تأملت "أستاد الدمام"، وتذكرت أيام كان هذا الملعب يغص من أوله إلى آخره في مثل هذه المباريات. وتساءلت: لماذا فقدت مدرجات أندية الشرقية لكرة القدم جماهيرها؟! فالتعداد السكاني الأخير يقول إن السكان زادوا بنسبة 100 في المئة على الأقل من أيام كانت أندية الشرقية تهزم أعتى الفرق السعودية في الثمانينات، على أرضها وخارج أرضها، وكانت جماهيرهم تهز الملعب. من المؤكد أن الجواب هو هبوط مستوى هذه الفرق وبُعدها من البطولات، ما أدى إلى هجرة جماهيرها وانقراضهم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أهالي ومسؤولو ورجالات المنطقة الشرقية لا يهمهم أن يكون لهم صيت ودور مؤثر وفعّال في النشاط الرياضي الوطني؟! فالجواب العاقل والمقنع هو أنهم مغلوبون على أمرهم، لأسباب خارجة عن إرادتهم أدّت إلى هجرة الجماهير عنهم. وأحد هذه الأسباب التي يمكنها أن تكون مسبباً في هبوط نتائج فريق ما إلى درجة اختفاء جماهيره من الجيل الجديد على وجه الخصوص ورحيلهم وتحولهم لتشجيع فرق أخرى قد تنحصر في التحكيم، والميول الأعمى للصحافة الرياضية. فالتحكيم وبشهادة أهل التحكيم أدى في عشرات المباريات التي يكون أحد طرفيها من الفرق غير المسنودة، إلى خسارتها نقاطاً كثيرة، كانت أجدر بأن تؤهلها للعب على النهائيات، بل أسهم في هبوطها إلى الدرجات الأولي والثانية بمواقف تاريخية لا يمكن نسيانها ما أدى إلى تحطيم معنويات رؤساء وأعضاء وداعمي ولاعبي وجماهير هذه الأندية، سنة، بعد سنة، وجيلاً بعد جيل. وكثير ما يؤدي الميول أو الخوف إلى اتخاذ قرارات تؤكد في الاعتبار مصلحة الفرق الكبيرة، ونظام الاحتراف الحالي هو أحد أهم الأمثلة الذي بكل تأكيد أدت إلى هجرة جماهير وأندية المنطقة الشرقية. والدور السلبي لبعض عناصر الإعلام الرياضي المؤثرة جعلت بعض الصفحات ملونة شكلاً ومضموناً بحسب النادي الذي تسانده سياسة الصحيفة بشكل عام، فتجد بعض هذه الصحف تصب جام غضبها على أي ناد أو حكم أو مسؤول أو لاعب، قد يكون له موقف معارض لناديها المفضل، وفتح المساحة الإعلامية لتشكل ترسانات دفاع عن هذا النادي أو الأندية التي يفضلها أصحاب ورؤساء تحرير هذه الصحف. أما الأندية المغلوبة على أمرها مثل الاتفاق والقادسية والنهضة والرياض والوحدة... على سبيل المثال للأسف لم تجد من يساندها في هذا الزخم، وتم تهميشها حتى ضاعت حقوقها في الطوشة. ولذلك، لا غرابة إذا ما خرج الجيل الجديد لجماهير أندية الشرقية على وجه الخصوص، مشتتاً بين أندية"الجوارح"، تاركين أندية"الكوادح"العريقة للشيبان، ومن رافقهم، ليشجعوها كقلة قليلة تقوم بالواجب من باب العيش والملح، والذين دائما ما تراهم مكسوري الخاطر، خصوصاً عندما يتم تفتيشهم عند بوابات الملعب للتأكد من عدم حملهم الفصفص الذي أصبح يشكل خطراً كبيراً على لاعبي الأندية الأخرى، بل على الحكام أيضا!!!! نعم، فالفصفص كان ولا يزال في تارات كثيرة يمنع في ملاعب الشرقية، بينما نرى في كثير من الأحيان جماهير أندية"الجوارح"تدخل أقوى أنواع المفرقعات والقوارير وعصي الأعلام، التي طالما كانت برداً وسلاماً على الحكام واللاعبين والجماهير الأخرى! والدليل ما حصل قبل أسابيع، عندما أحرقت حفنة من الفصفص"المحموس"فخذ أحد الحكام!!! [email protected]