ضمن تغطيتها لمعرض "كن داعياً" السادس، الذي أقيم في مدينة أبها، نشرت "الحياة" في عددها 15424 الصادر يوم الجمعة 24 حزيران يونيو 2005 الموافق17 جمادى الأولى 1426ه في الصفحة السادسة، وتحت عنوان"في جناح الهيئة: ملبوسات تروج للخطيئة... وإنجيل"النص الآتي: "فيما شهدت"الحياة"بعض ما تراه الهيئة مخالفاً، كالورود والمجسمات التي تحمل اللون الأحمر. وفي صدد المخالفات المعروضة داخل الجناح، أدوات لتصنيع الخمور ولعب القمار وأفلام فيديو، وأقراص تحوي أفلاماً خليعة. ومن المضبوطات مطبوعات للشيعة والرافضة تروج أفكاراً هدامة، وعرض أيضاً تحت مظلة المخالفات نسخة للإنجيل"! أبها ستحتضن مؤتمر الحوار الوطني القادم بعنوان"الحوار مع الآخر"؟ ولا أدري مَن المقصود بالآخر هنا؟ فكيف يكون الشيعي صاحب فكر هدام، يجب أن يحاصر، من هم الآخرون الذين سنتحاور معهم، بعدما أقصينا الآخر الوطني، والآخر المذهبي؟! من الغريب أن يحدث هذا ضمن مهرجان وطني عام في منطقة عسير التي تحتضن الأمير الإنسان خالد الفيصل، ذا الفكر اليقظ والمستنير، وصاحب الاتجاه المنفتح على جميع التيارات الفكرية والمذهبية، هذه الصورة التي ترجمها عبر منتدى الفكر العربي، الذي يترأس مجلس إدارته، حيث يحتضن جميع الطوائف والمذاهب والديانات من دون تمايز، فما زالت صورته إلى جانب علماء الشيعة وغيرهم من الليبراليين والعلمانيين في مؤتمرات المنتدى ماثلة في الذهن. وأغرب من ذلك أن تحدث هذه التجاوزات على الحريات الشخصية، ومصادرة حرية الرأي والتعبير، ضمن احتفالية معلنة، نمجدها كإنجازات نعرضها لأبناء الوطن وغيرهم. ترى أين كانت أعين الرقابة والمسؤولين الحريصين على لحمة الصف الوطني؟ وأين دور الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان من رصد هذه التعديات ومعالجتها؟ حري بكل الذين تعنيهم وحدة الصف الوطني، وتهمهم حالة السلم والوئام بين شرائح المجتمع، أن يسعوا لمعاقبة جميع مَنْ تسول لهم أنفسهم النيل من أبناء الوطن، مهما كان انتماؤهم المذهبي أو توجههم الفكري. أما مواجهة هذه المخالفات بالصمت أو الرفض اللفظي فقط، فلن يغير من معادلات الواقع المأزوم شيئاً، فنحن في حاجة إلى قانون يجرم هذه المخالفات، ويسن لها العقاب الرادع. وصحيفة"الحياة"، الصرح الثقافي الذي يعبر عن التعددية وحرية الفكر، ويحارب التعنت والفكر الأحادي. كيف تبرر"أسرة الحياة"لنا نحن قراءها نشر مثل هذه الإثارة المغرضة، التي من شأنها النيل من وحدة الصف الوطني والعربي عموماً؟ وأخيراً، هل هذا هو أسلوب"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"؟ وأين الفارق إذاً بين الدعوة إلى الله سبحانه وبين تكفير عباده ومصادرة حقوقهم؟! حمزة الشاخوري - القطيف