وصفت طبيبات وممرضات وفنيات مختبر في مراكز الرعاية الصحية الأولية التغييرات المتلاحقة في ساعات الدوام ب"التخبط". فخلال ثمانية أشهر منذ بدء العام الهجري ستكون منسوبات مركز الرعاية طبقن ثلاثة قرارات تتعلق بالدوام، جميعها كانت موضع انتقاد من كثير منهن. الأول أقره وزير الصحة الدكتور حمد المانع في شهر ذي القعدة من العام الماضي، وبدأ تطبيقه في الثاني من المحرم الماضي، وقضى بإلغاء العمل يوم الخميس، وتوزيع ساعات عمله على بقية الأيام، من السبت وحتى الأربعاء، بواقع تسع ساعات ونصف الساعة كل يوم، وعلى فترتين، تبدأ الصباحية من الساعة السابعة والنصف وحتى الثانية عشرة والنصف، والثانية من الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساء. وأثار القرار موجة اعتراضات واسعة بين ممرضات وطبيبات وفنيات مختبر وإداريات، يعملن في تلك المراكز. فيما صمت زملاؤهن الرجال عن الاعتراض على القرار، ربما لأن غالبية منسوبي المراكز من النساء اللواتي تجمعن بأعداد كبيرة عند مكتب المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور عقيل الغامدي، ومدير صحة الأحساء الدكتور خليفة الملحم، كما نظمن حملة إعلامية في الصحف المحلية ومنتديات الإنترنت، خصوصاً في موقع وزارة الصحة. وتركز اعتراضهن على طول ساعات العمل، فكل موظفي الدولة يعملون في الحد الأعلى ثماني ساعات، فيما هن يعملن تسع ساعات ونصف الساعة، وعلى فترتين، ما يعني ان هناك نحو ساعة أخرى تذهب في التنقل بين بيوتهن ومقار أعمالهن، والعكس. كما أكدن ان طبيعة عملهن ستتسبب في إهمالهن لأسرهن. وأكدت أكثر من ممرضة وطبيبة ان مستقبل حياتها الأسرية مهدد بسبب ساعات العمل الطويلة، وألمح بعضهن إلى ان أزواجهن يهددوهن بالطلاق أو الزواج من أخرى، بسبب إهمالهن لهم ولأطفالهن. حتى إن ممرضات في المنطقة الشرقية رفضن الاحتفال باليوم العالمي للتمريض، بسبب ما قلن إنه"ظلم فادح"لحق بهن. ومع تواصل موجة الاعتراضات أصدرت وزارة الصحة التنظيم الثاني لساعات عمل المراكز، ولم يكن بعيداً من الأول، فساعات العمل لم تتغير، كما ان العمل على فترتين لم يتغير. كل ما تغير هو متى يبدأ العمل ومتى ينتهي. فبدل ان يعملن من الرابعة عصراً أصبحن بموجب التعديل الثاني يعملن من الساعة الثالثة والنصف عصراً، ويخرجن في السابعة والنصف عصراً. وتكررت الاعتراضات، مستندة إلى ان القرار لم يغير شيئاً من أوضاعهن. وعبرن عن خيبة أمل تنتابهن، لأنهن لم يستشرن في التنظيم الجديد. وحينها أكد مسؤولون في وزارة الصحة استمرارها في تطبيق التنظيم الجديد. بيد أن آخرين ألمحوا إلى أنه"خاضع للمراجعة". وهو ما حدث في القرار الذي أصدرته الوزارة أمس. بيد أن قرار الأمس، لم يجعل من ساعات عمل المراكز ثماني ساعات، كما كانت تأمل الموظفات. وإن كان جعل عمل بعض المراكز على فترة واحدة، وبقت مراكز أخرى تعمل على فترتين. وهي تشكل غالبية المراكز في المملكة. وربما لا تكون ساعات العمل هي القضية الوحيدة التي تشكو منها منسوبات المراكز، فهناك عشرات القضايا التي تثير استياءهن، مثل البدلات المفقودة التنقل والإضافي والخطر، وأيضاً أوضاع مباني كثير من المراكز، التي لا تصلح لان تكون مقار لمراكز تقدم خدمات علاجية أو إسعافية. إضافة إلى الارتقاء بمستوى تأهيل الطبيبات والممرضات من خلال الدورات التدريبية.