فرحت الطالبات لبدء العام الدراسي، وازدادت هموم أولياء أمورهن من كابوس "طلبات المدرسات التي لا نهاية لها". ويقول سعد الطوالة عن ابنته ذات ال9 سنوات"طلبت ابنتي قلم 10 ملم، وبحثت لها في ثلاث مكتبات ولم أجده فجلبت لها قلماً 15 ملم". وفي اليوم التالي أتت ابنته من الدوام المدرسي في حزن عميق ورفضت تناول وجبة الغداء رغم أن معلمتها عاقبتها بمنعها من تناول وجبة الفطور مع زميلاتها بحبسها في الفصل مع بعض الطالبات لأنهن"لم يجلبن القلم الخطاط ووضعت عليهن طالبة للحراسة لئلا يخرجن في وقت الفسحة"، ولم تكتفِ المعلمة بذلك بل أمرت الطالبة الحارسة بتناول فطورها في الفصل لتقوم بمراقبتهن وان خرجت واحدة منهن تخبرها. وقام الطوالة بالبحث لابنته عن القلم مرة أخرى ولكن من دون جدوى، وفي اليوم التالي"صحت ابنتي من نومها في الساعة الخامسة صباحاً ودموعها تذرف وتريد التغيب عن المدرسة بحجة ألم في بطنها، وفي الحقيقة كان السبب خوفها من معلمتها، وبعد إقناعها بالذهاب للمدرسة وافقت بشرط ذهاب والدتها معها لتكلم معلمتها حتى لا تعاقبها مرة أخرى". ولا توجد هذه المعاناة في منزل سعد فقط، بل وجدت في غير منزل في السعودية، ومنها منزل عبد العزيز ويقول:"تأخرنا في العودة من الإجازة وتغيبت ابنتي في اليوم الأول من الدراسة، وفي هذا اليوم أعطت المعلمة طلباتها، وقالت للطالبات ستبادر في التفتيش عليها في اليوم التالي". وعندما ذهبت ابنة عبد العزيز في اليوم التالي وهي لا تعلم عن طلبات معلمتها شيئاً، قالت لها المعلمة:"لماذا لم تحضري الأدوات؟". ردت الطالبة في خوف وخجل منها"عدنا من السفر أمس". وفي حدة نهرتها المعلمة، واستهزأت بها أمام زميلاتها لأن حقيبتها قديمة، وأمرتها بتغيير الحقيبة. وعادت الابنة إلى المنزل"معلنة عدم الذهاب للمدرسة نهائياً". وإن كانت الطالبات يتعرضن لكثير من الضغط عليهن من جانب المعلمات، فإن معلمات يواجهن ضغطاً أكبر من بعض المديرات والإشراف التربوي، وتقول معلمة في المرحلة الابتدائية منذ سبعة عشر عاماً:"أوكلت مديرة المدرسة مهمة الأسبوع التمهيدي للصف الأول الابتدائي وترتيب المدرسة على عاتقي في هذه السنة"، واستعدت المعملة لترتيب المدرسة من راتبها وليس من موازنة المدرسة لأنها لا تكفي. وانفقت نحو 1500 ريال من جيبها الخاص على ذلك، وسعت لتعويض ما خسرته من الطالبات من خلال إحضارها حلويات ومشروبات غازية، على رغم أنه ممنوع بيعها في المدارس، لكنها قامت ببيعها للطالبات بضعف السعر حتى تسترد ما خسرته. وتقول مديرة مدرسة أهلية:"يجب أن يكون العقاب من جنس العمل، ففي بعض الأحيان لا يؤدي العقاب إلى حل المعضلة ولا يكون وسيلة تأديبية وإن حدث، فإن المعلمة تحرص على أن يكون عقاباً يؤدي إلى نتيجة ايجابية لا إلى نتيجة سلبية"، كما أنها تؤكد"أن هناك أهالي يتجنون على المعلمات ويصل الموضوع إلى الإدارة في مبالغة في الوصف من الطالبة لأنها نقلت الصورة لأهلها في صورة تظلم". وتشير الى أن هناك"قرارات تصدر من وزارة التربية والتعليم بمنع الضغط على الطالبات، أو تحميلها فوق طاقتها". أما عن الضغط على المعلمات في ترتيب المدرسة وتنظيمها فتقول:"هناك موازنة خاصة في"الصندوق المدرسي"ويرحل منه ما يتبقى للعام التالي كمصروف احتياط، وان لم يكن هناك مصروف احتياط تحتفظ المعلمة في الفواتير وتتفق مع مديرة المدرسة بأن تدفع لها من موازنة هذه السنة". وتقول عن بيع المعلمة للطالبات:"هنا تكمن ثلاث قضايا أولها البيع على الطالبات يضر المدرسة ويضر المتعهد في المقصف المدرسي، والقضية الثانية انه ضعف السعر، والثالثة مشروبات غازية.