أكد مصدر في وزارة التعليم أن الوزارة غفلت عن تجهيز غرف تختص بتقديم الوجبات الغذائية في المقاصف المدرسية التي قدر عددها بنحو 37 ألف مقصف، منتشرة في مدارس المملكة، على الرغم من الاشتراطات التي وضعت لتنظيم المقاصف ومراقبتها صحيا، في حين انتقد اختصاصيون ما تقدمه هذه المقاصف من وجبات، وأشاروا إلى أنها تفتقد القيمة الغذائية التي تلزم لبناء أجسام الأطفال في مختلف الأعمار، وحمّلوا الشركات المشغلة للمقاصف كامل المسؤولية عن سوء ما يقدم من غذاء في المدارس، مؤكدين أن فكرة تسليم المقاصف للشركات باءت بالفشل الذريع، لأن ما يقدم غير صحي ولا يخضع للضوابط المطلوبة. فيما انتقد اختصاصيون ما تقدمه المقاصف المدرسية للطالبات والطلاب، مؤكدين أنه يفتقد القيمة الغذائية التي تلزم بناء أجسام الأطفال بمختلف الأعمار، رأى البعض أن ثقافة التغذية الصحية موجودة في المدارس، منوها بدور الوحدة الصحية المدرسية في عمل دورات تثقيفية لمنسوبي التعليم، بينما حمل البعض الآخر الشركات المشغلة للمقاصف المدرسية المسؤولية، مشيرين إلى أنها فكرة باءت بالفشل قال مصدر في وزارة التعليم -فضل عدم ذكر اسمه- إن "عدد المقاصف المدرسية يقدر بنحو 37 ألف مقصفا، منتشرة في مدارس المملكة، وعلى الرغم من الاشتراطات التي وضعتها الوزارة لتنظيم المقاصف ومراقبتها صحيا، إلا أنها غفلت عن تجهيز غرف تختص بتقديم الوجبات الغذائية".
اشتراطات متفاوتة أدخلت الوزارة بعض الاشتراطات على لائحة المقاصف المدرسية، منها منع إدخال المشروبات التي تحوي نسبة عالية من السكريات والمواد الملونة، ومنعت بيع العصيرات والحلويات التي تفتقد القيمة الغذائية، إلا أنها سمحت ببيع السكاكر والعلك، والأغذية المشبعة بالزيوت كالبطاطس المغلفة، إضافة إلى الشاي والحليب طويل الأجل، وفي هذا مضرة كبيرة على صحة الطلاب، إذ تفقد المواد المعلبة الفيتامينات، والحديد، والمواد النافعة للجسم".
التغذية السليمة تقول مديرة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقا الدكتورة سونيا مالكي، أن "ثقافة التغذية السليمة في المدارس موجودة، وتنظم الوحدة الصحية المدرسية دورات تثقيفية لمنسوبي التعليم وإدارات المدارس والمعلمين والمعلمات وأولياء الأمور، من أهمها برنامج "صحتي في غذائي" الذي يستهدف الأسرة والمعلم والطالب، إضافة إلى توزيع مطويات وإرشادات صحية لأسر الطلاب والطالبات، وعمل برامج صحية لكل مرحلة".وأضافت، أن "الأسر تحتاج إلى تثقيف أكبر للاهتمام بجانب ثقافة التغذية الصحية، ومتابعة الأبناء خارج المدرسة، إذ إن الأسرة هي الأساس في تعويد أبنائها على التغذية السليمة، وخط الدفاع الأول لحمايتهم مما يباع داخل المدارس وخارجها".
تشغيل المقاصف ذكرت مديرة إحدى المدارس المتوسطة للبنات فايزة السيد، أن "فكرة الشركات المشغلة للمقاصف المدرسية باءت بالفشل، لأن البعض يعتمد اعتمادا كليا على جلب مواد غذائية مغلفة بشكل يدعو للقلق، وتم رصد عدة مواد غذائية منتهية الصلاحية، ودخول عدد من أنواع الحلوى التي لا يسمح بها لطالبات المدارس"، مشيرة إلى أن أكثر العصائر المعلبة تفقد صلاحيتها مع النقل في سيارات لا تلتزم بالتبريد، وشروط السلامة.
برامج تثقيفية يرى المعلم أحمد الجهني، أن "من المشكلات التي تواجه المقاصف المدرسية، إهمال المشروعات والتجهيزات المدرسية، وعدم توافر مكان مخصص لتقديم الوجبات الغذائية يتناسب مع أعداد الطلاب والطالبات من متناولي الوجبات الغذائية، إضافة إلى خلو المدارس من طاولات ومقاعد وصالات مكيفة، مما يضطرهم لتناول الغذاء في الفناء".وانتقد عدم توافر برامج توعوية في المدارس لرفع مستوى الثقافة الغذائية، وإهمال توظيف المتخصصين من الخريجين بكليات التربية، والاعتماد على عمالة مقيمة تفتقد الخبرة الكافية.
الهدف من المقاصف يؤكد استشاري التغذية الدكتور خالد مدني، أن "الغرض من وجود المقاصف توفير وجبات تحوي قيمة غذائية وبروتينية عالية، تسهم في بناء الأبناء والبنات، وفي ظل اعتياد بعض الأسر على إعطاء أبنائها مصاريف وجبة الإفطار، يعتمد الطلاب والطالبات على شراء وجبته من المقصف".ويرى، أن "المقاصف خرجت عن الهدف الذي وضعت له، وأصبحت تبيع أغذية بلا قيمة صحية، ومنها مواد مركزة ذات سعرات حرارية عالية، ربما تؤدي إلى زيادة السمنة لدى طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة، وكذلك وجبات مشبعة بالزيوت ربما تضر القلب والجهاز الهضمي". وأشار الدكتور مدني إلى أن "الطلاب واليافعين يواجهون خطرا كبيرا نتيجة سلوكيات غذائية سلبية، مثل تناول مشروبات الطاقة التي تستورد المملكة منها بما لا يقل عن 200 مليون ريال سنويا، إضافة إلى الوجبات السريعة التي تفتقد القيمة والطعم، وكذلك المشروبات الغازية التي تكبد الدولة خسائر كبرى في الإنفاق على الصحة والعلاج"، مشيرا إلى أن دراسات أكدت أن المواد المصنعة، وذات النكهات الصناعية ربما تجلب كثيرا من الأمراض، منها: السكري والضغط والصداع والسمنة والأرق وتسوس الأسنان وهشاشة العظام.