تذمّر عدد من مراجعات ومريضات مستشفى عسير من تأخر المواعيد التي قد تصل إلى عام من أجل الحصول على نتيجة أشعة أو مقابلة طبيب، ورداءة عربات نقل المرضى والنقص الحاد في الأسرَّة، وعدم وجود آلية منطقية للتعامل مع الحالات الطارئة، وكذلك عدم وجود خصوصية في غرف التنويم لحالات الولادة، وإيجاد آلية منظمة للحالات الطارئة والحالات التي تصل بالإسعاف، إضافة إلى ضيق غرف الانتظار، مؤكدات أن بعضهن يضطررن للمكوث وقوفاً حتى يحين دورهن في مقابلة الطاقم الطبي. وقالت منيرة سليمان، إن مشكلة المواعيد تجعل الكثيرات يضطررن للتوجه للمستوصفات الخاصة التي تستنزف كثيرا من المبالغ رغم عدم توفر دخل مادي لهن. وذكرت زينة علي، أن الكثيرات يدفعن مبالغ طائلة للحصول على نتيجة أشعة أو تحليل بسبب رفض مستشفى عسير المركزي الحصول عليها قبل عام بحجة أن المواعيد مغلقة بسبب الازدحام الشديد على العيادات. و أبدت فاطمة أحمد استغرابها من تأخر المواعيد مقارنة بحجم المستشفى والعدد الهائل من الأطباء والطبيبات، مضيفة أن الأولوية في المواعيد حسب وصفها لأصحاب الواسطات. وتذمرت عائشة عائض، من رداءة العربات المخصصة للمرضى وقلتها، ووصفت مستشفيات عسير بالفقيرة في جميع خدماتها، مؤكدة أن معاناة المرضى امتدت إلى أسرَّة الطوارئ القليلة جدا مقارنة بعدد المرضى يوميا، إضافة إلى ذلك افتقاره للتنظيم والترتيب وطريقة استقبال المرضى، وعدم مراعاة المريض مهما كانت حالته. وأيدت منى السيد ما ذكرته عائشة، وقالت إنها اضطرت لترك سريرها رغم مرضها لمريضة أخرى تعاني أزمة ربو حادة تركت دون إسعاف، وطلبوا منها انتظار دورها. وطالبت خديجة العبدالله بتوسعة غرف الولادة التي لا تحتوي سوى على خمسة أسرَّة فقط في الانتظار، وخمسة في الولادة، وسريرين فقط للمواليد. وطالبت تغريد الأحمري بفصل أسرَّة قسم الولادة بفاصل ألمنيوم إن تعذر فصلها بحائط، بسبب ما يتعرضن لهن من إحراج بسبب وجود أكثر من حالة في غرفة واحدة. سعيد النقير من جهته، أوضح الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير، أن استراحة النساء تتسع لأكثر من 15 مراجعة، مبينة أن المشكلة ليست في حجم الاستراحة وإنما في المرافقات، حيث تحضر مع بعض المريضات سيدتان أو أكثر مما يؤدي لازدحامها. وذكر أن المستشفى مصمم ومنفذ حديثا وقسم الولادة بالسعة الحالية يكفي مقارنةً بالسعة السريرية للمستشفى، مؤكدا وجود خمسة أسرَّة للمواليد، ويتم وضع الطفل عليها بعد ولادته مباشرة لمدة لا تتجاوز عشر دقائق لعمل عدد من الإجراءات التي يقوم بها طبيب الأطفال وهي «قص السرّة، وأخذ البصمات، وشفط الإفرازات، وتجهيز المولود لنقله إلى قسم الحضانة ووالدته إلى التنويم حسب الحالة. وأضاف النقير أن عزل الغرف بجدار قد يعيق حركة نقل المرضى في حال استدعت الحالة نقلها إلى قسم آخر بالمستشفى، كما أن وضع العوازل الجدارية يعيق الحركة في حالة حدوث حريق أو إخلاء حسب المعايير الدولية لهذه الأقسام. وبخصوص تأخر المواعيد في العيادات الخارجية، أوضح أن مستشفى عسير هو المستشفى المركزي الوحيد بالمنطقة ويحوّل له من جميع مستشفيات المنطقة والمناطق المجاورة، مبينا أن العيادات تفتح مواعيدها على مرحلتين، الأولى من شهر (1) وحتى شهر (6)، والثانية من شهر (6) وحتى (12). وأضاف أن الموعد يسجل على حسب طلب الطبيب والمدة التي يحتاجها المريض، أمّا المواعيد المستعجلة فيوجد لها مواعيد إضافية خاصة تكون في عيادة الطبيب، ويرسل المريض للطبيب لتقييم الحالة سواء كانت مستعجلة أو غير ذلك، أما التخصصات النادرة فيتم الحجز عليها عن طريق الطبيب المختص. وكشف النقير أن المديرية بصدد إنشاء مبنى إضافي للعيادات الخارجية والمشروع قيد الدراسة والتصاميم النهائية، مبينا أن العناية المركزة يوجد بها 12سريرا، وتم عمل توسعة حديثة للعناية المركزة تتسع لعدد 27 سريرا وسيتم الانتهاء منها قريباً. وأشار إلى أن قسم الطوارئ يستقبل يومياً من 700 إلى ألف مراجع، وأغلبها حالات باردة تؤثر سلباً على الحالات الطارئة التي تحتاج إلى تدخل مباشر من الطاقم الطبي، مؤكدا أن طوارئ مستشفى عسير يوجد بها 60 سريراً، وجميع مستشفيات المنطقة والمناطق المجاورة تحوّل الحالات على مستشفى عسير. وأكد توفر العربات الخاصة بنقل المرضى بالطوارئ، لكنهم يعانون من سلبية بعض المراجعين، حيث يقومون باستخدامها بدون إعادتها إلى القسم مما يؤدي إلى فقدانها، وأعدت محاضر بذلك. وحول تأخر نتائج التحاليل في المختبر، أوضح النقير أن ذلك يعتمد في الأساس على أنواع التحاليل أو كميتها، إذ إن بعض المرضى يحتاج إلى عدة تحاليل، وبعضها تحتاج علمياً إلى أكثر من ثماني ساعات وقد تمتد إلى ثلاثة أيام أو أكثر مثل التحاليل التي تحتاج إلى مزرعة. وأضاف «مختبر مستشفى عسير يطبق كل أبجديات الجودة، والمراجع معذور لأنه قد لا يعرف مدة إنجاز التحاليل اللازمة التي يتطلبها علمياً». وأرجع إغلاق بعض المرافق إلى وجود مشروعات تحت الإنشاء والصيانة لتطوير المستشفى وسيتم الانتهاء منها قريباً. وأهاب النقير بجميع المراجعين لقسم الطوارئ ممن لديهم حالات عادية بمراجعة المراكز الصحية المناوبة أو عيادات مستشفى أبها العام لتخفيف الضغط على طوارئ مستشفى عسير وإتاحة الفرصة للطاقم الطبي لمباشرة الحالات الطارئة.