مع موسم الأعياد تنتشر أوراق الكادي والريحان وهي من النباتات ذات الروائح الجميلة ويتم بيعها في الأسواق الشعبية، ففي مناسبات الاعياد يقبل على شرائها العديد من اهالي منطقة الباحة وهي عادة توضع فوق الرأس كنوع من انواع الزينة المعروفة حيث يزيد الاقبال عليها ويتميز الكادي بعبقه الفواح والذي يستمر لأكثر من ثلاثة ايام بعد قطافه كذلك الريحان ذو الرائحة الجميلة. وقال محمد عبدالله العمري: إن الكادي والريحان من النباتات العطرية القديمة ولكن مازال له استخدامه وزبائنه حتى وقتنا الحاضر. ويقول محمد احمد الزهراني: هي بمثابة ادوات الزينة في وقتنا الحاضر والآن انتشرت محلات العطور وحلت محل الروائح النباتية كالبرك والريحان والكادي. ويقول العم محمد حسين آل مبيت: نقوم بعرض الكادي والريحان طوال العام ولكن لا يزداد الاقبال عليه إلا في مناسبات الاعياد والافراح، كما يقول العم احمد العيسى: تختلف اسعار الكادي مع اختلاف الشهور والمناسبات ففي الشتاء يصل سعره الى عشرة وعشرين ريال وفي المناسبات كالاعياد يرتفع الى 50 ريال اما مع بداية الصيف فيصل الى اكثر من مائة ريال. ويرى محمد عبدالله ان العديد من الناس أخذوا في الرجوع الى النباتات العطرية بالرغم من ارتفاع اسعارها ويضيف: إن اسواق تهامة تشهد بيعاً للكادي والريحان فالاجواء المعتدلة تساعد على بيعها. وتفضل العديد من العائلات في المنطقة النباتات العطرية وخصوصًا في الزواجات والمناسبات، وعلى الرغم من توفر أشهر ماركات العطور الشرقية والغربية، إلا أن أهالي الباحة لا يزالون متمسكين بالنباتات العطرية ذات الروائح الزكية، التي ما زالت تحتفظ بقيمتها ومكانتها ورونقها الجميل لدى عشاقها من الأهالي. ويقول عبدالله العمري: لم نعرف ما يسمى بالعطور الشرقية أو الغربية إلا في وقتنا الحاضر وكنا في السابق ومازلنا متمسكين بالنباتات العطرية مثل الكادي والبعيثران والريحان التي تمدنا بالروائح الزكية على مدار اليوم بعكس العطور الحديثة التي تختفي رائحتها في ظرف دقائق إضافة إلى أننا نقوم بوضع الريحان والبعيثران على رؤوسنا كنوع من الزينة وللاستمتاع بروائحها العطرية على مدار اليوم، كما أن النساء يستخدمن النباتات العطرية أثناء تبادل الزيارات وفي الأعياد وفي حفلات الزفاف يتم توزيع باقات من الريحان لجميع الحاضرات من النسوة ويضيف العم العمري: في الماضي كانت البيوت في الباحة تتزين بوجود أحواض الريحان والبعيثران والكادي، وكانت سيدة المنزل تعتني بهذه الأحواض وما زالت هناك بعض البيوت تحتفظ بهذه العادة الجميلة حتى اليوم لما تبعثه من روائح جميلة تساهم في تهدئة النفوس قبل أن يتم استبدالها بتلك الزهور المجففة التي تحتفظ بشكلها من دون أن يكون لها روائح زكية. ويبين المزارع أحمد الزهراني تفاصيل ومعلومات عن النباتات العطرية في الباحة فقال: نبتة الكادي تعد من الأشجار المعمرة التي تنتمي إلى النباتات الزهرية ذات الفلقة الواحدة ويتراوح طولها ما بين متر إلى خمسة أمتار، إذ تشبه في شكلها الخارجي النخلة، وأوراقها ضيقة مستطيلة تشبه السيف وهي من الفصيلة «البندانية»، وتنمو في المناخ الدافئ وتعيش في بطون الأودية والمرتفعات الجبلية وتنتشر الأشواك في أطراف أوراقها ولها أزهار بيضاء جذابة وعطرة توجد بين الأوراق ذات لون أبيض يميل إلى لون اللؤلؤ. ويشير إلى أن الكادي لا يقطف إلا مع الفجر أو عند الغروب، أما نبتة الريحان فهي شجرة صغيرة تزرع في الحدائق كنبات زينة، والريحان معمر وقد يصل ارتفاعه إلى متر واحد وأوراقه بسيطة بيضاوية والأزهار متجمعة على أوراقها وهي بيضاء، ويمكن زراعته في أي نوع من التربة عن طريق الحصول على البذور وتجفيفها ووضعها في الحوض المخصص، ويفضل أن يكون الحوض معرضًا للهواء وأفضل وقت لزراعته في الربيع، ولكن يمكن زراعته طوال العام، مع ضرورة ريه بالماء بانتظام وللحفاظ عليه وعلى نموه يجب قص أزهار الريحان دائما حتى لا يجف ويذبل أما البعيثران فهي نبتة تكسوها شعيرات صوفية كثيرة ذات لون رمادي يتراوح طولها بين 30 إلى 70 سنتيمترًا، وتتميز أوراقه السفلية بأنها مزدحمة وأما الأوراق العلوية فهي صغيرة ومتجمعة، وهو نبات عطري فواح ذو رائحة قوية، وينمو في البيئة الرملية ويزدهر في الشتاء.