S الذي يوجد في جميع المصافي النفطية، أحد الغازات الخطرة والشائعة في صناعة البترول، ويوجد في معظم الوقود الحفري، ويحدث كنتيجة ثانوية أثناء الإنتاج ومعالجة البترول والغاز، ويمكن أيضاً ان ينتج أثناء تنقيح المعدن وإنتاج الورق والصرف الصحي ومعالجة المخلفات. ويوجد هذا الغاز حول آبار البترول، وخطوط الأنابيب، ووحدات الغاز، ووحدات فصل الزيت عن الغاز، ومصانع معالجة المخلفات، أو المباني بجانب مثل هذه المرافق، وعادة الإجراءات الهندسية تبقي"H2S"بأمان، حيث يمكن احتواؤه في الأوعية والخطوط النفطية. ولكن عند حدوث التسرب فالإصابات الشديدة أو الكوارث يمكن ان تنشأ. ويقاس الغاز عبر وحدة القياس"PART PER MILLION= PPM"بالجزء من المليون، وهو وحدة قياس سمية الغازات. ويعتبر استنشاق غاز"H2S"إلى حد كبير طريقاً إلى التعرض للأخطار، فعندما يحتوي الجو على 300 جزء من المليون يأتي الخطر فوراً على الحياة والصحة. وتعتمد آثار التعرض لخطره على عوامل عدة، هي تركيزه في الجو، ومدة التعرض، والحساسية الجسدية للضحية. كما ان الرائحة ليست تحذيراً، إذ لا يمكن الاعتماد عليها، إذ يمكن ان تُشم الرائحة التي لها تركيز منخفض، ولكن الحاسة للرائحة تقل بالمستوى الرفيع للتركيز.