شكا عددٌ من مراجعي مستشفى الملك فيصل التخصُّصي بالرياض، من ضعف السعة السريرية لقسم الطوارئ، وما يحدث فيه من تكدُّسٍ أجبر إدارة القسم على تنويم الكثير من الحالات على أسرّة بين ممرات القسم؛ ما جعل المرضى عُرضةً للعدوى، خاصة الحالات التي تعاني ضعف المناعة ممَّن أُجريت لها عمليات زراعة أعضاء. وانتقد المراجعون ما يحدث في المستشفى الذي تُخصَّص له ميزانية سنوية بالمليارات، مستغربين من الوعود المتكرّرة بالمبنى الجديد الذي يحتوي على 120 سريراً، رغم أن المستشفى في حاجة إلى ضعف هذا العدد؛ كونه مرجعاً لآلاف المرضى من جميع المناطق.
يقول المواطن مشعل الهاب في شكواه "قسم الطوارئ في المستشفى يعاني قلة عدد الأسرّة، سأتكلم بدايةً عن حالتي الشخصية, فلدى ابنتي حالات طارئة تضطرنا إلى مراجعة المستشفى والذهاب للطواري، ولكنني أعاني دائماً طريقة علاجها برميها في الممرات وجعلها عُرضة للعدوى". وأضاف "ابنتي سبق أن أُجريت لها عملية زراعة كبد وحذّرها الأطباء من الاختلاط بالمرضى؛ لضعف مناعتها الشديد، ولكنني دائماً وعند مراجعة المستشفى أحصل على سريرٍ في الممر، وفي هذه الحالة يتوقع أن تلتقط فيروساً يؤثر فيها بشكلٍ كبيرٍ ومباشر. مع الأسف، لم أجد أيَّ مراعاةٍ ولا أذناً صاغية ولا اهتماماً، وفي هذه الحالة نضطر للبقاء في قسم التنويم لمدة لا تقل عن عشرة أيام في محاولة لمكافحة الفيروس الذي التقطناه من خلال وجودنا في (الممر)" .
وقال "حسب إفادات الأطباء، فإن عدد الأسرّة مع الأسف لا يتجاوز 34 سريراً رغم أن المرضى من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وبعض دول الخليج أيضاً، ليس هنالك أي مراعاة للحالات الخاصّة التي تعاني (ضعف المناعة) بسبب زراعة الأعضاء، فالعدوى تنتقل لهم بشكلٍ سريعٍ جداً مما يعرّضهم للوفاة في بعض الأحيان (لا سمح الله) وهذا يكلف المستشفى والمريض الوقت والمال, فالمواطن سيكون مرافقاً مع المريض، والمستشفى سيتكلف بتنويم المريض وهذا أيضاً يعد خسارةً ماديةً على المستشفى ويعود إلى سوء الإدارة (فالوقاية خيرٌ من العلاج)".
وشاركه في الحديث المواطنان علي مدخلي ومحمد الزهراني، قائلين "راجعنا إدارة المستشفى مراراً ولم نجد سوى الوعود التي لا تُسمن ولا تُغني من جوعٍ، فهم يعِدون الجميع بالمبنى الجديد الذي يحتوي على 120 سريراً فقط؛ فهل هذه هي الخطط المدروسة للأيام القادمة في بلد متنامي الأطراف كالمملكة العربية السعودية؟".
وقالا "المنظر في الطوارئ مؤسفٌ، المرضى يتكدّسون بالممرات لعدم وجود أسرّة ولا مراعاة، يظل بعضهم أياماً في الممرات، حتى إن الممرات أصبحت تُرقَم على أنها غرفٌ، وتتلقى العلاج أمام المراجعين، وبخلاف ذلك يتحمّل الأطباء أعباءً نفسية لا تضاهى نتيجة ضغط المرضى وشكاويهم من الوضع".
المراجعون طالبوا بحلولٍ عاجلةٍ لأزمة الأسرّة في طوارئ المستشفى؛ للحفاظ على سلامة المرضى وراحتهم الذين يعانون المرض ويتكبّدون السفر ويواجهون بخدمة لا تليق أن تقدم في مستشفى تُخصَّص له ميزانية بالمليارات سنوياً.