سعود الجراد 1960 كاتب قصة قصيرة، ويكتب القصيدة والمقالة، وله مجموعة قصصية بعنوان:"بورتريه للسيد مطيع"، عضو مجلس إدارة نادي حائل الأدبي، وتولى أخيراً رئاسة تحرير مجلة"رؤى"التي يصدرها النادي... هنا حوار قصير حول"رؤى"وملامحها الجديدة، أيضاً حول الشأن الثقافي في منطقة حائل. يقول أرنست همنغواي إن الصحافة مقبرة الأدباء... هل سيسرقك العمل في مجلة"رؤى"عن العمل الإبداعي؟ - ربما يكون هذا صحيحاً مع المبدع الذي يعمل في صحيفة يومية. ولكن مع مجلة فصلية لا أعتقد ذلك. ما تصورك للمجموعة التي ستعمل معك في مجلة"رؤى"؟ وهل ستقتصر المجلة على أدباء الداخل أم ستتجاوزهم إلى الأدباء العرب؟ - بالتأكيد أنهم من الوجوه الشابة من أهل الثقافة. وأي مطبوعة ثقافية لن يكتب لها النجاح، وهي تتنفس الإقليمية، وبالتالي ستكون متاحة للكل، الذي يكتب بلغة الضاد. القيادات الشابة في النادي الأدبي في حائل ظاهرة لم تحدث في كل الأندية... ما مدى تقويمك ورضاك عن هذه التجربة التي لم تحدث في الأندية الأخرى؟ - صحيح، وأنا راض تمام الرضا عن هذا الاختيار. فالمسألة الآن لم تعد وجاهة اجتماعية كما كان في الماضي القريب. شعار المرحلة المقبلة:"العمل والعمل فقط". فوزارة الثقافة وضعت الكرة الآن في ملعبنا. وبالتالي علينا إظهار ما في جعبتنا من فن وثقافة في الأيام المقبلة. ما مدى رضاك عن تجربتك السابقة في جمعية الثقافة والفنون، وتوقعك لمستقبل الجمعيات في المملكة؟ - كان يمكنني أن أظل بموقعي آنذاك وأقبض المكافأة وأنفذ البرنامج المخطط لي من المركز الرئيسي. خرجت من الجمعية وأنا متصالح مع نفسي. صحيح أني لم أستطع أن أعمل بشكل سليم، بسبب أن شعار المركز الرئيسي - أيامها -:"لا للعمل الثقافي الحقيقي". ثم قدنا حملة نقدية مع بعض المثقفين في أكثر من موقع، أتت أكلها، ولله الحمد تقريباً بعد خمس سنوات. أتوقع أن المقبل أحلى، وأعتقد أن التغيير الذي طاول مجلس إدارة الجمعية سيطاول إدارات الفروع ومن ثم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. من خلال تجربتك في مجال الإبداع السردي... كيف ترى الفرصة المتاحة للسرد تحديداً؟ - الإبداع يحتاج إلى كثير من الحرية. والسؤال: لماذا البعض ينشر خارج حدود الوطن؟ هل لديك مشروع واضح للأبواب والمواضيع في مجلة"رؤى"؟ وما خطتك للعمل؟ وما تقويمك لها خلال السنوات السابقة؟ - أكيد، ونحن الآن نتشاور مع بعض الأصدقاء، بخاصة وأن هناك العديد من التجارب الثقافية العربية الناجحة التي تشكل تحدياً جميلا لنا. وأجمل ما في"رؤى"أننا وجدنا مطبوعة سنعمل على تكريسها وتطويرها نحو الأفضل. في الفترة السابقة كنتَ غائباً عن الساحة الثقافية... لماذا؟ وأين ترى نفسك؟ وما سلبيات سعود الجراد قاصاً وإنساناً؟ - أحب العزلة أحياناً. كنتُ محبَطاً. صحيح أني أقرأ وأكتب، وأحياناً أنشر في الإنترنت. وأرى نفسي طائراً يمجد الفضاء والحرية والعدل. سلبياتي كثيرة بحجم كتاب الأغاني. بصفتك عضواً في مجلس إدارة نادي حائل الأدبي... ما طموحاتك الشخصية للعمل الثقافي في المنطقة؟ - عن الأحلام حدّث ولا حرج، ولكن الطموحات سنحاول تحقيقها مع الزملاء الشباب على أرض الواقع، بخاصة ونحن لنا عمر افتراضي قدره أربع سنوات، فعلينا أن نجعل النادي للجميع وقلعةً من قلاع الحرية والتنوير والإبداع، ويكون نادياً لكل أبناء الوطن الكبير. كيف تقوّم الحراك الثقافي في المنطقة خصوصاً، وفي المملكة عموماً في المرحلة السابقة؟ وكيف تراه في هذه المرحلة؟ كيف يمكن توسيع دائرة النخبة لتحقيق أكبر قدر من الوعي في المنطقة؟ - أي حراك ثقافي هو بالضرورة نتاج عن الحراك الاجتماعي بشكل عام. أنا مؤمن بالمستقبل، ومع هذا الانفتاح المؤسساتي الثقافي، أعتقد بأن الحراك الثقافي سيتواصل ويتعمق، والأعمال المحفوظة في الأدراج سترى النور. الأهم أن نبتعد قليلاً عن دائرة الإحباط. وفي ما يتعلق بتوسيع دائرة النخبة، فبالوصول إلى الإنسان في أي مكان. بعدم التعالي. بالإصغاء إليه. وفهْم وتفهُّم حاجاته.