كثف عضو مجلس إدارة نادي الهلال المكلف بملف صفقة انتقال مهاجم النصر سعد الحارثي إلى صفوف فريقه التي كشفت «شمس» في عددها الصادر أمس كامل تفاصيلها، اتصالاته باللاعب للاتفاق النهائي على جميع بنود العقد الجديد الذي يتوقع إبرامه لاحقا بين الطرفين بعد دراسته بشكل جيد. وعلمت «شمس» من مصادر موثوقة ومقربة من البيت الهلالي أن عضو مجلس الإدارة عرض اسم الحارثي على رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد وعدد من الشرفيين الذين أعطوا موافقتهم المبدئية على ضم المهاجم النصراوي. كما تبيّن أن العضو الهلالي الذي يفاوض الحارثي في الوقت الراهن قام قبل ذلك بإنهاء صفقات محلية وأجنبية عدة لصالح فريقه. من جهة أخرى حوّل سعد الحارثي هاتفه المحمول إلى خدمة «موجود» لعدم رغبته في الرد على اتصالات الإعلاميين، نظرا إلى الضغوط التي يتلقاها حاليا بعد انتشار خبر انتقاله إلى الهلال، فيما رفض وكيل أعماله ذيب الدحيم الرد على كل الاتصالات الهاتفية التي تلقاها أمس لحين الانتهاء الرسمي من المفاوضات. ويتوقع أن تكون الخطوات الهلالية المتسارعة نحو ضم الحارثي، سببا في عدم اعتماد مدرب الفريق جوستافو كوستاس عليه في لقاء الغد، حيث يرجح أن يبدأ بورقة ريان بلال الذي نجح في حجز مركز أساسي على أن يكون محمد السهلاوي ومالك معاذ على دكة البدلاء منتظرين الضوء الأخضر من المدرب لإشراكهم. وتنتهي علاقة الحارثي بناديه عقب مباراة الغد، حيث وصلت جميع محاولات تجديد عقده مع النصر إلى طريق مسدود، خصوصا مع اختلاف مسيري القرار داخل البيت الأصفر حول جدوى الإبقاء على اللاعب، بالإضافة إلى عدم اقتناع مجموعة منهم بإعطائه راتبا سنويا كبيرا يضاهي حجم جماهيريته، رغم نزول مستواه كثيرا في الفترة الأخيرة. إلى ذلك تباينت ردود أفعال الجماهير النصراوية في المنتديات والمواقع الاجتماعية تجاه انتقال سعد الحارثي إلى الغريم التقليدي الهلال، بين مجموعة رفضت أن ينتقل إلى الهلال بالتحديد، وأخرى لم تمانع كون اللاعب ليس ضمن مخططات مدرب الفريق الأرجنتيني كوستاس في ظل وجود ريان بلال ومحمد السهلاوي ومالك معاذ، وفي المقابل لم تعارض جل الجماهير الهلالية فكرة الاستعانة بسعد الحارثي خصوصا وأن اللاعب سيأتي إلى ناد جديد وأجواء مختلفة وهو ما قد يساعده على الظهور بمستواه المعروف عنه. وبالرغم من غياب سعد الحارثي عن تمثيل النصر بصفة أساسية منذ الجولة الثانية وتحديدا لقاء الأهلي، إلا أن بعض الجماهير النصراوية رفضت رحيله عن صفوف الفريق مرجعة السبب في ذلك إلى أنه من اللاعبين القلائل الذين يملكون القدرة على قلب موازين المباريات عندما يحتاج إليه الفريق، ولديه تأثير نفسي إيجابي على زملائه، موردة أمثلة كثيرة في هذا السياق، مضيفة أن زواج اللاعب أخيرا واستقراره ربما يكون سببا في عودته إلى سابق عده، وأن إعطاءه فرصة أخيرة لن يضر الفريق. أما الفئة الأخيرة التي لم تعارض الفكرة، فشدّدت على أنه لن يكون لديها أي مشكلة في رحيل الحارثي ولكن يجب أن يكون انتقاله إلى ناد غير الهلال، مؤكدين أن انضمام لاعب نصراوي إلى الهلال يعتبر «خطا أحمر» لا يمكن في كل الأحوال تجاوزه. وأشارت تلك الفئة إلى أن الحارثي أخذ فرصته الكافية مع النصر ولكنه أثبت عدم قدرته على استعادة مستواه السابق، موضحين أن النصر حاليا يملك مهاجمين عدة يجعلون أمر إعادة الثقة في الحارثي مجددا وإشراكه رغم مستواه السيئ بشكل أساسي غير منطقي؛ لوفرة اللاعبين الذين يشغلون خانته، وآخرهم مالك معاذ المنضم في فترة الانتقالات السابقة إلى النادي قادما من الأهلي على سبيل الإعارة. في المقابل، كان التفاؤل الحذر السمة الأبرز لردود أفعال الهلاليين. حيث رأى العديد منهم أن الحارثي يملك الكثير ليقدمه في الملاعب بيد أن تعامل إدارة ناديه معه بخصوص تجديد العقد منذ الموسم الماضي ساهم في إحباطه؛ ولذا من الوارد أن تتفجر مواهب الحارثي مع الهلال خصوصا وأن تغيير الأجواء المحيطة يجدي نفعا في مثل حالات الحارثي مستشهدة بمالك معاذ الذي يقدم مستويات جيدة مع النصر مقارنة بمستوياته مع الأهلي الموسمين الماضيين. ولم يخل الجانب الهلالي من رافضين لفكرة الاستعانة بلاعب من الغريم التقليدي، حيث بررت فئة منهم الرفض بعدم قدرة الحارثي على العودة إلى مستواه رغم محاولات النصراويين مساعدته كثيرا خلال الفترة السابقة، وهذا يحكم عليه بالفشل مسبقا على تجربة الحارثي مع الهلال، كون الفوارق الفنية كبيرة جدا بين الفريقين وهو ما يصعب مهمة اللاعب في إثبات نفسه وتقديم الإضافة للهجوم الأزرق. وطرح عدد كبير من الجمهور الهلالي تساؤلا عريضا في هذا الجانب، مفاده، كيف يمكن أن يأخذ الحارثي فرصته مع الفريق؟ مستشهدين بإعارة ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي بعد أن نجحت الإدارة في ضم المغربي يوسف العربي والكوري لي بيونج، علاوة على تواجد عيسى المحياني على دكة الاحتياط. واتجه جزء آخر من مشجعي الهلال إلى طريق مغاير، حيث رأوا أن الفريق إذا احتاج لمهاجم جديد فعليه منح الثقة للاعبيه الصغار أمثال فهد الجهني وغيره من نظرائه الشباب دون الحاجة إلى استقدام أسماء خاضت تجربة واسعة ولم يعد لديها ما تقدمه. وكان الحارثي قد أشاد كثيرا في وقت سابق بالجمهور الهلالي الكبير الذي استقبله بالتصفيق والهتافات أثناء مشاركته في اعتزال نواف التمياط أمام نجوم إنتر ميلان، قائلا «أشكر الجمهور الهلالي العزيز فردا فردا على هذا الاستقبال الرائع». وتنتظر جماهير الفريقين السباق المحموم بينهما خلال الأيام القليلة المقبلة لضم الحارثي لصفوف الهلال أو بقائه إجباريا في النصر