ارتبط الفل والياسمين والكادي والنباتات العطرية الأخرى بجازان، فلا يذكر اسم أحد الأزهار، إلا ويقترن بالمنطقة الواقعة في أقاصي الجنوب، حيث الأرض الخصبة التي تساعد على اتساع الرقعة الخضراء فيها، إضافة إلى غزارة المياه الجوفية والأودية التي تجري على مدار العام. وتشتهر محافظة ضمد في جازان بزراعة الورود والأزهار بمختلف أنواعها بدءا بالفل ذي الحبة الطويلة والكادي والياسمين، وتظهر تلك النباتات بكثرة في المناسبات السعيدة مثل الأعياد والأفراح والزواجات، كما أن هناك نباتات عطرية مختلفة مثل البعيثران البياض، لب الطيب، الشيح، الكادي، الوالة، النرجس، الغليم، الشذاب، المخضارة، وكلها ذات روائح عطرية، تجمع ويضاف لها الفل والكادي لتزيين العروس، وهو تقليد متوارث منذ القدم، ولا يزال يعمل به حتى اللحظة، على الرغم من ظهور المكياج بأنواعه. وتحرص «حواء» في جازان على التميز عن النساء الحاضرات في أي مناسبة من خلال التزين بالأزهار والورود المختلفة، التي تصنع منها باقات وسلال، بتشكيلات فنية تقدم كهدايا. ولعقود الفل مسميات مختلفة منها الكبش المبروم بالورد والمبروم دون ورد، والسلسلة والهندي وكبش خلايا، وأفضلها كبش رصاص الذي يعد للعروس من الفل البلدي لما يتمتع به من رائحة قوية إذ يصل سعره إلى 1000 ريال، وكل نوع من العقود له سعره الخاص ويعد وفق الطلب وحسب إمكانية العريس. أما «مصر» الفل وهو المنديل الذي يوضع على الرأس يحوي أكثر من 70 مسبحة من الفل منظومة بطريقة فنية، لتزين رأس العروس في ليلة استقبال عريسها قد يصل سعر «المصر» أكثر من 400 ريال. ويصنع من الفل زينة توضع في أذني العروس، إضافة إلى ابتكار «السحلات» وهي موضة جديدة تتألف من أكثر من 50 مسبحة ذات رائحة قوية، توضع على رأس العروس وفي الأيام التي تكثر فيها مناسبات الزواج والأعراس يزداد الطلب على الفل والنباتات العطرية، حيث تعد من العادات والتقاليد المتعارف عليها في المنطقة.