استطاع لاعب وسط الأهلي المغربي عبدالحق العريف أن يلفت الأنظار بعطائه المتميز داخل المستطيل الأخضر، ولقي حباً واسعاً داخل أسوار ناديه الجديد وخارجه، ولاقى اللاعب الارتياح الكبير من المدربين لوكتش إيليا في عهد ماض والمدير الفني للفريق الحالي بيتوشا موسكوفيتش، ورفع النقاد قبعاتهم احتراماً وتقديراً لموهبة العريف وعطائه الإيجابي المتدفق، مؤكدين أنه خدم ناديه جيداً. عبدالحق كان واضحاً خلال مكاشفته مع"الحياة"فإلى الحوار: في البداية يدور في الخفاء أنك بدأت تحزم حقائبك تجاه الدوري القطري، ما مدى صحة ذلك؟ - أولاً أنا مرتبط بعقد مع الأهلي بنظام الإعارة لمدة ستة أشهر ويتبقى منه حالياً أربعة أشهر، وحينها لكل حادث حديث إذ إنني مرتبط بعقد لمدة ثلاثة مواسم مع الصفاقسي التونسي وأنا لاعب محترف وأبحث عن العرض الأفضل، وهذا هو الحال عندما فضلت عرض الأهلي على الاتفاق السعودي وإذا رغبني مسيرو الأهلي واتفقنا سأبقى وأنا لم يكن لدي عرض قوي من أحد أندية الدوري القطري، فنحن في زمن الاحتراف وعمري في الملاعب محدود وبالتالي فإن تحديد مستقبلي يعد أمراً جيداً. كيف تقوّم"دربي الغربية"الذي جمعكم بالمنافس التقليدي الاتحاد؟ -"الدربي"له وضع خاص في جميع البلدان ويحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة على كل الأصعدة في سبيل الاستمتاع بمستوى فني راق يعكس حدة التنافس بين الفريقين، والاتحاد فريق كبير، فهو بطل آسيا مرتين متتاليتين ورابع أندية العالم في المونديال الأخير، ودخل مباراة أمامنا وهو فائز على الورق، وجاء فوزنا في الميدان، والثقة المفرطة كثيراً ما تنعكس سلباً على صاحبها. منح النقاد الضوء الأخضر للاتحاد قبل مواجهتكم نظراً إلى معطياته الفنية الجيدة في الفترة الحالية على عكس الأهلي الذي يعاني النقص والإصابات، فما أسباب قلبكم هذه التوقعات؟ - أنا قلت لك في البداية إن الاتحاد دخل مرحلة الثقة الزائدة والتعالي على معطيات الميدان الحقيقية، إذ إن لكل مباراة ظروفها الخاصة وفريقنا فعلاً كان يعاني الإصابات في غياب حسين عبدالغني ويوسف رابح وغيرهما لكن إرادة لاعبي الأهلي كانت الأقوى والعزيمة أثرت كثيراً في بث روح الحماسة عندنا فكنا الأفضل والأجدر بالانتصار، والكرة لا تعترف بالأسماء وإنما بالعطاء داخل الملعب. هل لمدرب الأهلي الجديد الصربي نيوشا موسكوفيتش دور فعال فنياً ومعنوياً؟ - بالتأكيد، فعملية تغيير مدرب بآخر جاءت في وقت حساس لكن حاجة الفريق كانت تتطلب ذلك، وعملية التغيير في حد ذاتها كانت كفيلة بسلخ جلد الفريق فنياً من حال الركود الفني إلى الأفضل، ناهيك عن حماسة المدرب الجديد. بحكم خبرتك مع إيليا وموسكوفيتش، ما الفرق بين أسلوبيهما التدريبي؟ - في الحقيقة كل مدرب له طريقته وأسلوبه الخاص به، وكل منهما له رؤية فنية معينة تجاه الفريق، ويتميز موسكوفيتش بالجدية والصرامة وحبه تحقيق الألقاب. بصراحة... بحكم قربك من الفريق ما مشكلته الحقيقية؟ - ليست هناك مشكلة داخل الفريق، فالكل يبحث عن الفوز والانتصار بالألقاب، فاللاعب الجاد يبعد من نفسه المشكلات ويحاول عدم التأثر بها حتى يكون حاضراً عقلياً وبدنياً في مواجهات فريقه، ويفترض في اللاعب الجاد أن يبحث عن اسمه، فيقدم كل ما لديه كي يصنع له تاريخاً جيداً وعطاءً محترماً، لتظل الأندية تبحث عنه من أجل التعاقد معه. كنت أكثر قلقاً بداية احترافك في الأهلي وكان ذلك واضحاً عليك فما الأسباب؟ - صحيح أنني لاعب محترف لكنها المرة الأولى التي أقضي فيها وقتاً خارج بلدي، فتغير الجو والعادات والتقاليد ونمط المعيشة وكذلك مفارقة الأهل والابتعاد منهم فترة طويلة شكلت لدي صعوبات في بداية الأمر وحاولت جاهداً أن أتغلب عليها، وتمكنت من ذلك وهذا انعكس إيجاباً على عطائي في الملعب كما شاهدتم. لكن كانت لك تجربة وإن كانت قصيرة مع فريق الصفاقسي التونسي؟ - أنت قلت إنها فترة قصيرة وهي كذلك فلم تستمر، والأسباب الحقيقية أنني اتفقت مع إدارة النادي على مبلغ ولعبت مباراتين ولكن من دون فائدة، الأولى مع ترجي جرجيس والثانية مع فريق الترجي الكبير ولم تعطني الإدارة ما اتفقنا عليه فامتنعت عن اللعب. ولكن أشيع في الصحافة التونسية أن خلافاً نشب بينك وبين المدرب دي كاستال السويسري؟ - هذا الحديث عار من الصحة فالمدرب يعرفني جيداً وهو من رشحني لإدارة الصفاقسي وسبق له أن أشرف على تدريبي موسماً كاملاً إبان توليه مهام تدريب فريق الوداد المغربي. وكيف ترى مسيرة فريقك الحالي في المسابقتين المحليتين؟ - الآن الفريق بدأ يسير في الطريق الصحيح وأتوقع أن يحقق كأس ولي العهد وكأس دوري خادم الحرمين الشريفين إذا استمر العطاء الفني والذهني والميداني في شكل قوي. بصراحة يدور في الأفق الأهلاوي النية المبيتة لإنهاء خدمات رفيق دربك المحترف المغربي يوسف رابح، ما صدقية ذلك، وهل بدأ يوسف يشعر بذلك؟ - رابح مدافع من طراز رفيع ويمتلك مقومات جيدة، ويلعب في صفوف المنتخب المغربي على رغم حداثة سنه وأموره تسير في شكل جيد، وخلال الأيام الماضية كان يشكو من إصابة ولم يشاهده المدرب نيبوشا جيداً، وبحسب علمي أنه لا يريد التفريط فيه وسيقف على مستواه ومدى الاستفادة منه خلال التدريبات المقبلة كون رابح لاعباً متمرساً وجيداً. جاء رفيق دربك وابن بلدك مهاجم فريق أولمبيك خريبكة المغربي بديلاً للمحترف البرازيلي وهداف الأهلي موسمين سابقين روجيرو، في اعتقادك هل يملك جواد أقدار الإمكانات التي تجعله يظهر في صورة أفضل من روجيرو؟ - جواد لاعب شاب وفي مقتبل العمر الرياضي ويمتلك موهبة ومستوى جيداً، وكان له حضور جيد في الدوري المغربي، وأتمنى له التوفيق في مهمته مع فريقه الجديد، إذ إن لديه إصراراً وعزيمة على ترجمة مجهود زملائه في الأهلي إلى أهداف، وفي المقابل فإن روجيرو يتميز بعامل الخبرة الطويلة في الملاعب. بصراحة كيف ترى المحترف السعودي؟ - اللاعب السعودي محظوظ كثيراً فكل شيء متوافر له ويساعده على صقل موهبته ونضوج مستواه الفني، وتفكيره الذهني صاف من المشكلات، فهو يعيش إلى جوار أسرته وأهله، وتتوافر لديه ملاعب على مستوى عال وحديث، ودوري قوي، ويفترض أن يستغل هذه الظروف لمصلحته لكي يطور مستواه إلى الأفضل. وأتوقع أن يحظى اللاعبون السعوديون بمستوى وحظوظ أفضل في الفترة المقبلة. شاركت في الدوري المغربي والتونسي والسعودي، أيهما أفضل بكل صراحة، ولماذا؟ - في الحقيقة كانت لديّ فكرة أخرى عن الدوري السعودي وأنه ليس قوياً، ولكن حينما شاركت فيه ولعبت على ميادينه وشاهدت الحضور الجماهيري الكبير والوجود الإعلامي المميز بوسائله كافة تبدلت نظرتي تماماً، ففي اعتقادي الشخصي أنه الأفضل والأميز حالياً والأقوى على مستوى العالم العربي. كيف ترى حظوظ المنتخبين العربيين في مونديال ألمانيا 2006؟ - يعتبر منتخبا السعودية وتونس الواجهة العربية المشرفة التي تمثل العرب في هذا المحفل العالمي الذي تنتظره الجماهير في أرجاء العالم بشغف كل أربع سنوات، ففي الفكر العربي السابق هو مجرد المشاركة وإن اشتد الطموح فمجرد التأهل إلى الدور الأول فقط، فلماذا لا يسعى العرب بجدية كي يدخلوا دور الأربعة، وبالتالي فإننا نعقد آمالاً عريضة على منتخبي السعودية وتونس وسنساندهما بقوة بحكم عروبتنا الحميمة.