يوماً بعد يوم تقترب لحظة الوداع الحزين، وإسدال الستار على الفصل الأخير لأشهر نجم نصراوي مر على «كتيبة العالمي» بعد رحيل جيل العمالقة الأفذاذ وأبرز من تغنى به «مدرج الشمس» في الأعوام الماضية المهاجم سعد الحارثي (27 عاماً)، بعدما قارب عقده الاحترافي على نهايته، ووصلت محاولات التجديد إلى طريق مسدود نظراً إلى عدم وصول الطرفين إلى نقطة التقاء في البداية، ولعدم حماسة الإدارة النصراوية في بقاء اللاعب بحجة تراجع مستواه الفني ورغبة المدرب الأرجنتيني جوستافو كوستاس في منح الفرصة لبقية اللاعبين وعدم حاجته للحارثي في الفترات المقبلة، التي أفصح عنها بعد غياب اللاعب عن أحد التدريبات في نهاية الأسبوع الماضي، ولوجود خلافات سابقة مع وكيل أعماله ذيب الدحيم. وشهد أداء الحارثي تدهوراً حاداً وتراجعاً بالغاً في مستواه الفني مثل بقية الهدافين في الملاعب السعودية، ولم يعد ذلك الهداف القادر على إسعاد الجماهير النصراوية العاشقة ورسم البهجة على محياهم منذ تعرضه لإصابة «الرباط الصليبي» بعد كرة مشتركة مع ظهير الشباب الأيمن حسن معاذ قبل ثلاثة أعوام، وعانى الحارثي كثيراً بعد العودة ولم يتمكن من أخذ فرصته كاملة، وجاءت مشاركاته متقطعة ولم تساعده الظروف المحيطة، اذ تخلى عنه النصراويون بعدما كثرت سهام المنتقدين، وضاع المهاجم سعد الحارثي وسط كومة المهاجمين الشبان، وبات مع الأيام رقماً عادياً وغير مؤثر في صفوف الفريق «الاصفر»، بل وغير مرغوب في استمراره من شريحة كبيرة من انصار النصر. ولم يقف الكثير من النصراويين مع هدافهم الرائع ورجل الحسم في المواجهات الصعبة، وأخذت إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن تركي موقفاً قوياً عندما أعلنت عن رغبتها في التنازل عن اللاعب في حال رغبته في شراء المدة المتبقية من عقده الاحترافي، في دلالة أكيدة على رغبتها في رحيله بعيداً عن أسوار النادي، وتناسى صناع القرار في النادي العاصمي أن ظروف الفريق الحالية ومشكلاته الأزلية من المستحيل أن تساعد أي لاعب في النجاح مهما ذاع صيته ووصلت شهرته، خصوصاً في ظل الأوضاع المتقلبة والصراعات الدائمة والخسائر المتوالية. وبدأ سعد مشعل الحارثي المولود في الثالث من شباط (فبراير) عام 1984 مشواره الرياضي من الفئات السنية في النصر، قبل أن يصل بسرعة الصاروخ إلى الفريق الأول، وكتب شهادة ميلاده الحقيقية هدافاً بارعاً ومهاجماً لامعاً في عام 2004، ليتم اختياره إلى المنتخب السعودي الأول وينجح في إحراز هدف «مميز» في مرمى أوزبكستان في ليلة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006، ثم واصل مسيرته الناجحة مع «الأخضر» في كأس آسيا 2007 وأحرز هدفاً لا ينسى في شباك منتخب إندونيسيا في الدقائق الأخيرة رجح به كفة منتخب بلاده (2-1)، ويتأهب النجم الجماهيري الكبير هذه الأيام لدخول حدثين مهمين في حياته العامة، الأول يتمثل في الإعداد لحفلة زواجه ودخول القفص الذهبي، والثاني اختيار محطته الجديدة وناديه الذي سيدافع عن شعاره في الأعوام المقبلة.