أرجعت رئيسة اللجنة النسائية للمنتدى الرابع للموارد البشرية الدكتورة حنان الأحمدي أسباب تزايد نسبة البطالة النسائية إلى"غياب مقومات تحليل وفهم ظاهرة البطالة بشكل عام". ورأت أن أهم هذه المقومات وهي الإحصاءات الرسمية"شبه معدومة"، واصفة كل ما ينشر عن معدل البطالة في الاقتصاد الوطني بأنه"تقديرات يعتمد بعضها على التخمين". ولفتت في حديث إلى"الحياة"إلى أن أسباب البطالة النسائية عديدة، تبدأ من محدودية التخصصات المتاحة للفتيات في الجامعات والمعاهد والمؤسسات التدريبية، ما يوجد فائضاً في بعض التخصصات وخصوصاً النظرية منها. وأشارت إلى أنه يوجد في الوقت نفسه نقص كبير في التخصصات العلمية والتطبيقية والتقنية. وذكرت أن معظم البرامج الجامعية لا تمكن الخريجات من أهم المهارات التي يتطلبها سوق العمل، ومنها استخدام تقنيات الحاسب الآلي وإتقان اللغة الإنكليزية، فضلاً عن الجوانب المتعلقة بتنمية الشخصية وتعزيز القدرات الذاتية. وعرجت على النقص الكامن في مراكز التدريب النسائية المتخصصة، موضحة أن :"المراكز القائمة غالباً لا تسعى لتنمية المهارات العملية والفنية التي تتطلبها سوق العمل". ومن ناحية أخرى، رأت الأحمدي أن هناك :"شحاً في الوظائف المتاحة للنساء في القطاعين الحكومي والخاص، على رغم وجود مجالات عمل عديدة يمكن أن تعمل بها المرأة بكفاءة في القطاعات التجارية والصناعية والإدارية، إلا أنها لا تزال غير متاحة لها". واعتبرت أن عدم توافر الآليات المناسبة للتنسيق بين الباحثات عن العمل من السعوديات ومنشآت القطاع الخاص يسهم في زيادة نسبة البطالة بين النساء، إضافة إلى عدم وجود خطوات جادة من الجهات المعنية بالقضاء على مشكلة البطالة، على حد تعبيرها. وعن مشاركة المرأة في منتدى الموارد البشرية الرابع الذي يقام من 5-6/1/ 1427ه برعاية وزير العمل الدكتور غازي القصيبي، ذكرت الدكتورة حنان أن المحور الخامس من محاور المنتدى يتطرق إلى واقع التدريب في المؤسسات النسائية - تدريب العنصر النسائي المعوقات والطموح، ويناقش الرؤيا المستقبلية لدور الموارد البشرية النسائية، والتحديات والصعوبات التي تواجه التدريب النسائي. وتنظم المنتدى الغرفة التجارية الصناعية في الرياض بالتعاون مع الجمعية السعودية للإدارة والشركة السعودية لتنمية الكفاءات البشرية HRD، بعنوان"الاستثمار في جيل المستقبل"، وتشارك فيه من جامعة الإمارات الدكتورة ميثاء الشامسي بورقة عن توطين القوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي، وإيمان أبو خضير وهيفاء المطيري بدراسة سعودية تتعلق بمعوقات توظيف المرأة في القطاع الخاص. كما تشارك من وزارة التربية والتعليم بسمة السيوفي حول تدريب وتوظيف العنصر النسائي. أما محور تدريب المرأة العاملة فتشارك فيه المديرة التنفيذية لأكاديمية الفيصل العالمية هنادي الحكير. ... وتحذر من تدني مشاركة المرأة حذرت رئيسة اللجنة النسائية في الجمعية السعودية للإدارة الدكتورة حنان الأحمدي من تدني نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل عام وفي القطاع الخاص على وجه التحديد، لكون ذلك يعد من أبرز معوقات تنمية الموارد البشرية في السعودية بحسب جميع المؤشرات التي تؤكد ذلك. وأوضحت أن المرأة معنية بجميع قضايا تنمية الموارد البشرية، وهي تمثل أحد الخيارات الإستراتيجية أمام متخذ القرار في السعودية لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، وأبرزها قضية الاعتماد المتنامي على العمالة الوافدة. وترى الأحمدي أن توطين القوى العاملة يعد أبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد السعودي:"الكوادر الوطنية تملك أن تكون أفضل مما هي عليه حالياً إذا توافرت بيئة العمل المناسبة، والدليل على ذلك أن برامج توطين القوى العاملة حققت نتائج أكثر من رائعة في بعض القطاعات مثل"أرامكو"و"سابك"وغيرها من الأجهزة التي تتوافر فيها مقومات التوطين". وشددت الأحمدي على أهمية المقومات التي تنطلق من بيئة العمل المناسبة، والمناخ المهني، وبرامج تنمية القوى العاملة، والأجور العاملة، والأنظمة الإدارية الفعالة التي تعزز الولاء والانتماء بين العاملين وتغرس القيم المهنية وأبرزها الالتزام واحترام العمل. واعتبرت أن من غير الممكن تحقق السعودة في غياب إصلاحات جذرية على بيئة العمل وأنظمة الأجور واستراتيجيات تنمية القوى العاملة".