قرأت ببالغ الحزن اليوم أمس ما نقلتم في جريدتكم الغراء من قلق زوجة الإرهابي صالح العوفي الذي قُتل على يد رجال الأمن السعوديين، على أطفالها. وأثار تصريحها مشاعري ومشاعر عائلتي لكوننا فقدنا على أيدي الإرهابيين وأعوانهم طفلينا الاثنين - زهرتا حياتنا - في حادث مجمع"المحيا"في مدينة الرياض. أرفق لكم بعض ما جاش في مشاعرنا، والحزن والألم يعتصر قلوبنا، إذ لم تتح لنا الفرصة للتعبير عن مشاعرنا كما أتيحت لزوجة العوفي. أرجو منكم التكرم بنشر تعقيبنا في مكان ظاهر بصحيفتكم الموقرة كي يقرأه الجميع، بمن فيهم الإرهابيون وكل من يتعاطف معهم، علنا نسهم ولو بالكلمة التي تخنقها عبراتنا في التخفيف من مصاب الذين فقدوا أحباء لهم، وربما تعيد من ضل من الفئة الضالة إلى صوابه ولا حول ولا قوة إلا بالله: طالعتنا زوجة العوفي في عدد صحيفة"الحياة"بتاريخ 20-8-2005 بقلقها على مصير أبنائها بعدما نال زوجها ما يستحق من عقاب الدنيا. وما ينتظره من سوء العاقبة في الآخرة أشد وأكبر - إن شاء الله. قضت عدالة السماء بالاقتصاص من العوفي. نحن آباء وأمهات الأطفال الأبرياء الذين اغتالهم الإرهابيون وأعوانهم في مجمع المحيا في الرياض، نقول إن هذا مصير قتلة الأطفال، هذا مصير محبي الدماء والسفاحين الذين اغتالوا براءة الطفولة وأطفأوا البسمة وأزهقوا أرواح أحباب الله. إن عدم الاطمئنان والقلق الذي تشعر به زوجة العوفي الآن ليس جديداً، فهي بالتأكيد لم تكن مطمئنة على مصيرهم عندما كان أبوهم يسفك دم أترابهم ويعيث فساداً في الأرض؟ وبالتأكيد لا ترضى أن تكون مكاننا وأن تثكل أولادها كما ثكلنا أطفالنا وهم نائمون؟ خصوصاً أنها الآن قلقة عليهم وهم أحياء. هي تقول إنها تؤمن بالقضاء والقدر، ونحن أيضاً نؤمن بالقضاء والقدر، ونؤمن أيضاً بأن الله يمهل ولا يهمل وأنه وعد القاتل بالقتل ولو بعد حين. ونؤمن أيضاً انه القائل في كتابه الكريم:"... من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً". لا بد من أن زوجة العوفي تذكر أن الإسلام الذي قتل زوجها باسمه أطفالنا، بريء مما فعل زوجها ومما تفعله الفئة الضالة، وأنه يحرم القتل والإفساد في الأرض وأن قتل النفس الواحدة يعد قتلاً للناس جميعاً، فكيف بمن يقتل الأبرياء ويسفك دماء الأطفال؟ أقول لها - مواسياً - احمدي الله الذي خلص أولادك والمجتمع منه، فيداه اقترفتا ذنباً في حق أطفال آخرين لا قوة لهم سوى أنهم كانوا يبتسمون للحياة. وليكن ذلك دافعاً لك لتربية أولادك على المحبة والتسامح كما أمرك الله، عسى أن يكبروا وتفرحي بهم، وأن لا ينفطر قلبك عليهم كما تفطرت قلوبنا على أطفالنا. عسى أن يكونوا صالحين في المستقبل. أما نحن فعزاؤنا الله القوي العزيز الجبار الذي انتقم لنا. اللهم عوضنا في أطفالنا خيراً واجمعنا بهم في مستقر رحمتك، واحفظ أطفال العالمين من شرور الإرهابيين ومن كل شر ولا تفطر قلوب أمهاتهم وآبائهم عليهم. اللهم آمين. شربل مزهر من سكان مجمع المحيا