أكد استشاري الطب النفسي، الحاصل على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين في كندا، الدكتور عبدالله السبيعي، عدم وجود علاقة بين الصوم وعصبية الإنسان، مشيراً إلى أن الصيام يساعد الإنسان في التخلي عن آفة التدخين، ولكنه في ناحية اخرى حذر العصبيين من"طلاق عاطفي"يتهددهم!! وأضاف، أن العصبية سمة في الأطفال بين سن الثانية والثالثة ولكنها تختفي في معظمهم، ولا تستمر إلا حين تكون العصبية سمة لشخصياتهم، وغالباً ما تعزز من جانب الأهل بتقديم التنازلات، مشدداً على أن لا وقت محدد لإظهار العصبية، وهي تحدث لكلا الجنسين. وهذا نص الحوار: هل صحيح أن الناس أكثر عصبية في نهار رمضان؟ - لا دليل علمياً على أن الإنسان في رمضان يشعر بعصبية أكثر لأنه ممتنع عن الطعام، ولكن يكون الإنسان متوتراً غالباً عندما يشعر بالعطش أو الهم، أو الجوع، أو الألم. لذلك هو في حاجة لتذكير نفسه انه صائم، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم"الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يسخط، فإن سابه امرؤ، أو قاتله، فليقل إني صائم، إني صائم". كيف نجنب المدخن التعرض للعصبية في نهار رمضان؟ - للمدخن في هذه الحال مشكلتان، أنه متوقف عن التدخين وصائم، ويسبب له عدم التدخين التوتر والصداع والأعراض الانسحابية للتدخين، ولكن امتناعه عن التدخين طوال نهار رمضان فرصة كبيرة للإقلاع عن التدخين. ماذا نقصد بالإنسان العصبي؟ - العصبية غالباً نتيجة القفز إلى استنتاجات خاطئة، فهي عملية فكرية أولاً، مؤداها تفسير سلبي لقول أو فعل شخص آخر ينتج عنه السلوك العصبي إما قولاً أو فعلاً. وعلى سبيل المثال قد تقصر الزوجة في أمر تجاه زوجها من دون قصد لكنه عندما يفسره بسوء النية، ويرى أنه متعمد فإنه يستخدم العنف والعصبية كرد فعل لما يراه في انتقاص الحقوق. ومن ناحية أخرى، فإنه يمكن القول إن العصبي سلبي التفكير غالباً غير أن البعض قد يستخدم العصبية والصوت العالي لإخراس الآخرين والفوز ببعض النجاحات التي قد لا يستطيع الحصول عليها. في أي عمر يبدأ الإنسان الشعور بالعصبية؟ - العصبية قد تبدأ في سن باكرة جداً وهي سمة في الأطفال بين سن الثانية والثالثة ولكنها تختفي في معظمهم ولا تستمر إلا حين تكون العصبية سمة لشخصياتهم، وغالباً تعزز من الأهل بتقديم التنازلات، ما يعلمه أن الصراخ والانفعال يؤديان إلى مكاسب. كما أن العصبية قد تظهر نتيجة مرور الإنسان في مرحلة من مراحل عمره بضغوطات نفسية"مهما كان مصدرها"وهو ما يسمى بالإجهاد النفسي وقد يصاحب بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق والهوس واستخدام المواد المخدرة المهيجة. عندما يكون في بيتنا عصبي، ماذا يجب علينا أن نفعل لنخفف منها؟ - يجب عدم مواجهته أثناء غضبه، وعدم توجيه الاتهام له، بل التعبير عن الذات بالقول له مثلاً"أنا لا أحب كذا"، وتأجيل الحديث في الأمور الحساسة إلى وقت هدوئه، كما يجب عدم التنازل في وجه الانفعالات بل تأجيل البت في الأمر حتى تزول العاصفة، وعدم السماح بالتهجم الشخصي والعنف وإظهار الامتعاض أو حتى اللجوء لجهة أخرى للمساعدة. هل تؤثر العصبية في العلاقة العاطفية؟ - لا شك أن العصبية من أي من الزوجين تؤدي إلى برود العلاقة العاطفية الزوجية بينهما وهذا على المدى الطويل قد يؤدي إلى ما يسمى بالطلاق العاطفي، لأن الطرف الآخر يحاول الابتعاد خوفاً من إثارة عصبية شريك حياته، وقد يبحث حتى عن وسائل شرعية أو غير شرعية لتوفير الحاجات النفسية له، ما يؤدي إلى المزيد من البعد والجفاء. متى تكون العصبية مشكلة، وكيف يتم علاجها؟ - عندما تؤثر في الشخص وفي علاقته بالآخرين أو توقعه في مشكلات جنائية أو قضائية أو مهنية، وعندما يتضرر الآخرون منها وطرق علاجها تعتمد على الأسباب والأهم في ذلك هو مدى استعداد الشخص لمساعدة نفسه والاعتراف بالمشكلة وعدم إسقاطها على الغير. هل تقتصر شخصية"العصبي"على الرجل من دون المرأة، ولماذا؟ - العصبية يمكن أن تحدث في الرجال والنساء على حد سواء ولكن صورة الرجل أو المرأة قد تجعل بعض المجتمعات تقبلها من الرجل أكثر من المرأة، بينما تقبلها مجتمعات أخرى في المرأة أكثر من الرجل.