تشهد أروقة ديوان المظالم في جدة، الأحد المقبل، أولى جلسات النظر في الدعوى المرفوعة من المرشحين المعترضين على نتائج الانتخابات البلدية في المحافظة الذين يطالبون بوقف النتائج المعلنة. وكان مجموعة من المرشحين رفعوا الشهر الماضي دعوى قضائية أمام ديوان المظالم حاشدين فيها قرائن، ووثائق وأدلة على خرق نظام الانتخابات المحلية للمجالس البلدية، ضد لجنة الطعون والتظلمات في جدة. وتعد جلسة ديوان المظالم الأحد المقبل أولى الجلسات القضائية من نوعها التي تتعلق بتجربة الانتخابات المحلية البلدية في السعودية، إذ يعتبر مرشحو جدة أول من صعد الاحتجاجات إلى أروقة القضاء الإداري. وكانت"الحياة"حصلت على نسخة طبق الأصل من القرص الممغنط CD في أيار مايو الماضي بعد أيام من إعلان النتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات العليا في جدة والذي كشف فوزاً كاسحاً لأعضاء ما يسمى ب"القائمة الذهبية"المحسوبين على تيار ما يعرف باسم"تيار الصحوة". ويطعن المرشحون المعترضون في إجراءات قادت إلى فوز سبعة مرشحين روجت لهم قائمة بريدية من خلال رسائل الجوال القصيرة، سُميت أيضاً بقائمة"المشايخ"، والقائمة"المزكاة"نسبة إلى تزكية 11 شخصية محسوبة على العلم الشرعي. وكان المرشحون المعترضون في جدة رفعوا برقيات ولاء للقيادة السعودية، ضمنوها تظلمهم من آلية سير الانتخابات في محافظتهم، مطالبين بإقصاء القائمة الذهبية، وإعادة الانتخابات، ومحاسبة المقصرين، وبتعويضات مالية. ويملك المرشحون المعترضون حزمة من الشواهد والقرائن والأدلة التي تطعن في سير وسلامة الجو القانوني للانتخابات في جدة. إلى ذلك، رفض أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، ظهر أمس، اجتماعاً قصيراً مع المرشحين المعترضين بسبب"حضور الصحافة". وتحدث المرشح المعترض المهندس إيهاب السليماني عن"خيبة أمل"أصابته وأربعة مرشحين آخرون من رد فعل المهندس عادل فقيه حينما علم بوجود ممثلين للصحافة. وقال:"كان الموعد متفقاً عليه منذ يومين لكننا نستغرب عدم قبول الأمين لقاءنا في حضور الصحافة". وأضاف:"في رأينا أن الصحافة تمثل الجسر الأمين بين ما يهم المجتمع والرأي العام وبين ما يدور من قضايا تعنيه مباشرة في داخل المؤسسات الرسمية". وأكد السليماني:"اجتماعنا مع المهندس عادل لا أعتقد أنه سري بل هو مفتوح للجميع بما فيها الصحافة لأن قضيتنا ليست شخصية إنما هي قضية وطنية عامة وكان من المفترض أن تحضر الصحافة لتسجيل روح الحوار البناء، مثلما هو حاصل لدى كبار المسؤولين في البلد". بدوره، قال المرشح طلعت عطار إن حضورهم ظهر أمس إلى مكتب أمين أمانة جدة الجهة المشرفة على الانتخابات المحلية تعبير عن حرص المرشحين المعترضين على فتح نوافذ الحوار البناء مع المسؤولين. وأشار إلى أن اللقاء مع المهندس عادل فقيه كان بهدف التحاور وتوضيح بعض الملابسات"خصوصاً أنه لم يتول منصبه سوى في الفترة الأخيرة من سير الانتخابات في جدة". وتحدث السليماني عن تقدير المرشحين المعترضين لإنصاف القيادة السعودية لمطالبهم،"حظينا بدعم من ولي العهد الأمير عبدالله، ووزير الشؤون البلدية والقروية، وسنلتقي قريباً المستشار في ديوان ولي العهد الأمير بندر بن سلمان، وكل ذلك بهدف إخراج التجربة الديموقراطية في بلادنا بوجهها الصحيح والعادل وتحقيق الأهداف المرجوة منها في مناخ صريح وواضح". كما أوضح، من جانبه، المرشح المعترض عادل عبده أن هدفهم تعديل مسار الانتخابات البلدية إلى مسارها الصحيح"من دون وصاية على الناخبين ومصادرة أصواتهم عبر توجيهها بإيحاءات لا تحتملها تجربة الانتخابات البلدية وفيها خرق فاضح للائحة التنفيذية لانتخابات المجالس البلدية المحلية".