لم تكن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإغاثة منكوبي الزلزال الذي حل بجمهورية باكستان الإسلامية، والتي انطلقت الأسبوع الماضي في جميع أنحاء المملكة.. المبادرة الإنسانية الأولى ولا الأخيرة التي يطلقها خادم الحرمين الشريفين لإغاثة إخواننا في الإنسانية، فكم هي المبادرات والحملات الخيرية والتبرعات التي شهدتها المملكة لدعم إخواننا في فلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان وكوسوفا، والبلدان الأفريقية التي تعرضت للجفاف والكوارث الطبيعية، ومنكوبي الزلزال والمد البحري اللذين حدثا في جنوب شرق آسيا قبل أشهر قليلة، وقبل ذلك دعم إخواننا في الجزائر، وغيرها من الدول الساعية إلى نيل استقلالها ومواجهة الاستعمار والهيمنة الأجنبية، منذ أن وحد هذه البلاد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - ونهج أبنائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد - رحمهم الله -. لم تكن هذه المبادرة الأولى.. إلا أنها تتميز بأنها تمثل حضوراً إنسانياً خيرياً من المملكة العربية السعودية وشعبها وقيادتها للوقوف مع إخوانهم وأصدقائهم سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. وقد تجلت تلك الإنسانية مع (ملك الإنسانية) الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والذي بادر بإصدار أمره الكريم بتقديم منحة قدرها خمسمائة مليون ريال لإعادة إعمار بعض منشآت البنية الأساسية في باكستان وكذلك ما وجه به - حفظه الله - بالبدء الفوري في تشغيل جسر جوي من الطائرات السعودية لتقديم المساعدات العاجلة من خلال إرسال أطباء وأدوية وخيام وبطانيات ومواد غذائية لتلبية الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الزلزال والعمل على ايصالها لمستحقيها وكذلك إقامة مستشفى ميداني بسعة 50 سريراً يضم 60 طبيباً من مختلف التخصصات وكوادر فنية وكوادر تمريض من مختلف القطاعات. ولم يكتف بذلك القدر فحسب حيث أراد (ملك الإنسانية) - حفظه الله - أن يشارك شعبه في مساعدة منكوبين وإغاثتهم مع هذا الشهر الفضيل عبر حملة التبرعات الشعبية التي وجه بها - أيده الله - وانطلقت في عموم مناطق المملكة للمساهمة في عون الاخوة المتضررين من كارثة الزلزال، وافتتح - حفظه الله - باب التبرعات بمبلغ عشرة ملايين ريال، وسعدت كما سعد غيري بما شاهدناه عبر وسائل الإعلام من تزاحم كبير لدى جهات استقبال التبرعات المادية والعينية في جميع مناطق المملكة وما شاهدناه بالتحديد لدى بوابة استاد الأمير فيصل بن فهد بحي الملز والذي تدافع المئات من المواطنين على صناديق التبرعات للمساهمة في مساعدة متضرري الزلزال في باكستان متمثلين قول الله عز وجل {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} هذه المشاهد تكررت كثيراً لتدل بكل وضوح على ما يتميز به الشعب السعودي النبيل من معاني الإنسانية والأخلاق والمسارعة في البذل والعطاء كعادته دائماً. فهذه الحملة ذات طابع إنساني شمولي تعبر بوضوح وتجسد إنسانية المملكة العربية وشعبها وقيادتها وحكومتها التي ربطت العمل الإنساني الخير المتعدد بكل نشاطاتها منذ إنشائها وإقامتها، فبالإضافة إلى الوقوف إلى جانب الأشقاء المسلمين والأصدقاء عند تعرضهم للمحن والكوارث، تشهد قطاعات ومرافق المملكة العديد من المواقف والمبادرات الإنسانية التي كان آخرها وليس أخيرها العملية الجراحية لفصل التوأم البولندي.. وهذا ما يجسد ويرسخ ما تصف به الدوائر السياسية والإعلامية المملكة العربية السعودية ب (مملكة الإنسانية)، وهكذا هي المملكة العربية السعودية «مملكة الإنسانية» السباقة دوماً في معالجتها لقضايا الساعة العالمية منتهجة النهج العلمي والمهني الرزين المتعقل. ٭ رئيس مجموعة البيان القابضة