تبدأ الرحلة من جازان حيث يسكن أرضها، ينمو فيها ويترعرع حتى يأتي موسم يعطر نسيمها، وحين يأتي موسم القطاف يتم الجمع وينطلق من المحطة الأولى إلى محطات شتى فيقتنيه الناس بكل أطيافهم، فالجمال لا وطن له ولا مستقر. يعتبر الفل شريك أهالي جازان في حياتهم والأرض ومعطر النسائم العابرة ولا يكاد بيت هناك يخلو من العطريات المعروفة برائحتها الجميلة التي تغطي المكان وخاصة عند هبوب الرياح والنسيم الذي يأخذ رائحة الفل إلى أي مكان يذهب إليه، والنقطة التي ينطلق إليها الفل عروس البحر الأحمر، وتحديدا (سوق اليمنه) وهناك يصل قطافا، ويعد عقودا وزينة ثم يباع. الدخول إلى (سوق اليمنة) الذي تعج أزقته بالروائح العطرية أشبه ما يكون بمصنع للعطور الطبيعية، في ذلك المكان يبدأ تجميع حبات الفل ونضمها عقودا تزين نحور الرجال والنساء، الصغار والكبار على حد سواء، فالفل نكهة عطرية لا وطن ولا عمر لها. وتتفاوت أسعار عقود الفل بحسب النوع والجودة إذ يباع الأقل جودة بعشرة ريالات فيما يبلغ الأجود منه بال80 ريالا، ويذكر محمد صالح أن زبائنه يهدون عقود الفل في المناسبات بشتى أنواعها وأن الذين يرتادون محله لشراء العقود لا ينتمون إلى منطقة معينة بل أصبح الفل ظاهرة يعشق اقنتاءها الجميع». وأشار إلى أن الأقل سعرا بين المعروض يسمى الكبش فيما الأغلى يطلق عليه اسم الملكي، وأضاف هناك نوعان رئيسيان هما (العريشي) القادم من مدينة أبوعريش، وهو أجود أكثر الأنواع المطلوبة من قبل المشترين لرائحته القوية وحبته البيضاء، و(الفل اليمني). وأضاف منتصف العام تشهد الأسواق إقبالا على شراء الفل للإهداء للمعارف، حيث إن الفل يعبر لديهم عن المشاعر الإنسانية، وتختلف رائحة الفل خاصة الأشجار التي تزرع في البيوت والتي تجد العناية من ربة المنزل فهي تقوم بسقيا (الرديمة) صباحا ومساء وتقوم بنظافتها من الأوراق المتساقطة وتوليها العناية وعند المساء تقوم ربة المنزل بقطف أزهار الفل وترتبها على شكل عقود وهذا يكون في بلد الزراعة، فيما يصل إلى جدة على شكل حبات يتم عملها عقودا ومن ثم بيعها.