يعد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - أول المؤسسين والمهتمين بحملات التبرعات من المواطنين السعوديين إلى الدول والمؤسسات والجمعيات الخيرية الرسمية وهيئات الإغاثة الإسلامية والعالمية وهيئات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واليونيسيف وغيرها. وترسل هذه التبرعات إلى من مرت بهم كوارث طبيعية والمجاعات والحروب وغيرها، وكان - رحمه الله - في مقدم المتبرعين من أمواله الخاصة، ليكون القدوة الأولى لأبنائه من المواطنين. كما أمر الملك فهد - رحمه الله - بتشكيل لجنة لحملة التبرعات للمتضررين في الدول الأفريقية، وتم جمع 366 مليون ريال، وفي عام 1413 ه تعرضت مصر إلى زلزال فأمر بتقديم 50 مليون دولار، إضافة إلى تبرعه بمبلغ عشرة ملايين جنيه لتعمير جامع الأزهر، وكذلك سبعة ملايين ريال لإنشاء خمسة معاهد تابعة للجامع الأزهر. وعندما تعرضت الجزائر إلى هزة أرضية، أمر بإرسال طائرتين محملتين بمواد إغاثة وغذائية وطيبة وخيام. وتبرع إلى ضحايا المجاعات في أثيوبيا بمليون ريال، وذلك ضمن اهتماماته بمساعدة المسلمين في جميع أنحاء العالم. ومن ضمن اهتماماته، أمر للمسلمين في اليونان بتأسيس المؤسسة الخيرية العربية الإسلامية التي تهتم بدعم العمل الإسلامي في اليونان والعناية التامة بأكثر من 130 ألف مسلم يعيشون فيها. وبعد استقلال الجمهوريات الإسلامية عن الاتحاد السوفياتي، قام بتقديم دعمه إلى المسلمين في هذه الدول، ومنها تجديد المساجد وبناؤها وإرسال المصاحف والمطبوعات كما استضاف حجاج هذه الدول للحج على نفقته الخاصة. ووجه أوامره الكريمة بإرسال طائرتين محملتين بمواد إغاثة إلى فنزويلا التي تعرضت لفيضانات ضخمة وأمطار غزيرة، وتتكون مواد الإغاثة من المواد الغذائية والخيام والأدوات الطبية. وفي رمضان 1413ه أمر بجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك ليصل مجموع المساعدات النقدية المقدمة من السعودية إلى البوسنة والهرسك أكثر من 300 مليون ريال 80 مليون دولار إضافة إلى المساعدات العينية الأخرى مثل المواد الغذائية والمواد الطبية واستضافته لحجاجها على نفقته الخاصة وتحت رعايته. وأعرب مدير مكتب الهيئة العالمية للإغاثة الإسلامية في الرياض علي الجريس عن عزائه للشعب السعودي وحكومته في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وأشاد الجريس في تصريح إلى"الحياة"بما شهده عهد الملك فهد من تطور في حجم النشاط الخيري السعودي. وقال إن الفقيد أمر بالكثير من حملات التبرع للمنكوبين خارج المملكة، وآخرها الحملة التي أمر بها لمنكوبي"تسونامي"، وكان يتابع جميع خطواتها، اضف إلى ذلك تبرعه الشخصي في كل الحملات. من جهته، أوضح مدير جمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن السويلم ل"الحياة"أن الملك فهد - رحمه الله - له توجيهات ومواقف خاصة في الوقوف والدعم للمحتاجين والمتضررين من الكوارث الطبيعة في الدول المجاورة. وأضاف أنه كان يتبرع بنفسه كقدوة ومثال وكان له تواجد في كل قضية في العالم. وأشار إلى أن الملك فهد - رحمه الله - في التبرعات كانت له ثلاثة توجهات، مساعدة الدولة مباشرة للدول المتضررة، إسهاماته ودعمه لجميع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية حتى تقوم هي الأخرى بدورها بإيصال المساعدات للمحتاجين، مشيراً إلى أنه تبرع بمبالغ تقرب من 100 مليون ريال للمسلمين في البوسنة والهرسك، وتبرع إلى أفغانستان بما يقارب من مئة مليون ريال.