أوضح ل«عكاظ» رئيس نادي الشرقية الأدبي محمد عبدالله بودي في أول حوار صحافي مع «عكاظ» عقب انتخابه رئيسا للنادي البارحة الأولى، «أن الفلسفة في ضخ دماء جديدة لمجالس الأندية الأدبية هو تحريك المشهد الثقافي بمذاق وأسلوب جديدين تمعن بحالة تغيير إيجابية في جسد الثقافة وتنوعها». ودعا بودي، رجال الأعمال في المنطقة الشرقية للسعي إلى شراكة مع النادي للنهوض بمهمته الأدبية والثقافية، قائلا: «إني وعبر صحيفة «عكاظ» أدعو رجال الأعمال ومن هم يعززون مفهوم المسؤولية الوطنية على كافة الأصعدة لبناء تنمية ثقافية في المنطقة الشرقية، وندعوهم لشراكة مع النادي لينهض بمهمته الأدبية والثقافية وتقديم وجه ثقافي مشرق لا يقل عن تنمية المناشط الأخرى». واعتبر الرئيس الجديد لأدبي الشرقية «أن المجالس الأدبية المتربعة على كراسيها رافضة التجديد، ستكرر نفسها وينخرها التعب وتصيب المشهد بالملل والجمود». وألمح بودي في ثنايا الحوار إلى موجة تفاؤل عريضة تدفعه لتحقيق مشاريع ثقافية يطمح إليها مع زملائه الأعضاء، وتمنى أن تشهد المنطقة الشرقية عرسا ثقافيا ومهرجانا أدبيا يخلق فضاء جديدا ووجها مشرقا في سماء الإبداع .. وإلى نص الحوار: • تعيينكم رئيسا لنادي الشرقية الأدبي يجعلكم أمام مسؤولية عظيمة نحو تحقيق أحلام المثقفين والأدباء، فما هي استراتيجيتكم لتحقيق ما يريده المثقف في المنطقة؟ وهل تطمحون لرسم خطط ثقافية جديدة ترضي شريحة المثقفات والمثقفين؟ أولا أشكر ثقة الزملاء أعضاء مجلس الإدارة على انتخابي رئيسا لهذا المجلس الذي يعيش في فترة زمنية محدودة وقصيرة جدا، ولن تساعدنا كي نحقق الأماني والطموحات في الشأن الثقافي والأدبي، ولكن سنكون حتما مكملين لمسيرة مجلس الإدارة السابق، والذي كان برئاسة الأخ والقاص جبير المليحان، حيث سنشرع بمشيئة الله في توظيف الرؤى وبلورتها لحيز الوجود والتحقيق. وستكون المهمة الكبرى والمقبلة هي في كيفية تشكيل الجمعية العمومية وفتح المجال للعضوية واستكمال الإجراءات النظامية، وبعدها الدعوة لانتخابات المجلس الجديد لمواصلة مسيرة النادي نحو كل ما هو جديد في عالم الفكر والأدب. والخطة التي سنعمد لتحقيقها في المقبل من الأيام هي لدي ولدى الزملاء من أعضاء المجلس الجديد، حيث سنخضعها للمناقشة وندرسها من خلالها الأفكار والتطلعات في ضوء الفترة الزمنية الممنوحة لنا في النادي، فالطموحات كبيرة وعريضة وسنواصل بها مسيرة زملائنا السابقين على مستوى النشاط المنبري أو المطبوعات في النادي أو حتى على مستوى مجلة دارين الدورية وما تطرحه من موضوعات متعددة ومتنوعة. • تعلمون بأن النادي في المنطقة الشرقية ما زال يخطو خطواته لإيجاد مكان وسط هذا الازدحام الثقافي في الأندية الأدبية، والتي مازالت تعيش فكرة الجمود «إلى حد ما» والتكرار في برامجها وأنشطتها الثقافية، فهل لكم رؤية جديدة تكسر هذا التكرار؟ حتى أجيبك على هذا السؤال، لابد أن أكون أكثر موضوعية وأصدقك القول، نعم النادي مرت عليه مجالس إدارة متنوعة وكل إدارة كان لها خططها ورؤيتها، وقد يكون هناك تقصير وهذه طبيعة البشر، ولكن مع هذا قدموا الكثير واجتهدوا في واجبهم ويسري عليهم ما يسري على البشر قاطبة من خطأ وصواب، ويجب أن نقدم لهم الشكر والتقدير والعذر في كل تقصير وقع وحدث، والحقيقة أن كل مجلس يأتي ويضع اللبنات في هذا الصرح الثقافي والأدبي ثم يمضي ويكمل المسيرة مجلس وأشخاص آخرون، ونحن اليوم نحاول أن نحافظ على نجاحات الإدارة السابقة ونسعى بقدر الإمكان وهذا من أولويات عملنا إلى حل مشكلة المبنى الذي يحتاج لإعادة نظر. • ماذا عن آلية عمل الملتقيات الثقافية والمؤتمرات الأدبية، هل سيشرع النادي في تنظيمها قريبا؟ نعم، هناك رغبات جادة بمشيئة الله تعالى بأن يتبنى المجلس الجديد إقامة ملتقى ومهرجان أدبي وعرس ثقافي، وسيكون هذا الأمر مطروحا بشكل كبير على طاولة الاجتماعات لمناقشته ومحاولة تحقيقه بتوفيق الله، وللمعلومة فالوزارة قد وعدت بمنحة ثقافية لأي نادٍ أدبي يتبنى مهرجانا أو ملتقى ثقافيا أو أدبيا. • هناك من يكيل الاتهام للأندية الأدبية، ويقول إنها ما زالت تدار بعقول «نمطية» ولم تجر تغييرا واضحا في من يقود دفة الأندية، سوى في بضعة أشياء طفيفة تمحورت حول الإدارة وأساليبها وتركت ما هو أهم من ذلك وهو الشأن الثقافي والتعاطي معه بحرية، فكان نتاجها تجميد الحراك الثقافي ولفه بسياج منيع أمام كل ما هو جديد، فكيف ترى ذلك؟ الحقيقة بأنه ما دامت هناك دماء جديدة تحرك المشهد الثقافي وتقدمه بمذاق جديد وأسلوب جديد سيكون من حسنات ذلك التغيير الذي يحدث في المجالس، فيما إذا أطالت المجالس الإدارية البقاء على كراسيها ومواقعها سنجد أنها تكرر نفسها وسيمضي بها الزمن، ولن تسهم هي ومن حولها بشيء عند التكرار، وسيؤدي ذلك في محصلة الأمر إلى الركض والتعب الذي لا يفضي إلى نتيجة ترفع من عقيرة المشهد الثقافي وتخلق له فضاء جديدا، وتجديد الدماء في مجالس الأندية الأدبية يعطي مشهدنا الثقافي العافية والحيوية. • ماذا عن برنامجكم الثقافي في القناة الثقافية، هل ستبقى مستمرا في التواصل والطرح مع قضاياه، أم ستنصرف كليا نحو النادي وكيف توفق بينهما، ولا سيما أنك تناقش إشكاليات المشهد وأنت اليوم تدير صورته في المنطقة الشرقية؟ برنامجي جزء من هوايتي واهتمامي الشخصي، ولا علاقة له بعملي في النادي، وأتمنى ألا يؤثر هذا بذاك، بل لن يتداخل مع طبيعة عملي، فأنسي سيبقى مستمرا معه كونه يطرح القضايا الفكرية ويناقشها بحرية ويشخص الإشكالات، فقد قربني من شريحة المثقفين وخلق لي فضاءات ثقافية جديدة وجملية وسأستمر على هذا المنوال بمشيئة الله تعالى. • هل أنت متفائل بحركة الواقع الثقافي، وهل لديك القدرة على التغيير وردم الهوة بين المثقفين في المنقطة الشرقية؟ أنا متفائل جدا، وسأثبت ذلك بمشيئة الله تعالى مستقبلا، أن المشهد سيتجدد بروح الإبداع.