يمثل الفل والكادي لأهل جازان قيمة جمالية وروحية، ارتبطت بها أفراحهم والأيام الجميلة، لهذا لم يجدوا أجمل ولا أزكى منهما لاستقبال"ملك القلوب"الذي ملك قلوبهم، فوقفوا في الطرقات رافعين الورد الأبيض والكادي الأخضر، صغيرهم يسابق كبيرهم، ونساؤهم يساندن رجالهن في الجهود غير المسبوقة للترحيب بالملك عبدالله وولي عهده. وزين أهل جازان ملابسهم ورؤوسهم وسياراتهم ومحالهم ومنازلهم بالفل الأبيض، حتى غدت جازان رائحة طيبة تزكي أنوف الزائرين، وانتدب الأهالي فتاة صغيرة كسوها بالفل لتستقبل خادم الحرمين الشريفين عند وصوله إلى مطارهم الإقليمي مع صحبه الكرام. ويقول"شيخ الفل"في منطقة جازان عبده علي عبده خرشان:"إذ كان العود الأزرق في نجد فالفل في جازان، فمرحباً بصقر العروبة ألوف"، مؤكداً أن الفل يعد من أغلى وأثمن ما يستقبل به أهل جازان ضيوفهم، لأنه يمثل تقليداً عريقاً للمنطقة توارثته الأجيال عن الأجيال. وأشار إلى أن الفل يستخدم هدية قيمة في المناسبات، إذ تقوم العروس بوضعه في عنق العريس، وكذلك العريس يضعه في عنق عروسه، ويعد من دلائل فرحة العريس بليلة عرسه أن يزين سيارته بعقود الورد والفل، إذ يغطي الفل شوارع جازان، مؤكداً أن جازان تعيش عرساً غير عادي بمناسبة زيارة ولاة الأمر لها. وقال شيخ الفل إن جازان ابتهجت بقدوم"ملك الإنسانية"، وودوا لو طرزوا كل أرض تطأها أقدام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بالفل، مشيراً إلى أن بعض الشبان أبدوا رغبة جامحة في بناء عشش بالفل، تحكي تاريخ جازان تعبيراً عن الفرحة التي تعيشها المنطقة، بعد اقتراح منه. وشارك الرجال والنساء أمس في استخدام الفل، فبعض رجال المناطق الجبلية في الجنوب وضعوه فوق رؤوسهم مع بعض زهور الكادي والرياحين، في صورة تجسد فرح الأهل والأرض بمقدم"ملك الإنسانية"وأشقائه. وأوضح أن للفل أنواعاً منها العادي المتعارف عليه وهو صغير الحجم ابيض اللون، والفل المصري ذو الحجم الكبير مقارنة بالعادي، ومنه الياسمين، ولكن شجرته تختلف عن شجرة الفل العادي وتسمى الرديمة. أما فل عزان فهو نوع آخر يكتسب اللون الأصفر، وذلك إذا تم انتزاعه من باطن الأرض قبل حلول موسم حصاده له زهور حمر ذات رائحة جذابة، ينمو على سفوح الجبال ويزرع بواسطة اخذ فسيلة وزرعها في أماكن مختلفة ليست له بذور وتصنع منه العطور ويروى بمياه الأمطار والسيول.