تسببت أزمة أسرة في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض، في ارتفاع الحالات الطارئة في قسم الإسعاف خلال اليومين الماضيين، ما خلق معاناة لعدد من مراجعي المستشفى على رغم حاجتهم الماسة للتنويم، وفق تقارير أطباء المستشفى. وأكد عدد من المرضى ومرافقيهم انتظارهم أكثر من يوم ونصف اليوم في قسم الإسعاف لعدم توافر أَسرّة. وقالت ابنة المريضة أم محمد الأسمري:"والدتي 85 عاماً تعاني من التهاب في الرئة وعدم توازن الأملاح في جسمها، وتحتاج إلى عناية طبية فوراً، إلا أننا ما زلنا في قسم الإسعاف منذ عصر أمس، ولم يتوافر سرير في قسم التنويم حتى الآن". وعلى رغم أن المريضة نوير الحربي تجد خدمات المستشفى مميزة، إلا أنها تلاحظ أن أوجاع المرضى تزداد في قسم الطوارئ بسبب البقاء وقتاً طويلاً على أَسرّة ضيقة وقاسية وعالية جداً، بحيث لا يتمكن المريض من الحركة عليها أو الذهاب إلى دورة المياه مثلاً. فيما أبدت مرافقتها استياءها من المكوث الطويل في قسم الطوارئ،"زرت قسم التنويم للإطلاع على صحة أقوال المسؤولين بعدم توافر أَسرّة، لكني فوجئت بأن كثيراً من الأَسرّة كانت خالية منذ أيام، بحسب ما أكدته لي مريضات منومات هناك". وتساءلت لمن تترك هذه الأَسرّة؟. وأبدت امتعاضها من ترك إحدى المريضات ساعات على سرير في الممر، يراها كل من يدخل ويخرج إلى الطوارئ من دون ساتر أو حاجز، مشيرة إلى أنها شعرت بخوف شديد عندما رأت الدماء تسيل من مريض حاول أطباء في المستشفى إسعافه في قسم الطوارئ. وأشارت ابنة المريضة أم حسين إلى أن والدتها بقيت في قسم الطوارئ يومين على رغم ما تعانيه من ارتفاع في الضغط وصل إلى 400، ما أفقدها نظرها لمدة 18 يوماً. إلى ذلك، أكد مسؤول في وزارة الصحة رفض ذكر اسمه أن"الوسطات"لها دور فعال في حجز الأسرة في أقسام التنويم في مستشفى الملك خالد الجامعي. وتحدث عن تجربته الشخصية في هذا المجال فقال:"حاولت إدخال إحدى قريباتي إلى قسم التنويم في المستشفى، لكن محاولاتي باءت بالفشل، فاستعنت بأحد معارفي من أطباء المستشفى، الذي أمّن لي سريراً فوراً". ... ورئيس قسم الدخول: الأسرّة الفارغة تنتظر أصحابها أعاد رئيس قسم الدخول في المستشفى رفض ذكر اسمه سبب وجود أسرة خالية من المرضى، إلى تقسيم أسرة التنويم بين حالات الطوارئ والعيادات. وأوضح أنه من الصعب إلغاء مواعيد مرضى حجزوا أسرة لهم منذ مدة طويلة وتكبدوا مصاريف السفر بسبب مريض الطوارئ الذي لا تستدعي حالته أحياناً البقاء في المستشفى. وقال إن بعض المرضى موجود في الطوارئ منذ شهر على رغم أن حالاتهم تستدعي رعاية تمريضية فقط لكن أهاليهم تركوهم بحجة سعيهم لتحويلهم إلى مستشفى آخر. وأضاف أن المستشفى يعاني من تكدس المرضى من داخل الرياض وخارجها بسبب رغبتهم في متابعة حالاتهم المرضية وإجراء العمليات مع العلاج مجاناً بمستوى طبي وتمريضي متميز وخدمات سريعة على رغم توافر مستشفيات كثيرة، نافياً بشكل قاطع وجود الواسطة في قسم التنويم. من جهته، أوضح استشاري طب الطوارئ في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور زهير العسيري، أن الطاقة الاستيعابية لقسم الطوارئ تبلغ 16 سريراً فقط، فيما يصل إلى القسم يومياً 200 حالة طارئة، ما يتسبب في بقاء المرضى لمدة يومين في غرفة الطوارئ. وأكد أن المسؤولين في المستشفى يعملون على وضع استراتيجية لتوسيع قسم الطوارئ وعلاج الصعوبات الموجودة فيه وإنشاء غرف إسعاف معزولة بقدرة استيعابية تبلغ 4 أضعاف الموجودة حالياً، إضافة إلى زيادة عدد الأطباء والممرضين لخدمة عدد أكبر من المرضى.